أحبائي محبي عمل الخير أغسطس ٢٠٢١
نعمه لكم وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
تحتفل الكنيسة يوم ١٩ أغسطس (١٣ مسري) بعيد سيدي هام هو عيد التجلي. يأتي دائماً عيد التجلي أثناء صوم العذراء الذي يقع من ٧- ٢٢ أغسطس (١- ١٦ مسري) ويُصل عيد التجلي بالطقس الفرايحي وبدون صوم انقطاعي.
وعيد التجلي له أهميته اللاهوتية. أبن الله الكلمة أخلي ذاته وأخذ شكل العبد وصار في الهيئة كانسان ولكن في عيد التجلي كشف مجد لاهوته. فكما يذكر الكتاب المقدس “وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلي جبل عال منفردين وحدهم وتغيرت هيئته قدامهم وصارت ثيابه تلمع بيضاء كالثلج لا يقدر قصار علي الأرض أن يبيض مثل ذلك. وظهر لهم إيليا مع موسي وكانا يتكلمان مع يسوع” مرقس٩: ٢- ٤. التجلي أكد لاهوت السيد المسيح له المجد وأكد أيضاً أن هدف الكتاب المقدس بأحداثه ونبواته هو المسيح. ظهور إيليا وموسى يمثلان الأنبياء والناموس والمسيح في الوسط يوكد ما يذكره سفر الرؤيا “فإن شهادة يسوع هي روح النبوة” رؤ١٩: ١٠ ويكشف لنا الروح القدس في انجيل لوقا موضوع حديث موسي وإيليا مع الرب يسوع “وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسي وإيليا اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيداً أن يكمله في أورشليم” لو٩: ٣٠- ٣١. والمقصود “بخروجه الذي كان عتيداً أن يُكمَّله في أورشليم” هو الصليب لأن مركز وهدف مجيء أبن الله وتجسده هو الخلاص عن طريق الصليب لفداء البشرية.
عيد التجلي عيد هام يكشف لنا لاهوت المسيح وهدف رسالته ويفتح باب الرجاء للبشرية لمعاينة مجده.
لقد أختار السيد المسيح ثلاثة من تلاميذه هم بطرس ويعقوب ويوحنا لمعاينة مجده. ولقد أكد ذلك القديس بطرس في رسالته الثانية “لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسني: “هذا هو أبني الحبيب الذي أنا سررت به” ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء، إذ كنا معه في الجبل المقدس” ٢بط١: ١٧- ١٨.
أحبائي
نحن مدعون أن نعاين مجد المسيح. لذا يجب علينا أن نصعد إلى الجبل المقدس أي أن نرتفع عن شهوات واهتمامات العالم لكي نصعد إلى الجبال العالية. في قداس عيد التجلي اختارت الكنيسة المزمور ٨٧ “أساساته في الجبال المقدسة، يحب الرب أبواب صهيون. الام صهيون تقول ان انسانا وانسان صار فيها، هو العلي الذي اسسها الي الابد مز٨٧: ١- ٢، ٥.
الصعود إلى الجبال العالية لمعاينة مجد المسيح معناه في حياتنا الروحية الآتي:
١-الاهتمام بما فوق لا بما على الأرض:
كما يذكر القديس بولس “فإن كنتم قد قمتم مع المسيح، فأطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله” كولوسي٣: ١- ٣. لنصعد بذهننا إلى الجبال العالية. أن يحلق الذهن في الأمور السمائية فنهتم بأبديتنا وحياتنا مع المسيح ونترك الاهتمامات الأرضية.
٢-الثبات في المسيح:
لقد وهبنا المسيح أن نأكل جسده المقدس ونشرب دمه الكريم لكي نحيا ونثبت فيه “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه. كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي” يو٦: ٥٦- ٥٧. الثبات في المسيح يتطلب التوبة الدائمة “لكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب” ١كو١١: ٢٨- ٢٩.
٣-معاينة مجد المسيح في عمل الخير:
عمل الخير ومساعدة المحتاجين مجال هام للقاء المسيح ومعاينة مجده. فالسيد المسيح في حديثه عن يوم الدينونة ذكر أن الحكم يوم الدينونة يعتمد على عمل الخير والمحبة الحقيقية للآخرين “ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا إليّ يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جُعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريباً فآويتموني، عرياناً فكسوتموني، مريضاً فزرتموني، محبوساً فآتيتم إليّ……. الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم” مت٢٥: ٣٤- ٣٦، ٤٠.
خدمة المحتاجين تهب الإنسان المحب لعمل الخير أن يلتقي بالمسيح على الأرض في شخص أخوته الأصاغر ويكون له نصيب في المجد الأبدي. لنسرع في عمل الخير لنعاين مجد المسيح هنا على الأرض ونكون معه دائماً في ملكوته الأبدي. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off