أحبائى محبى عمل الخير                                         مايو 2018

أخرستوس آنستى     آليسوس آنستى

فى فترة الخماسين المقدسة نحتفل كل يوم بقيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح . قيامة المسيح وصعوده الي السماء تذكرنا بأننا مدعوين للحياة السمائية فالقديس بولس الرسول يوصى أهل كولولسى ويوصينا كلنا قائلاً “فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله . أهتموا بما فوق لا بما على الأرض . لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله . متى اظهر المسيح حياتنا ، فحينئذ تظهرون أنتم ايضاً معه فى المجد”. كولوسى 3: 1- 4

القديس أستفانوس واجه إضطهاد مضطهديه بالنظر إلى فوق نحو السماء فيذكر سفر الأعمال “فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله فقال ها أنا أنظر السموات مفتوحة وأبن الأنسان قائماً عن يمين الله”. أع 7: 54- 56

نواجه فى العالم ضيقات كثيرة وإضطهادات وظلم وحقد وغضب ومؤامرة الأشرار وحروب الشيطان فالسيد المسيح قال لنا “فى العالم سيكون لكم ضيق” يو16: 33 مثلما واجه القديس أستفانوس شر الأشرار وحنقهم . لكن ماذا فعل القديس أستفانوس؟ يقول الكتاب المقدس “أما هو فشخص إلى السماء” لم ينظر إليهم ، لم ينظر إلى حنقهم ، لم ينظر إلى شرورهم ولكن شخص إلى السماء .

هكذا نحن نستطيع أن نواجه العالم الذى وضع فى الشرير كما يقول القديس يوحنا “نعلم أننا نحن من العالم والعالم كله قد وُضِع فى الشرير” 1يو5: 19 . نحن نواجه هذا العالم وشروره بأن نتطلع إلى فوق إلى السماء حيث الجالس عن يمين الله.

نحن نستطيع أن نواجه العالم بأن نهتم بما فوق لا بما على الأرض هدفنا يكون السماء كما يقول القديس بولس الرسول “فإن سيرتنا نحن فى السموات التى منها أيضاً ننتظر مخلص هو الرب يسوع المسيح” فيليبى 3: 20.

الأنسان يعيش على الأرض حياة غربة وينتظر الوطن السمائى “فنثق ونسر بالأولى أن نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب” 2كو5: 8 لذا القديس بولس يقول أيضاً “لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً” فيليبى 1: 23 الأنسان المسيحى يتطلع إلى السماء لذا يكون كنزه فى السماء فالسيد المسيح يوصينا “لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل أكنزوا لكم كنوزاً فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب السارقون ولا يسرقون لأنه حيث يكون كنزك هناك قلبك أيضاً” مت6: 19- 21 . فى قصة وكيل الظلم تصرف تصرفاً حسناً عندما شعر أنه سوف يعزل عن الوكالة “قد علمت ماذا أفعل حتى إذا عُزِلت عن الوكالة يقبلوننى فى بيوتهم” لو16: 4 . لذا أوصانا السيد المسيح “وأنا أقول لكم أصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم فى المظال الأبدية” لو16: 9.

الأنسان الغنى الذى أخصبت كورته نسى أبديته فقال “أهدم مخازنى وأبنى أعظم منها وأجمع هناك جميع غلاتى وخيراتى وأقول لنفسى يا نفسى لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة أستريحى وكلى وأشربى وأفرحى . فقال له الله يا غبى هذه الليلة تُطِلب نفسك منك . فهذه التى أعددتها لمن تكون . هكذا الذى يكنز لنفسه وليس هو غنياً للله” لو12: 16- 21.

ليهبنا الله أن نتطلع دائماً إلى فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله . ليهبنا الله أن نكنز لأنفسنا كنوزاً فى السماء بأن نهتم بأخوتنا الفقراء والمحتاجين . وليبارك الرب فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية .

الأنبا سرابيون