أحبائى محبى عمل الخير أكتوبر 2017
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
الكتاب المقدس يقدم لنا ثلاث قصص لنساء سكبن الطيب على السيد المسيح له المجد.
القصة الأولى مذكورة فى أنجيل متي ٢٦ : ٧ – ١٣و مر14: 3- 9 حدثت فى بيت عنيا فى بيت سمعان الأبرص قبل الفصح بيومين لذا تذكر الكنيسة هذه القصة فى إربعاء البصخة. بينما السيد المسيح متكئ جاءت إمراة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن فكسرت القارورة وسكبته على رأس السيد المسيح. “فلما رأى تلاميذه ذلك إغتاظوا قائلين لماذا هذا الأتلاف؟ لأنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء فعلم يسوع وقال لهم لماذا تزعجون المرأة ؟ فأنها قد عملت بى عملاً حسناً لأن الفقراء معكم فى كل حين . أما أنا فلست معكم فى كل حين فأنها سكبت هذا الطيب على جسدى إنما فعلت ذلك لأجل تكفينى . الحق أقول لكم حينما يكرز بهذا الأنجيل فى كل العالم يخبر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها” مت ٢٦ :٧ – ١٣
القصة الثانية المذكورة فى أنجيل يوحنا يو12: 1- 8 مماثلة لهذه القصة ولكنها حدثت قبل الفصح بستة أيام لذلك تذكرها الكنيسة فى أنجيل عشية أحد الشعانين وحدثت فى بيت عنيا أيضاً ولكن فى بيت لعازر والتى سكبت الطيب هى مريم أخت لعازر والذى إنتقد هذا العمل يهوذا الأسخريوطى والسبب كما ذكر القديس يوحنا “قال هذا ليس لأنه كان يبالى بالفقراء ، بل لأنه كان سارقاً ، وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه” يو12: 6.
أما القصة الثالثة فمذكورة فى أنجيل لوقا لو7: 36- 50 وحدثت فى بيت سمعان الفريسى والذى أنتقد السيد المسيح لأنه سمح للمرأة الخاطئة ساكبة الطيب أن تبل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب لو7: 38 . لقد دافع السيد المسيح عما فعلته هذه المرأة التائبة وقدر محبتها له ومنحها مغفرة خطاياها . ثم قال لها مغفورة لك خطاياك لو7: 48 ثم منحها السلام قائلاً “إيمانك قد خلصك أذهبى بسلام” لو7: 50.
نلاحظ الآتى:
1-إن سكب الطيب علامة محبة فالطيب كثير الثمن والمرأة التى سكبت الطيب قدمت أغلى ما عندها حباً فى المسيح له المجد لذا نقرأ فى جنازات السيدات قصة المرأة ساكبة الطيب المذكورة فى أنجيل متى ليتعزى أهل المنتقلة الكريمة أن حياتها التى قدمتها للمسيح لم تكن إتلافاً وأن أثمن شئ تقدمه للمسيح هو حياتها.
مريم أخت لعازر شعرت بمحبة المسيح لها ولأختها عندما أقام لعازر أخيهما من الأموات لذا صنعا للمسيح عشاء وسكبت مريم الطيب على قدمى السيد المسيح تعبيراً عن حبها له و أمتناناً على عمله معها أما المرأة التائبة فقدمت توبه مصحوبة بحب ورجاء فى مغفرة المسيح لها فقبل المسيح توبتها ومنحها الغفران.
2-سكب الطيب لا يتعارض مع خدمة الفقراء بل العكس فاللأنسان الذى يقدم حياته للمسيح والأنسان الذى يشعر بحب المسيح له والأنسان التائب هو الأنسان القادر أن يعطى للفقراء . القديس بولس الرسول فى رسالته الثانية لأهل كورنثوس قدم لهم مثال فى السخاء فى العطاء للمحتاجين بالحديث عن كنائس مكدونية الذين رغم الضيقة والإحتياج كانوا أسخياء فى عطائهم الذى شهد له القديس بولس قائلاً “لأنهم أعطوا حسب الطاقة وأنا أشهد ، وفوق الطاقة من تلقاء أنفسهم ، ملتمسين منا بطلبه كثيرة أن نقبل النعمه وشركة الخدمة التى للقديسين” 2كو8: 3 . وكشف القديس بولس سر سخائهم فى العطاء بقوله “بل أعطوا أنفسهم أولاً للرب” 2كو8: 5.
3-السخاء فى العطاء حتى سكب الطيب الكثير الثمن لا يرتبط بغنى الأنسان المادى بل بغناه فى الحب . نحن لا نعرف كثيراً عن الغنى المادى لهؤلاء النسوة اللواتى سكبن الطيب ولكن الكتاب المقدس أكد لنا على غناهن فى المحبة العميقة الصادقة للمسيح له المجد .
ليسكب الله فى قلوبنا غنى محبته حتى تشتعل قلوبنا بالحب نحو مسيحنا الذى أحبنا ومات لأجل خلاصنا حتى نعطى بسخاء للمحتاجين . الرب يبارك فى عطاياكم السخية لدعم برامج سانتا فيرينا لخدمة كل نفس محتاجة ومتألمة.
الأنبا سرابيون
Off