أحبائي محبي عمل الخير أكتوبر ٢٠٢٠
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
تناولنا في الرسالة السابقة الحياة الجديدة التي أنعم الله بها علينا في المسيح يسوع وتأملنا معاً كيف أن من سمات الحياة الجديدة أن العظمة الحقيقية تكمن في الاتضاع وخدمة الآخرين وكيف قدم السيد المسيح المثال العملي لهذا المفهوم الجديد للعظمة عندما أنحني وغسل أرجل تلاميذه قبيل الصليب.
ونتناول في هذه الرسالة سمة اخري من سمات الحياة الجديدة في المسيح يسوع وهي السلام مع الله. فالقديس بولس الرسول يكتب لأهل رومية “فإذ تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح الذي به قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر علي رجاء مجد الله” رو٥: ١- ٢.
+ كنا في حالة عداوة مع الله بسبب معصية آدم التي أثرت على الجنس البشري كله “إذ الجميع زاغوا وفسدوا معاً ” رو٣: ١٢”إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله” رو٣: ٢٣.
+ “لكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا” رو٥: ٨ لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولي كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته” رو٥: ١٠ عمل المسيح الفدائي نقلنا من حالة العداوة مع الله إلي المصالحة والسلام مع الله “لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة” أفس٢: ١٤. وأنتم الذين كنتم قبالا اجنبيين واعداء في الفكر، في الأعمال الشريرة، قد صالحكم الآن في جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه” كولوسي١: ٢١. “إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم” ٢كو٥: ١٨. “فإن المسيح ايضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلي الله” ١بط٣: ١٨.
+ المصالحة والسلام مع الله معناها الحياة الجديدة اي حياة القداسة في المسيح يسوع “وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام” ٢كو٥: ١٥. “إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً” ٢كو٥: ١٧.
+ لقد وصف القديس بولس الحياة الجديدة التي نلناها بأنها “قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون” رو٥: ٢. حقاً أن الحياة الجديدة هي نعمة من الله. فبدون الله لن نستطيع أن نفعل شيئاً. “الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة” فيلبي٢: ١٣. “لأننا عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” أفس٢: ١٠. القديس يوحنا ذهبي الفم يتكلم عن هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ويقول “أي نعمة هذه؟ لأنك حسبت اهلاً لمعرفة الله، اُنتزِعت عن الخطأ وتعرفت علي الحق، ونلت كل بركات المعمودية. لأن غاية إحضارنا إليه هو أن نقبل هذه العطايا. فإننا لم ننل غفراناً للخطايا فحسب لنكون مصالحين وإنما لننال بركات لا حصر لها”.
+ من أهم بركات حياة القداسة هو حياة السلام مع الله. حياة القداسة تهب الانسان سلاماً مع الله لأنه يكون مصالحاً مع الله. حياة الخطية تجعل الانسان في حالة عداوة ” كل من يفعل الخطية يفعل التعدي ايضاً والخطية هي التعدي” ١يو٣: ٤ “من يفعل الخطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ” ١يو٣: ٨ “كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية” ١يو٣: ٩. “بهذا أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس كل من لا يفعل البر فليس من الله وكذا من لا يحب أخاه” ١يو٣: ١٠.
+ محبة الأخوة سمة أساسية من سمات الحياة الجديدة في المسيح يسوع. محبة الأخوة سمة من سمات حياة السلام مع الله “نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة. من لا يحب أخاه يبقي في الموت” ١يو٣: ١٤.
هل يمكن أن ينال الانسان السلام وهو في الموت؟ المقصود بالموت هو الانفصال عن الله مصدر الحياة.
هل يمكن أن ينال الانسان السلام وهو سالك في الظلمة؟ فالمسيح هو النور الحقيقي الذي يضئ لكل انسان “ايضاً وصية جديدة أكتب إليكم، ما هو حق فيه وفيكم، أن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضئ. من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة. من يحب أخاه يثبت في النور” ١يو٢: ٨- ١٠.
+ محبة الأخوة ينبغي أن تكون محبة عملية “أما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق احشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه؟ يا أولادي لا نحب بالكلام ولا بالسان بالعمل والحق” ١يو٣: ١٧- ١٨.
+ ليهبنا الله حياة السلام معه ومع الآخرين وليفتح عقولنا وقلوبنا لنساعد أخوتنا المحتاجين بالعمل والحق.
وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الانبا سرابيون
Off