September 2020 Arabic Newsletter Posted September 11, 2020 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                           سبتمبر ٢٠٢٠

نعمه لكم وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

يسعدني أن أهنئكم بعيد النيروز وعام قبطي جديد عام ١٧٣٧ ليجعله الله عاماً سعيداً متمثلين بآبائنا وأمهاتنا الشهداء الذين قدموا لنا مثالاً للتمسك بالإيمان وتقديم الحياة على مذبح الحب لإلهنا الذي أحبنا وبذل نفسه لأجلنا. مع بداية عام جديد نتذكر النعمة العظيمة التي نلناها في المعمودية وهي نعمة الطبيعة الجديدة والحياة الجديدة في المسيح يسوع.

والحياة الجديدة في المسيح يسوع لها سمات خاصة تختلف عن حياة أهل العالم فالسيد المسيح يقدم لنا بتعاليمه والمثال العملي نموذج للحياة الجديدة. فكما يقول القديس بولس “ناظرين إلي رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله” عب١٢: ٢. الحياة الجديدة هي تغيير في فكر الانسان الذي فسد ومال إلى الشر. فكما يذكر القديس بولس الرسول عن الشرور التي صار فيها البشر بعد السقوط “وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم أسلمهم الله إلي ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق” رو١: ٢٨. الله خلق الانسان على صورته ومثاله. خلقه لا يعرف إلا الخير ولكن عندما قبل فكر الشيطان وعصي وصية الله دخل الشر في ذهن الانسان وتمادي الانسان في الشر حتى تركه الله إلي ذهنه المرفوض.

الله في محبته للإنسان جاء إلى عالمنا وأخذ طبيعتنا – طبيعة بشرية كاملة بنفس عاقلة – لكي يهبنا الطبيعة الجديدة بذهن جديد وفكر مستنير بعمل الروح القدس. فالحياة الجديدة تقوم على تجديد الذهن. فكما يقول القديس بولس الرسول “لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا على شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة” رو١٢: ٢. السيد المسيح يقدم لنا بتعاليمه ومثال حياته النموذج للذهن المستنير. وأخطر ما يصيب الانسان هو فكر العظمة والكبرياء. سبب سقوط الشيطان هو الكبرياء. وسبب سقوط الانسان هو الكبرياء والانسان المسيحي تحاربه أفكار الكبرياء والتلاميذ لم يكونوا استثناء في تلك الحرب.

لقد حدث أن تحاجج التلاميذ بعضهم مع بعض في من هو الأعظم؟ فالقديس مرقس يذكر “وجاء إلي كفرناحوم وإذ كان في البيت سألهم، بماذا كنتم تتكالمون في الطريق” فسكتوا لانهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعض في من هو الأعظم فجلس ونادي الاثني عشر وقال لهم “إذا أراد احد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل” مر٩: ٣٣- ٣٥.

السيد المسيح قال عن نفسه “كما أن ابن الانسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” مت٢٠: ٢٨. لقد اغتاظ العشرة من التلاميذ من أجل الأخوين يوحنا ويعقوب عندما تقدمت أمهما وطلبت من المسيح “أن يجلس أبنائي هذان واحد عن يمينك والأخر عن اليسار في ملكوتك” مت٢٠: ٢١. لم تفهم أم ابني زبدي معني ملكوت المسيح لذا حدثها عن الصبغة التي يصبغ بها صبغة الدم بالصليب فطريق المجد هو طريق الالآم. أما بخصوص التلاميذ الذين اغتاظوا فلقد “دعاهم يسوع وقال أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودنهم والعظماء يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً. ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبداً” مت٢٠: ٢٥- ٢٧.

لقد قدم المسيح مفهوماً جديداً للعظمة فليس خطأ أن يريد ان يكون الانسان عظيماً أو أولاً ولكن الخطأ أن يسلك الطريق الخطأ للوصول إلي العظمة. فالعالم له مفهومه للعظمة القائمة على المال والقوة والسلطة أو التسلط على الآخرين. أما طريق المسيح للوصول للعظمة فهو أن يكون العظيم خادماً والأول آخر الكل لقد قدم المسيح لنا المثال إذ أخلي نفسه وصار انساناً لأجلنا وأحتمل الالآم حتى الصليب لأجل خلاصنا وكان يجول يصنع خيراً ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.

قدم المسيح مثالاً عملياً لتلاميذه ولنا جميعاً يوم الخميس قبيل الصليب يوم الجمعة فيذكر القديس يوحنا “قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متزراً بها” يو١٣: ٤- ٥. ثم شرح السيد المسيح لتلاميذه ما فعله فقال لهم “أتفهمون ما قد صنعت بكم. أنتم تدعونني معلماً وسيداً وحسناً تقولان لأني أنا كذلك فإن كنت أنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً. الحق الحق أقول لكم إنه ليس عبد أعظم من سيده ولا رسول أعظم من مرسله فإن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه” يو١٣: ١٢- ١٧.

أحبائي

رسالة مخلصنا الصالح لنا اليوم ونحن نتمتع بالحياة الجديدة في المسيح يسوع “إن علمتم هذا فطوباكم إن عملتموه” يو١٣: ١٧. إن علمتم أن من أراد أن يكون فيكم عظيماً فليكن لكم خادماً” فطوبي لنا إن سعينا أن نخدم بعضنا بعض بمحبة حقيقية ونغسل أرجل بعضنا البعض بأن نخفف الالآم والاحزان والضيقات عن بعضنا البعض. لهذا فإن برامج سانتا فيرينا تقدم لكم الفرص أن تنالوا الطوبى التي منحها المسيح لمن يكون خادماً للجميع.

 وليعوضكم اللة خيراً واجراً سمائياً لمساهمتكم في برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون