April 2021 Arabic Newsletter Posted May 1, 2021 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                              ابريل ٢٠٢١

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه متمنياً لكم فترة صوم مباركه وأسبوع الآم مقدس يقودنا إلى الاحتفال بعيد القيامة المجيد الذي نحتفل به هذا العام يوم الأحد ٢ مايو.

الأحد ١٨ ابريل هذا العام هو أحد التناصير وهو الأحد السادس من آحاد الصوم الكبير. وقراءات الأحد السادس تشمل إنجيل القداس وهو عن معجزة شفاء المولود أعمي.

+ هذه المعجزة تظهر لاهوت السيد المسيح في قدرته على الخلق. فلقد خلق للمولود أعمي عينين لأنه ولد بلا عينين. لذا كان منظره مثير للدهشة حتى أن التلاميذ سألوا “يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلِد أعمي” يو٩: ٢. شفي الرب يسوع المولود أعمي بطريقة مماثلة للطريقة التي خلق بها الله الانسان. يذكر سفر التكوين عن خلقة الانسان “وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية” تك٢: ٧. ووصف المولود أعمي كيفية شفاء المسيح له بقوله “انسان يقال له يسوع صنع طيناً وطلي عيني وقال لي أذهب إلي بركة سلوام وأغتسل. فمضيت واغتسلت فأبصرت” يو٩: ١١.

+ في هذه المعجزة لم يمنح المسيح المولود أعمي البصر الجسدي فقط ولكنه منحه الاستنارة والبصيرة الروحية إذ قاده للإيمان به. التقي به الرب يسوع وسالة “آ تؤمن بأبن الله فسأله الرجل من هو يا سيد لأؤمن به” فقال له يسوع “قد رأيته الذي يتكلم معك هو هو” فقال “أؤمن يا سيد وسجد له” يو٩: ٣٥- ٣٨.

+ لذا ربطت الكنيسة بين هذه المعجزة والمعمودية. ففي المعمودية ننال الطبيعة الجديدة والاستنارة كما نال المولود أعمي عينين جديتين واستنارة روحية. وفي المعمودية نصلي على الماء فننال قوة الولادة الجديدة. كذلك في المعجزة قوة كلمات المسيح للأعمى أن يذهب إلي بركة سلوام أعطت ماء بركة سلوام قوة أن تخلق له عينين جديدتين.

+ في نهاية المعجزة حذر المسيح من خطورة العمي الروحي. فالإنسان الأعمى جسدياً ليس عليه خطية ويعاني جسدياً ومعاناته وقتية تنتهي بنهاية حياته الأرضية أما الأعمى روحياً فيعاني في الأرض والسماء إذ يقع تحت الدينونة لأنه لا يبصر الحق بل يسلك في الظلام لذا قال المسيح “لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم حتى يبصر الذين لا يبصرون ويعمي الذين يبصرون وعندما تساءل الفريسيون “ألعلنا نحن أيضاً عميان؟. قال لهم يسوع لو كنتم عمياناً لما كانت لكم خطية ولكن الأن تقولون إننا نبصر فخطيتكم باقية” يو٩: ٣٩- ٤١.

+ نلاحظ في هذه المعجزة أن الطين كان وسيلة لشفاء المولود أعمى إذ طلي الرب يسوع عيني الأعمى بالطين. ومعروف أن الطين عندما يوضع على عيني انسان صحيح العينين يصاب بالمرض في عينية وقد يصاب بالعمى. فكيف تحول الطين من وسيلة للمرض إلي وسيلة للعلاج. أنها يد المسيح الحانية القوية” التي تخرج من الأكل أكلاً ومن الجافي حلاوة”. الموت صار عقوبة للإنسان الذي أخطأ وعصي وصية الله ودخل الموت للجنس البشري وصار الموت مصدر رعب وخوف لجميع البشر. وعندما تجسد أبن الله وصلب ومات وقام حول الموت إلى شهوة وكسر لعنة الموت وصار المسيحي لا يخاف الموت بل يجتاز الموت بقوة وشجاعة. ويقول مع القديس بولس الرسول “أين شوكتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية” ١كو١٥: ٥٥.

كذلك الضيقات والالآم حينما ننظر إليها من خلال المسيح نراها لنفعنا ولنمونا الروحي ولكن عندما ننظر إلي الله من خلال الضيقة تحجب الضيقة الله عنا فلا نري الله بل نري الضيقة فقط فنتعب ونيأس. القديس بولس عانى من شوكة في الجسد وتضرع إلي الله ثلاث مرات أن تفارقه فكشف الله له أنها لخيره وقال له “تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” ٢كو١٢: ٨-٩ تقبل القديس بولس الضيقة وقال “لذلك أسر بالضيقات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح. لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي” ٢كو١٢: ١٠.

+ نلاحظ أيضاً في هذه المعجزة أهمية العمل الإيجابي. عندما شاهد التلاميذ المولود أعمي الذي كان في حالة بؤس شديد ماذا فعلوا؟ سألوا سؤال “يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى” يو٩: ٢. أنه سؤال يثير مجموعة أسئلة. كيف يخطئ الإنسان قبل أن يُولِد؟ هل الإنسان يرث خطية أبويه؟ هل كل مرض سببه الخطية؟ لكن ماذا يستفيد المولود الأعمى من ذلك؟ هل هذه الأسئلة أو الإجابة عليها سوف تغير شيء من الوضع الذي يعاني منه؟ قطعاً لا.  لذا يعلمنا الرب يسوع أن نهتم بالإجابة العملية التي تساعد في حل مشكلة الإنسان المحتاج والمتألم. لقد رد على سؤال التلاميذ “لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لكي تظهر أعمال الله فيه” يو٩: ٣ ثم شفي الأعمى (يو٩: ٦- ٩).

يوصينا القديس يعقوب “فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له” يع٤: ١٧ الانشغال بالسلبيات والأمور الجانبية والمناقشات الفلسفية الباطلة يعطل الإنسان عن العمل الإيجابي وعن عمل الخير.

+ معجزة شفاء المولود أعمى معجزة عظيمة منحت الشفاء لإنسان يعاني منذ ولادته ولا شك أن يكون سبب فرح لكل إنسان يحب الخير للآخرين. لكننا نجد الفريسيين لم يسعدوا بالمعجزة بل حاولوا إنكار حدوثها وعندما أكد المولود أعمى ما حدث له اعتبروا ما فعل الرب يسوع له خطية إذ أنه كسر وصية السبت. “فقال قوم من الفريسيين هذا الإنسان ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت. آخرون قالوا كيف يقدر إنسان خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات. وكان بينهم انشقاق” يو٩: ١٦.

مشكلة الفريسيين تكمن في الفهم الخاطئ لوصية السبت. فكلمة سبت معناها راحة وعمل الخير وشفاء إنسان متعب يوم السبت ليس كسر لوصية السبت بل هو تنفيذ لوصية السبت. لذا عندما رأي المسيح إنسان يده يابسة وكان الفريسيون متحفزين ليروا ماذا سيفعل “قال لهم” هل يحل في السبت فعل الخير أو فعل الشر؟ تخليص نفس أو قتل؟ فسكتوا” مر٣: ٤ وقال أيضاً “إذا يحل فعل الخير في السبوت” مت١٢: ١٢. وقال الآية المشهورة “السبت إنما جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت” مر٢: ٢٧.

نصلي أن يهبنا الله البصيرة الروحية والاستنارة حتى نتمثل بإلهنا الصالح في السعي لعمل الخير ومساعدة كل إنسان محتاج يتألم. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية التي تفتح لكم العديد من المجالات للعمل الإيجابي ولعمل الخير ومساعدة المحتاجين والمتألمين.

الأنبا سرابيون