June 2020 Arabic Newsletter Posted July 11, 2020 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                             يونيو ٢٠٢٠

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

تحتفل الكنيسة يوم الأحد ٧ يونيو بعيد حلول الروح القدس. عيد حلول الروح القدس يأتي في نهاية فترة الخماسين المقدسة. عيد حلول الروح القدس هو عيد تأسيس الكنيسة. كانت الكنيسة كلها مجتمعة في العلية وقت حلول الروح القدس. فكما يذكر سفر الأعمال “ولما دخلوا صعدوا إلى العلية التي كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرتلماوس ومتي ويعقوب بن حلفي وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته” اع١: ١٣- ١٤. ويذكر سفر الاعمال عدد التلاميذ والمقصود بالتلاميذ عدد المؤمنين فكل مؤمن بالمسيح كان يُدعي تلميذاً للمسيح “وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ وكان عدد أسماء معاً نحو مئة وعشرين” اع١: ١٥.

وفي وصف حلول الروح القدس يذكر سفر الاعمال “ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة وصار بغته من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم السنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم وامتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بالسنة اخري كما اعطاهم الروح أن ينطقوا” اع٢: ١- ٤.

حلول الروح القدس كان على كل المؤمنين الذين كان عددهم مئة وعشرين وليس الاثني عشر فقط وحل على الرجال وعلى النساء أيضاً. وكان هذا تحقيقاً لنبوءة يوئيل النبي التي ذكرها القديس بطرس في كلمته يوم الخمسين “بل هذا ما قيل بيوئيل النبي يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة انى اسكب من روحي علي كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويري شبابكم رؤي ويحلم شيوخكم احلاماً وعلى عبيدي ايضاً وإمائي أسكب روحي في تلك الأيام فيتنبأون” اع٢: ١٦- ١٨.

حلول الروح القدس كان تحقيقاً لوعد السيد المسيح بعد القيامة. لقد مكث السيد المسيح مع تلاميذه يظهر لهم أربعين يوماً يتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله “وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الاب الذي سمعتموه مني لأن يوحنا عمد بالماء أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس، ليس بعد هذه الأيام بكثير” اع١: ٤- ٥. كما قال لهم “لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض” اع١: ٨.

السيد المسيح قبل الصليب والقيامة تحدث مع التلاميذ عن الروح القدس المعزي فقال لهم “وأنا اطلب من الاب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فستعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم”

   يو١٤: ١٦- ١٧. واضح أن السيد المسيح لا يتكلم عن مجيء شخص آخر بعده لأن الصفات التي وصف بها المعزي الآخر: يمكث معكم إلى الأبد لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم. كلها صفات لا تنطبق على انسان آخر يأتي بعد المسيح ولكنها صفات تنطبق على الروح القدس الذي حل على التلاميذ يوم الخمسين ومكث معهم الي الابد وصاروا هيكل للروح القدس. فكل من آمن بالمسيح واعتمد على اسمه القدوس ينال عطية الروح القدس ويصير هيكل للروح القدس. الروح القدس لا يراه العالم ولكنه يظهر في هيئة معينة مثل ما حدث يوم الخمسين مثل السنة نار وكما على المسيح في المعمودية على هيئة حمامه. فالروح القدس بطبيعته الإلهية لا يستطيع الانسان أن يراه ولكنه يشعر بعمل وفاعلية الروح القدس في حياته.

  ايضاً قال السيد المسيح لتلاميذه “ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي” يو١٥: ٢٦. في هذه الآية الهامة يتحدث السيد المسيح عن أمرين بخصوص الروح القدس:

١-الأنبثاق: “روح الحق الذي من الآب ينبثق”. فالانبثاق من الآب صفة أقنومية للروح القدس منذ الأزل مثل صفة الولادة من الآب صفة أقنومية للأبن منذ الأزل. فالأقانيم الثلاثة واحد في الجوهر الإلهي ولكن تتمايز في الصفات الأقنومية فأقنوم الآب والد وباثق وأقنوم الأبن مولود وأقنوم الروح القدس منبثق.

٢-الإرسال: “الذي أرسله إليكم من الآب” فالأبن أرسل لنا الروح القدس من عند الآب في يوم الخمسين. فالإرسال تم في زمن معين وأرسله الأبن من عند الآب.

نصلي أن الله الذي وهبنا روحه القدوس أن يكون معنا وأن يجدد روحه القدوس في داخلنا ويهبنا الله حياة روحية مقدسة بقيادة روحه القدوس. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

 الانبا سرابيون