أحبائى محبى عمل الخير أكتوبر 2013
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
تناولنا فى الرسالة السابقة مفتاح هام يفتح قلب الانسان للعطاء وهو الإحساس بإحتياجات والآم الآخرين. ونعلم من أمنا العذراء أنها أسرعت وذهبت إلى الجبال إلى مدينة يهوذا إلى إليصابات العجوز العاقر لتكون بجانبها فى فترة حملها وتحملت لأجل ذلك شكوك يوسف ولكن الله لم يتركها لأن عمل الخير لا يسقط أبداً لأنه عمل محبه و”المحبه لا تسقط أبداً” 1كو13: 8.
فى عرس قانا الجليل كانت العذراء ضمن المدعوين ولكنها أحست بإحتياج أصحاب الفرح والموقف المحرج الذين وجدوا نفسهم فيه. لم يذكر الكتاب المقدس أنهم طلبوا شئ من العذراء. ولكن العذراء الممتلئة حباً وحنان تقدمت بثقه وإيمان لأبنها الحبيب وقالت له “ليس لهم خمر” يو2: 3. ثم قالت للخدام بإيمان “مهما قال لكم فأفعلوه” يو2: 5. العذراء تعلمنا أن نشعر بإحتياجات الآخرين. فكم من الناس ليس لهم دخل مادى ليس لهم علاج ليس لهم من يسأل عنهم. كم من الناس ليس لهم علاقة مع الله ليس لهم حياة روحية قوية ليس لهم إيمان ليس لهم توبه هل نشعر بهم؟ حقاً نحن لا نملك أن توفى إحتياجات كل هؤلاء. هل اعتمدت العذراء على ذاتها لتوفر إحتياجات أصحاب العرس؟ لقد ذهبت إلى أبنها الحبيب وعرضت عليه إحتياجهم وتركت له بثقه أن يوفر لهم إحتياجاتهم.
الاباء الرسل شعروا بإحتياج الجموع الجائعة وشعروا أن الوقت متأخر والموضع خلاء ولكنهم عندما تقدموا إلى السيد المسيح لم يفعلوا مثل العذراء التى قدمت الإحتياج دون الحل بل قدموا للمسيح الحل وهو “أصرف الجمع ليذهبوا إلى القرى والضياع حوالينا فيبيتوا ويجدوا طعاماً لأننا ههنا فى موضع خلاء”. لو9: 12 وعندما قال لهم السيد المسيح أعطوهم أنتم ليأكلوا فكروا فى ذاواتهم وامكانيتهم فعبروا عن عجزهم بقولهم “ليس عندنا أكثر من خمسة أرغفة وسمكتين إلا أن نذهب ونبتاع طعاماً لهذا الشعب كله” لو9: 13 لم يملك التلاميذ المال لشراء طعام ولم يكن الموضع به أماكن لشراء طعام لهذا العدد. لقد عبر التلاميذ عن عجزهم ونسوا أمر هام هو أن المسيح فى وسطهم فلم يطلبوا منه أن يشبع الجموع. لذلك أخذ السيد المسيح الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وباركهم ثم كسر وأعطى التلاميذ ليقدموا للجمع. لو9: 16
حقاً أن امكانياتنا محدوده والإحتياجات غير محدوده ولكن لنضع ما لدينا فى أيدى غير المحدود ليجعلها تكفى الإحتياجات غير المحدوده.
إلهنا غنى فلا نتوانى أن نقدم إليه كما قدمت العذراء إحتياجات المحتاجين ونثق أنه قادر أن يسدد جميع الإحتياجات ليبارك الرب فى عطاياكم لبرامج سانتا فيرينا الخيرية لتكفى لسداد الإحتياجات غير المحدوده التى ترد إلينا.
الأنبا سرابيون
Off