March 2020 Arabic Newsletter Posted March 4, 2020 by admin

Off

احبائي محبي عمل الخير                                       مارس ٢٠٢٠

نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

يسعدني أن أهنئكم جميعاً بالصوم الكبير متمنياً لكم صوماً مقدساً مباركاً مقبولاً أمام الله.

فترة الصوم فترة روحية خاصة ينمو فيها الصائم في التوبة وحياة الصلاة والعبادة المقدسة وينمو ايضاً في عمل الخير للجميع.

وعمل الخير يعتمد على استنارة عقل الانسان ليدرك أهمية ومعني عمل الخير. لذا أود أن أتأمل معكم في معجزة شفاء المرأة المنحنية التي كان لها ثماني عشرة سنة تعاني من مرضها. وقصة شفائها مذكورة في انجيل لوقا ١٣: ١٠- ١٧.

يذكر القديس لوقا أن السيد المسيح كان يعلم في أحد المجامع في السبت فجاءت امرأة بها روح ضعف ثماني عشرة سنة وكانت منحنية لم تقدر أن تنتصب البتة. فلما رآها يسوع دعاها وقال لها “يا امرأة أنك محلولة من ضعفك ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجدت الله” لو١٣: ١٠- ١٣ تحنن المسيح على هذه المرأة المسكينة التي جاءت إلي المجمع للعبادة ولم يكن في ذهنها طلب الشفاء ولكن السيد المسيح بادر ودعاها وشفاها بكلمة من فمه الطاهر” يا امرأة أنك محلولة من ضعفك” لو١٣: ١٢ بل ووضع يديه عليها لو١٣: ١٣. لم يكن مجرد مرض ما عانت منه هذه المرأة بل كان بها روح ضعف قال عنه السيد المسيح “وهذه هي أبنة إبراهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة” لو١٣: ١٦. إن هذه المرآة تمثل البشرية التي استعبدها الشيطان وجعلها في حالة ضعف منحنية لا تقدر أن تنتصب البتة عاجزة عن حياة البر والقداسة وعاجزة عن طاعة الله الطاعة الكاملة لذا جاء المسيح ليخلص البشرية من عبودية الشيطان ويشفيها من ضعفها. لقد أحست المرأة بالعمل الكبير الذي عمله المسيح معها لذلك يقول القديس لوقا “ففي الحال استقامت ومجدت الله” لو١٣: ١٣.

لقد فرح الحاضرون ايضاً إذ يقول القديس لوقا “وفرح كل الجمع بجميع الاعمال المجيدة الكائنة منه” لو١٣: ١٧ لكن الذي لم يفرح هو من كان ينبغي عليه أن يكون أول الفرحين وهو رئيس المجمع الذي عندما شاهد المرأة وقد شفيت وفرحت ومجدت الله لم يفرح لفرحها بل اغتاظ. لماذا اغتاظ؟ اغتاظ لأن يسوع ابرأ في السبت” لو١٣: ١٤. لم يغتاظ لأن المرأة شفيت ولم يغتاظ لأن يسوع شفاها ولكن اغتاظ لأنه شفاها في السبت. لقد عبر رئيس المجمع عن غيظه بذكر وصية حفظ السبت التي أعطاها الله للشعب ضمن الوصايا العشر “هي ستة أيام ينبغي فيها العمل” لو١٣: ١٤ (خر٢٠: ٩) “ففي هذه ائتوا واستشفوا وليس يوم السبت” لو١٣: ١٤. لم يدرك رئيس المجمع المعني الحقيقي لوصية السبت لأن الفريسيين وقادة اليهود وضعوا قواعد كثيرة لحفظ السبت وقواعد بما ينبغي عمله وما لا ينبغي عمله يوم السبت وعندما ركزوا على هذه القواعد ونسوا المعني الحقيقي للوصية والمعني الحقيقي للسبت حزنوا واغتاظوا لشفاء المرضي وراحة المعوزين يوم السبت لأن عقولهم اظلمت بالشكليات ولم تدرك جوهر الوصية.

فالسبت معناه راحة ووصية السبت أعطيت لراحة الانسان وليس لتعذيبه لذا قال السيد المسيح “أن السبت إنما جُعِل لأجل الانسان لا الانسان لأجل السبت” مرقس٢: ٢٧ وقال ايضاً “فإن أبن الانسان هو رب السبت ايضاً” مت١٢: ٨. وصية السبت وضعت لراحة الانسان ولكنها كانت تشير إلى الراحة الحقيقية في المسيح يسوع والقديس بولس الرسول في رسالته إلي العبرانيين يشير إلي الراحة الحقيقية “لأن الذي دخل راحته استراح هو ايضاً من اعماله، كما الله من اعماله فلنجتهد أن ندخل تلك الراحة لئلا يسقط أحد في عبرة العصيان هذه عينها” عب٤: ١٠- ١١.

احبائي

لنطلب من الله في فترة الصوم أن يهبنا استنارة العقل حتى نفهم جوهر وصاياه ولا نتوقف كما فعل رئيس المجمع أمام الشكل الخارجي والممارسات الخارجية فنسقط فيما سقط فيه من غيظ وغضب من راحة الآخرين. العقل المستنير بنور المسيح وعمل الروح القدس يفرح بفرح الآخرين ويبتهج لكل نفس تحررت من عبودية الشيطان واقتربت من الله.

لنحترس لئلا نكون مثل أهل الختان الذين عندما سمعوا بقبول القديس بطرس لكرنيليوس ومن معه الذين كانوا باكورة دخول الأمم للمسيح لم يفرحوا بل قال سفر الاعمال “ولما صعد بطرس إلى أورشليم، خاصمه الذين من أهل الختان قائلين إنك دخلت إلي رجال ذوي غُلفة واكلت معهم” اع١١: ٢- ٣.

 لنجتهد في عمل الخير بقلوب ممتلئة بالحب وعقول مستنيرة وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية. 

الأنبا سرابيون