June 2017 Arabic Newsletter Posted July 27, 2017 by admin

Off

يونيو 2017

احبائي محبي عمل الخير      

نعمة سلام راجيا لكم كل خير وبركة

كنيستنا القبطية الأرثوذكسية هى حقاً كنيسة الشهداء . عبر العصور قدمت الكنيسة الالآف من أبنائها شهداء لإيمانهم المسيحى بسفك الدم حباً فى المسيح الذى أحبنا وبذل ذاته عنا.

فى عصرنا هذا تعددت الأحداث الإرهابية ضد الكنيسة وأبنائها المباركين مثل حادث الكنيسة البطرسية ثم حادث كنيسة مارجرجس بطنطا والكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية يوم احد السعف وأخيرا حادث ألمانيا الإرهابي

رغم ما تسببه هذه الأحداث الإرهابية من ألم وحزن لكننا نتطلع إلى الجانب الآخر المضئ منها وهو أن هؤلاء الضحايا الأبرياء هم شهداء إيمانهم المسيحى وايضاً النعمة التي يهبها اللة لهم فيتمسكوا بإيمانهم حتي الموت ونعمة العزاء التي يسكبها اللة في قلوب اسرهم والمعترفين وأسرهم

نحن لا نسعى للإضطهاد بل نصلى دائماً لأجل سلام الكنيسة ، نحن لا نسعى أن يستشهد أبناء الكنيسة بل نصلى أن يحفظ الله شعبه ويبدد مشورة أعداء الكنيسة كما بدد مشورة أخيتوفل ، نحن لا نسعى للموت بل نصلى لأجل شفاء المرضى . لكن عندما يسمح الله بالإضطهاد ويسمح الله أن يستشهد أبناءنا نفرح لأننا نثق فى إلهنا ومحبته وحكمته ورعايته ونثق أننا غرباء على الأرض ولنا وطن فى السماء وفرحنا أن نكون كل حين مع المسيح .

القديس بولس لم يسعى أن يسجن ولكن عندما سمح الله له بالسجن لم يحزن بل كتب وهو مسجون فى روما إلى أهل فيليبى يقول “لأنه وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أيضاً أن تتألموا لأجله” فيليبى 1: 29. لقد وهب الله لنا أن تكون كنيستنا كنيسة الشهداء وهذه كرامة عظيمة ولكنها مسئولية أيضاً .

كنيستنا فى هذا العصر وهو عصر إستشهاد جديد عليها مسئولية نحو أبنائها :

1-أن تشجع أبناء الكنيسة أن لا يخافوا من الإضطهادات وأخبار الإعتداءات الإرهابية . أن يثقوا فى الله حامى الكنيسة وحامى شعبه وأن الله يسمح بالإستشهاد فهذا لخير الشهداء وشهادة على قوة الإيمان . أخطر ما نواجهه هذه الأيام أن يدخل الخوف فى قلوب أبناء الكنيسة . علينا أن لا نخاف إلا من الخوف .

القديس كبريانوس أسقف قرطاجنة الذى سيم أسقفاً لقرطاجنة عام 249 مع بداية الإضطهاد الدموى الذى شنه الأمبراطور ديسيوس (249 – 251) أرسل إلى أبناء الكنيسة فى قرطاجنة يشجعهم قائلاً “فى أوقات الاضطهاد تغلق الأرض أمامنا، لكن السماء تُفتَح . ضد المسيح يهدد لكن المسيح يعين . الموت يغلبنا لكن الخلود يتبعنا . العالم يتنحى عنا والفردس يقبلنا . تنتهى هذه الحياة القصيرة لتبدأ الحياة الأبدية . يا له من شرف ، يا له من سلام ، يا له من فرح ، أن نرحل فى مجد وسط الإضطهاد الضيق ، ونغمض أعيننا عن العالم والبشر ، لنفتحها فى وجه الله ومسيحه . يا لها من رحلة قصيرة”.

2-أسر الشهداء تحتاج لرعاية خاصة من الناحية الروحية والمادية والاجتماعية. حقاً يوجد حماس عند حدوث حادث إرهابى يصحبه إهتمام بأسر الشهداء ولكن مع الوقت يخف هذا الحماس وأحياناً ننسي هؤلاء الأسر لذا نحتاج لعمل متكامل دائم لرعاية أسر الشهداء ونقدم العون لهم لمواجهة صعوبات الحياة . أيضاً الجرحى أو المعترفون الذين تألموا ولكن لم يسمح لهم الله بالإستشهاد يحتاجوا هم وأسرهم لرعاية خاصة . لذا من الأفكار الجيدة تشكيل هيئة كنسية متخصصة فى رعاية أسر الشهداء والمعترفين وأسرهم . ونشكر اللة ان المجمع المقدس في اجتماعة يوم الجمعة ٣يونية ٢٠١٧ قرر تشكيل قسم خاص بأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية لرعاية أسر الشهداء والمعترفين وأسرهم

3-الإهتمام بالنفوس الضعيفة التى تضعف بسبب الإضطهاد وقد تنكر الإيمان .

4-الدعوة لحياة توبة جماعية أستعداداً للإنطلاق لملاقاة الرب يسوع . نحن فى عصر جديد يحتاج لفكر متجدد يستلهم تجربة الكنيسة الأولى فى عصور الإضطهاد وكيف واجهت محنة الإضطهاد وحافظت على الإيمان وقدمت رعاية متكاملة لأبناء الكنيسة.

أودّ ان أشكركم علي محبتكم وسخاء عطائكم في جميع الأحداث الإرهابية التي اصابت احبائنا واخوتنا في مصر . وهيئة سانتا فيرينا الخيرية خلال سخاء تبرعاتكم تدعم الجهود المبذولة لرعاية أسر الشهداء والمعترفين وأسرهم .كما تتعاون مع باقي إيبارشيات المهجر في دعم توفير الحماية للكنائس من خلال مشروع ( الشهيدين نبيل ونسيم )

الرب يبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية ويمتعكم بفترة صوم الرسل المباركة

الأنبا سرابيون