أحبائي محبي عمل الخير أغسطس ٢٠٢٠
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
اتمني لكم جميعاً فترة صوم مباركه بشفاعة العذراء أم النور التي يحمل صوم هذا الشهر أسمها المبارك وينتهي الصوم بأحد أعياد العذراء وهو عيد إظهار جسدها الطاهر للتلاميذ. نطلب شفاعتها المقبولة أمام ابنها الحبيب ليتحنن علينا ويغفر لنا خطايانا ويرفع عن العالم الوباء ويهب سلاماً وفرحاً للجميع.
في وسط الوباء الحالي الذي يعاني منه العالم كله نشعر بقيود كثيرة تقيد حركتنا ولقاءتنا معاً وتقيد أعمال كثيرين كما أنها تقيد الخدمة فكثير من الخدمات الروحية حالياً لا نستطيع القيام بها في الكنيسة وتقريباً تقتصر الخدمة على القداسات والمعموديات والأفراح والجنازات. وحتى في الخدمات التي يمكن أن تقام في الكنيسة فتوجد قيود من جهة العدد المسموح له بالحضور والالتزام بكثير من الإجراءات الاحترازية.
ذكرتني هذه الظروف التي نعيشها جميعاً بعيد من أعياد العذراء وهو عيد العذراء حالة الحديد. وتحتفل كنيستنا بهذا العيد يوم ٢١ بؤونه. كما ورد في سنكسار يوم ٢١ بؤونه فإن القديس متياس الرسول ذهب للكرازة في مدينة أسمها برطس Bartus في آسيا الصغرى فآمن عدد من أهلها ولكن الباقين سعوا عند الوالي فأمر بالقبض علي القديس متياس وسجنه ومعه كثير من المسيحيين. صلي القديس متياس ومن معه إلى الله لكي ينقذهم من السجن فأرسل الله لهم أمه القديسة العذراء مريم علي سحابة من السماء، فلما وصلت إلى السجن صلت إلى الله أن ينحل الحديد ويذوب ويصير كالماء، لكي يخلص القديس متياس ومن معه من القيود الحديدية وايضاً أبواب السجن الحديدية. فاستجاب الله لصلاتها وذاب الحديد الموجود فى السجن وأيضا الموجود في المدينة وخرج القديس متياس ومن معه فلما وصل الخبر إلى الوالي وعرف أن العذراء هي السبب أرسل وطلبها ولما حضرت سألها من حل الحديد؟ فأجابت العذراء أن إلهنا الحقيقي يسوع المسيح هو الذي حل الحديد. فتعجب الوالي مما حدث وطلب من العذراء أن تشفي أبنه المريض الذي كان به شيطان فصلت العذراء وشفي الشاب وجلس يتكلم هادئاً وعاقلاً، فرح الوالي وآمن هو وكل أهل المدينة بالسيد المسيح فعمدهم القديس متياس الرسول. طلب الوالي من العذراء أن تعيد لهم صلابة الحديد ثانية فصلت إلى أبنها الحبيب فرجع الحديد في المدينة إلي حالته الأولي.
+إننا نري في هذه المعجزة:
١-قدرة الله العجيبة التي تفوق كل عقل: فكما حول السيد المسيح بشفاعة العذراء الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل لكي يساعد أهل العرس الذين نفذ لديهم الخمر هكذا اذاب السيد المسيح بشفاعة العذراء الحديد فتحول إلي الماء لكي ينقذ رسوله الأمين القديس متياس ومن معه من السجن فالقيود مهما كانت قوتها وشدتها فهي تذوب أمام عمل الله. لذا نثق مهما كانت القيود التي تحيط بنا هذه الأيام فالله قادر بشفاعة العذراء أن يذيبها ويحررنا من كل قيد حتى نستطيع أن نخدمه بحرية وأمانة.
٢-القديس متياس عندما وجد نفسه مقيداً في السجن ومعه جماعة المؤمنين صلوا إلي الله ليفك قيودهم. لم يحاولوا فك قيودهم بأنفسهم ولكن شعروا وآمنوا من قلوبهم أن الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله. لذا نحن في هذه الظروف الخاصة نرفع قلوبنا إلي الله بثقة وعدم ارتياب. فحقاًالقيود كثيرة وشديدة والعقل البشري صار عاجزاً أمام هذا الوباء وهذا الفيروس الذي لا يريد أن ينتهي. لكن الله قادر أن يقضي عليه فهو الطبيب الشافي طبيب أرواحنا وأنفسنا وأجسادنا. الله يعمل عندما نطلبه. التلاميذ عندما طلب منهم السيد المسيح أن يعطوا الجموع ليأكلوا فكروا أن يشتروا طعاماً لهم ولكن وجدوا هذا العدد الذي يفوق خمسة الاف شخص لا يكفيه طعام بمائتي دينار وإن وجدوا المال فكيف يجدوا الطعام لهذا العدد في هذا المكان الخلاء. وعندما بحثوا بين الجموع لعلهم يجدوا طعاماً يشترك فيه الكل لم يجدوا سوي خمسة خبزات وسمكتين وقالوا ما هذا لهؤلاء؟ فكر التلاميذ في حلول كثيرة ولكنهم فشلوا لأنهم نسوا الأمر الهام وهو أن المسيح وسطهم وهو القادر وحده أن يشبع الجموع. فاحياناً نفكر ونتعب من التفكير وننسي الحقيقة الهامة التي تحتاج لإيمان وهي أن المسيح في وسطنا حسب وعد إلهنا “ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر” مت٢٨: ٢٠.
٣-تظهر لنا هذه المعجزة قوة شفاعة العذراء ودالتها عند أبنها الحبيب لذا ونحن في فترة صوم العذراء لنصلي بحرارة وثقة طالبين شفاعة أم النور فهي الشفيعة الأمينة والمؤتمنة فنضع أمامها احتياجاتنا واثقين أن تنقلها لأبنها الحبيب فيفك عنا كل القيود ويهبنا كل فرح وسلام.
ليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الانبا سرابيون
Off