احبائي محبي عمل الخير يوليو ٢٠٢٠
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
نحتفل يوم الأحد ١٢ يوليو بعيد ابائنا الرسل وهو عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس وهو العيد الذي يأتي في ختام صوم الرسل الأطهار. لقد وضعت لنا كنيستنا المجيدة الأعياد والأصوام لتساعدنا في حياتنا الروحية فالصوم هو عبادة نقدمها لله ولكن الكنيسة سمت الصوم بصوم الرسل وختمته بعيدهم لكي نرفع أذهاننا لحياة ابائنا الرسل فنتمثل بإيمانهم ومحبتهم وتعبهم في نشر الانجيل المقدس في المسكونة كلها. فالسيد المسيح بعد قيامته المجيدة ظهر لتلاميذه وقضي معهم أربعين يوماً يظهر لهم ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله. كما أوصاهم “أذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن. وهذه الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بالسنة جديدة. يحملون حيات، وإن شربوا شيئاً مميتاً فلا يضرهم ويضعون أيديهم علي المرضي فيبرأون” مر١٦: ١٥- ١٨. وبعد أن حل الروح القدس علي التلاميذ انطلقوا للكرازة للعالم كله وكما يذكر سفر اعمال الرسل “وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمه عظيمة كانت علي جميعهم” اع٤: ٣٣ “وجرت علي أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب” اع٥: ١٢ “وكان مؤمنون ينضمون للرب أكثر، جماهير من رجال ونساء حتي أنهم كانوا يحملون المرضي خارجاً في الشوارع ويضعونهم علي فرش وأسرة حتي إذا جاء بطرس يخيم ولو ظله علي أحد منهم واجتمع جمهور المدن المحيطة إلي أورشليم حاملين مرضي ومعذبين من أرواح نجسة وكانوا يبرأون جميعهم” اع٥: ١٤– ١٦.
+معجزات الشفاء كانت تعبر عن عمل المسيح الخلاصي لشفاء البشرية من مرض الخطية وسلطان الموت والفساد. كما أن هذه المعجزات تعبر عن عمل رحمه لإنقاذ هؤلاء المعذبين بالأمراض المتعددة.
+لقد ذكر سفر أعمال الرسل كثير من المعجزات التي تمت على أيدي الرسل. والقديس بطرس الرسول الذي نحتفل بعيد استشهاده يوم ١٢ يوليو مع استشهاد القديس بولس الرسول صنع العديد من المعجزات بعضها ذكرت بصفة عامة كما ورد في اع٥: ١٥ أن ظل القديس بطرس كان يشفي العديد من المرضي وبعضها ذُكِر بشيء من التفصيل. وأود أن أذكر ثلاثة معجزات:
١-شفاء المقعد من بطن أمه: ذكرت هذه المعجزة في اع ٣ عندما صعد القديس بطرس والقديس يوحنا إلي الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة “وكان رجل أعرج من بطن أمه يُحِمل وكانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل” اع٣: ٢. لقد أعطي القديس بطرس هذا الانسان المريض البائس أعظم صدقة وهي الشفاء باسم يسوع المسيح “ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك باسم يسوع الناصري قم وأمشي وأمسكه بيده اليمني وأقامه ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه فوثب ووقف وصار يمشي ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله” اع٣: ٦- ٩. إنه الانسان الذي اعجزته الخطية أن يسير في طريق الله. فكما قال القديس بولس الرسول “إذ الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” رو٣:
٢٣-٢٤.
فالخطية دخلت إلى العالم بمعصية آدم وصار الكل تحت العصيان وغضب الله “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع” رو٥: ١٢.
٢-شفاء اينياس في لدة: وهذه المعجزة مذكورة في اع ٩ إذ نزل القديس بطرس إلى لدة فوجد انساناً أسمه اينياس مضطجعاً على سرير منذ ثماني سنين. كان مفلوجاً “فقال له بطرس: يا اينياس، يشفيك يسوع المسيح قم أفرش لنفسك فقام للوقت” اع٩: ٣٤. الانسان الخاطئ يصير عاجزاً عن حياة البر لذا يحتاج أن يقيمه المسيح من مرض الخطية “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” ١يو١: ٩.
٣-شفاء طابيثا: وهي كانت في يافا وكانت امرأة صالحة. “كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها” اع٩: ٣٦ مرضت طابيثا وماتت ولكن جاء القديس بطرس وأقامها. فالأنسان الصالح قد يواجه تجارب ومشكلات في حياته تجعله عاجزاً عن عمل البر ولكن الله يفتقده برحمته ويقيمه ثانية ليستمر في عمل الخير.
نصلي أن يهبنا الله أن نتمثل بآبائنا الرسل في عمل الخير حتى يكون لنا نصيباً معهم في ملكوت السموات. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الانبا سرابيون
Off