أحبائي محبي عمل الخير أغسطس ٢٠٢٢
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدني أن أهنئكم جميعاً بصوم العذراء الذي يبدأ يوم الأحد ٧ أغسطس (أول مسري) وينتهي بعيد العذراء يوم الاثنين ٢٢ أغسطس (١٦ مسري) متمنياً لكم صوماً مباركاً ومقبول عيداً سعيداً. وشفاعة العذراء أم النور تسندنا جميعاً وتساعدنا في مواجهة تحديات الحياة خاصة في هذه الأيام.
فترة صوم العذراء فترة للتمثل بالعذراء في فضائلها الكثيرة فهي حقاً كنز الفضائل. ومن فضائل العذراء الحكمة.
+الحكمة هي التصرف السليم في الوقت المناسب فالكتاب المقدس يدعونا أن نسلك كحكماء “فأنظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة” أفس٥: ١٥- ١٦. الحكمة التي من عند الله لها صفات ذكرها القديس يعقوب “أما الحكمة التي من فوق فهي أولاً طاهرة ثم مسالمة، مترفقة، مذعنة، مملؤة رحمة وأثماراً صالحة، عديمة الريب والرياء” يعقوب٣: ١٧.
لنتأمل في هذه الصفات من خلال حياة العذراء أم النور:
١-طاهرة: القديسة العذراء تقدم لنا مثال للقداسة والطهارة فهي تفوق الشاروبيم والسيرافيم. عاشت حياة طاهرة فاختارها الله أن تكون أماً له.
٢-مسالمة: عاشت العذراء في سلام رغم ما تحملته من مقاومة ومتاعب واجهت شك يوسف بالصمت والصلاة. لم تتصادم مع اليهود الذين اتهموها بأبشع التهم حتى في وقت نياحتها وعند دفنها. نحتاج أن نتعلم من العذراء كيف نسلك بحكمة مع الذين هم من خارج “أسلكوا بحكمة من جهة الذين هم من خارج، مفتدين الوقت. ليكن كلامكم كل حين بنعمه، مصلحاً بملح لتعلموا كيف يجب أن تجابوا كل أحد” كولوسي٤: ٥- ٦.
٣-مترفقة: العذراء أم النور تقدم لنا المثال في الترفق بالآخرين في ذهابها إلى أليصابات لتكون بجوارها في فترة حملها وأيضاً بترفقها باهل عرس قانا الجليل وتقديم احتياجاتهم لأبنها الحبيب “ليس لهم خمر” يو٢: ٣ فاستجاب لشفاعتها وحول الماء إلى خمر.
٤-مذعنة: جاءت البشارة لها بواسطة الملاك جبرائيل واستجابت العذراء قائلة “هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك” لو١: ٣٨.
٥-مملؤة رحمة وأثماراً صالحة: أعظم ثمرة قدمتها العذراء للعالم هو أبنها الحبيب فهي الكرمة حاملة عنقود الحياة. كما أن حياتها حياة مثمرة بالثمار الصالحة وهي مثمرة في معجزاتها ومعونتها لكثيرين إذ هي الشفيعة الأمينة والمؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح. تشفع فينا جميعاً لكي ما ينعم الله علينا بمغفرة خطايانا.
٦-عديمة الريب: تقدم لنا العذراء المثال في الإيمان القوي بقبولها بشارة الملاك وفي حياتها المقدسة التي قامت على الإيمان القوي في عمل الله وقوته.
٧-عديمة الرياء: فالعذراء تقدم لنا حياة نقية خالية من أي رياء فهي مثل تابوت العهد المصنوع من خشب لا يسوس.
أمنا العذراء تقدم لنا مثال الحكمة الحقيقية فعلينا أن نتمثل بها ولنتأمل ونتذكر معاً بعض الآيات التي تدعونا للتصرف بحكمة. “فمن هو حكيم وعالم بينكم فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة” يعقوب٣: ١٣. فالإنسان الحكيم هو الذي يتصرف بوداعة الحكمة. لأن الوداعة ليست الضعف أو عدم التمسك بالحق أو الخوف أمام الأشرار.
فالقديس بولس يوصي تلميذه أن يكون وديعاً ويكون حازماً قائلاً له “مؤدباً بالوداعة المقاومين، عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق” ٢تيمو٢: ٢٥
كم هي عظيمة الحكمة! “قنية الحكمة كم هي خير من الذهب وقنية الفهم تُختار على الفضة” أمثال١٦: ١٦.
من أين تقتني الحكمة؟!! القديس يعقوب يجيب قائلاً “وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له” يع١: ٥.
نصلي أن يهبنا الله الحكمة أن نحفظ وصاياه ونساعد بعضنا بعضاً مفتديين الوقت متعلمين من مثل الغني الذي لم يكن حكيماً فلم يساعد لعازر المحتاج.
الله يهبنا أن نعطي بسخاء وليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off