January 2021 Arabic Newsletter Posted December 31, 2020 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                              يناير ٢٠٢١

نعمة لكم وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

 يسعدني أن أهنئكم جميعاً ببدء عام جديد وبعيد ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

ميلاد المسيح هو بداية جديدة للبشرية كلها. أبن الله الكلمة تجسد وأخذ طبيعة بشرية كاملة بنفس عاقلة لكي يرفعنا من السقوط ويحررنا من عبودية الشيطان ويهبنا طبيعة جديدة. لذا نسبح الله في ثيئوطوكية الجمعة قائلين “هو أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له نسبحه ونمجده ونزيده علواً”

ماذا أعطانا المسيح في تجسده؟

يقول القديس يوحنا “أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعي أولاد الله” ١يو٣: ١ “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه الذين وُلِدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله” يو١: ١٢- ١٣ “ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمه فوق نعمه” يو١: ١٦

القديس بولس يقول “أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم؟ لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله” ١كو٦: ١٩- ٢٠.

الله وهبنا البنوة أن نصير أبناء الله وندعو الله “أبانا الذي في السماوات” وهبنا روحه القدوس ليسكن فينا فتصير أجسادنا هيكل للروح القدس وهبنا أن نتناول جسده المقدس ودمه الكريم ليثبت فينا ونثبت فيه.  نسبح الله لهذه النعمة العظيمة قائلين في ابصالية يوم الأثنين “يقوم حولك الشاروبيم والسارافيم ولا يستطيعون أن ينظروك ونحن ننظرك كل يوم علي المذبح ونتناول من جسدك ودمك الكريمين“

 هذا الكنز العظيم المملوء من النعم الكثيرة وهبة الله لنا في أواني خزفية فكما يقول القديس بولس “ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا” ٢كو٤: ٧. هذه الأواني الخزفية هي طبيعتنا البشرية الضعيفة. عادة يضع الانسان الكنز في خزينة من الحديد أو الفولاذ وليس في خزينة من الخزف لكي تحمي الخزينة الكنز من أيدي العابثين. لكن الكنز الإلهي الذي نلناه بتجسد أبن الله الكلمة هو الذي يحمينا ولسنا نحن الذين نحمي هذا الكنز.

الانسان مهما نال من نعم فهو ضعيف أمام التجارب والضيقات فالقديس بولس، العظيم بين الرسل الذي اختطف إلى السماء الثالثة وشاهد أمور لم يستطيع أن يعبر عنها وظهرلة الرب يسوع مراراً كثيراً هذا القديس العظيم يقول “فإننا لا نريد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة ضيقتنا التي أصابتنا في آسيا أننا تثقلنا جداً فوق الطاقة حتي ايسنا من الحياة أيضاً ولكن كان لنا في أنفسنا حكم الموت لكي لا نكون متكلين علي أنفسنا بل علي الله الذي يقيم الأموات” ٢كو١: ٨- ٩.

إيليا النبي، العظيم في الأنبياء النبي الناري الذي وقف أمام آخاب الملك الشرير ووبخه والذي قضي على أنبياء البعل، عندما سمع بتهديد إيزابل الشريرة خاف وهرب وطلب الموت لنفسه وقال “قد كفي الآن يا رب! خذ نفسي لأني لست خيراً من آبائي!” ١مل١٩: ٤.

علينا ألا نهتز ولا نضطرب ولا نندهش عندما نضعف أمام التجارب والضيقات. نحن حقاً لنا كنز عظيم ولكننا أواني خزفية ضعيفة ومصدر القوة هو الله “ليكون فضل القوة لله لا منا” ٢كو٤: ٧. لذا أضاف القديس بولس “مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين متحيرين لكن غير بائسين مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين” ٢كو٤: ٨- ٩. الضيقة قد تضغط علينا من كل جانب من جوانب حياتنا ولكن الله يهبنا اتساع القلب فلا نتضايق لأن الضيقة هي ما ضاق القلب عن احتمالها. التجارب تجعلنا متحيرين لماذا هذا حدث؟ ولماذا سمح الله بذلك؟ وأين هو الله صانع الخيرات؟ ولكن حيرتنا لا تجعلنا نيأس لأننا نثق في إلهنا ضابط الكل وصانع الخيرات ومحب البشر. الأفكار تتعبنا وعدو الخير يضطهدنا ولكن الله لا يتركنا لأنه وعد أن يكون معنا كل الأيام. قد نسقط أمام التجارب ولكننا بقوة الله لا نهلك. لذا يقول القديس بولس “لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً” ٢كو٤: ١٧

+لنفرح بالكنز العظيم الذي وهبه الله لنا نحن أبناءه وإن كنا أوان خزفية ولكن قوة الله تعمل فينا “لذلك لا نفشل بل وإن كان انساننا الخارجي يفني فالداخل يتجدد يوماً فيوماً” ٢كو٤: ١٦.

 ليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون