أحبائى محبى عمل الخير نوفمبر 2018
نعمه لكم وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يعلمنا السيد المسيح أن نهتم بخدمة المحتاجين. وهو قدم لنا المثال باهتمامه بكل نفس محتاجة. والمحتاجون فئات كثيرة مثل الفقراء والغرباء والمرضى والمسجونين والذين ليس لهم أحد يذكرهم. لكن ماذا عن الأغنياء؟ هل يمكن أن يكون انساناً غنيناً ومحتاجاً؟ وإن كان الغنى محتاجاً فما هو احتياجه أو احتياجاته؟
السيد المسيح اهتم بالأغنياء أيضاً ونرى في قصة زكا العشار مثال لذلك. زكا كان رجلاً غنياً ولم تكن مشكلته انه كان قصير القامة ولكن في السبب الذى جعله غنياً. كما يذكر معلمنا القديس لوقا “وإذ رجل أسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنياً” لو19: 2 فئة العشارين كانت فئة غنية ولكنها فئة ظالمة فكان العشار يستغل سلطته أن يجمع الجباية من الشعب بأكثر مما هو محدد له ليستفيد شخصياً لذلك كانت فئة العشارين فئة مكروهة من الشعب. ونرى فى خدمة القديس يوحنا المعمدان أنه جاء له عشارون ليعتمدوا “فقالوا له يا معلم ماذا نفعل؟ فقال لهم لا تستوفوا أكثر مما فُرض لكم” لو3: 22
زكا رئيس العشارين طلب أن يرى يسوع من هو. هذا هو الإحتياج الظاهرى لزكا ولكن الاحتياج الحقيقي هو إحتياجه لمن يقوده إلى التوبة ويحوله إلى انسان عادل عطوف على الفقراء والمحتاجين.
لقد أعطى السيد المسيح لزكا أكثر مما طلب هو طلب أن يرى يسوع فصعد إلى جميزة لكى يراه أما يسوع فكان له هدف آخر أعظم وأفضل لذا قال له “يا زكا أسرع وأنزل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم فى بيتك” لو19: 5 فأسرع (زكا) ونزل وقبله فرحاً” لو19: 6 يقول الرب يسوع فى سفر الرؤيا “هانذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معى” رؤ3: 20 لقد قرع الرب يسوع على قلب زكا ففتح قلبه وقبله فرحاٌ. قبول زكا للمسيح لم يكن قبولاً نظرياً أو قبولاً عاطفياً فقط بل قبولاً عملياً. فوقف زكا وقال للرب “ها أنا يا رب أعطى نصف أموالى للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد له أربعة أضعاف” لو19: 8 لقد قبل الرب يسوع توبة زكا وقال له “اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً أبن أبراهيم لأن أبن الأنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك” لو19: 9- 10.
ليتنا نتعلم من هذه القصة الجميلة لنفس تابت توبة عملية حقيقية:
1-التوبة الحقيقية هي ثمرة للقاء الرب يسوع قدوس القديسين. الظلمة تنقشع أمام النور الحقيقى الذى يضئ ظلمات قلوبنا. دخول النور قلب زكا المظلم بالخطية أضاء قلبه وعقله فتغير من انسان طماع ظالم محب للمال إلى انسان عادل يرد أربعة أضعاف لمن ظلمه ويعطى نصف أمواله للمساكين.
2-التوبة الحقيقية هى التوبة العملية فزكا عبر عن توبته بتصحيح خطأ الظلم الذى أوقعه على الآخرين.
3-التوبة الحقيقية هى ليست فقط التوقف عن عمل الشر بل عمل الخير فزكا لم يتوقف فقط عن ظلم الناس وتعويضهم عن الظلم بل تقدم أكثر وأهتم أن يعطى نصف أمواله للمساكين.
4-علينا رسالة نحو كل كل نفس بعيدة عن الله أن نجذبها لحياة التوبة. أحياناً يكون إهتمامنا بالأغنياء أنهم يساعدونا فى مساعدة الفقراء دون الإهتمام بحياتهم الروحية. لو كان زكا أعطى نصف أمواله للمساكين فقط دون رد الظلم عن المظلومين ما كان المسيح قد قبل أمواله.
الكنيسة عليها أن لا تقبل أى أموال بل تعلم مصدر الأموال وترفض الأموال التى هى ثمرة للظلم أو الغش. فالعطاء هو ذبيحة حب وذبيحة الحب المقدمة لله لابد أن تكون ذبيحة طاهرة.
الرب يعطينا حياة توبة حقيقية وخدمة حقيقية لكل نفس حتى نقدم حياتنا وأموالنا ذبيحة حب طاهرة لالهنا الذى أحبنا ومات لأجلنا. الرب يبارك فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off