أحبائى محبى عمل الخير يناير 2016
يسعدنى أن أهنئكم جميعاً بعيد الميلاد المجيد
ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح كان سبب فرح السمائيين والأرضيين. الملائكة فرحوا بميلاد المسيح لأنهم يعرفون أن بتجسد أبن الله الكلمة يتم خلاص البشرية. والسماء تفرح بخلاص البشر فكما قال القديس بولس الرسول عن الملائكة “اليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص” عب 1: 14. والسيد المسيح فى حديثه عن فرح المرأة عندما وجدت الدرهم المفقود “هكذا أقول لكم يكون فرح قدام الملائكة بخاطئ واحد يتوب ” لو15: 10. شاركت الملائكة بفرح فى أحداث الميلاد. فرئيس الملائكة جبرائيل ظهر لزكريا الكاهن وبشره بميلاد يوحنا المعمدان ودوره فى إعداد الطريق أمام المسيح. ثم ذهب إلى العذراء أم النور وبشرها قائلاً “لا تخافى يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين أبناً تسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وأبن العلى يُدعِى ويعطيه الرب الإله كرسى داوود أبيه ويملك على بيت يعقوب ولا يكون لملكه نهاية” لو2: 30- 33. وبعد ميلاد المسيح له المجد بشر الملاك الرعاه قائلاً “لا تخافوا. فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” لو2: 10- 11. والجند السماوى رنموا مع الملاك وسبحوا الله قائلين “المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” لو2: 14. كما أن النجم الذى قاد المجوس حتى وصلوا إلى بيت لحم هو كما يقول بعض الآباء قوة سمائية وليس نجماً عادياً.
كما فرح السمائيين بميلاد المسيح فرح أيضاً الأرضيين فالرعاه عندما سمعوا بشارة الملاك ذهبوا إلى بيت لحم ووجدوا الطفل مع مريم أمه ويوسف وأخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن الصبى لو2: 17. والمجوس تابعوا النجم وجاءوا إلى بيت لحم “وأتوا إلى البيت وراوا الصبى مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومراً” مت2: 11- 12. والقديس يوسف النجار فرح بميلاد الصبى وأهتم به وبالعذراء أم النور لقد أختير يوسف النجار ليكون خطيباً للعذراء وعندما شك من جهة الحبل المقدس ظهر له ملاك الرب فى حلم وقال له “يا يوسف أبن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذى حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد أبناً وتدعو أسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم” مت1: 20- 21.
أطاع يوسف ما أمره به ملاك الرب فاهتم بالعذراء فى فترة حملها وولادتها. وبسبب الاكتتاب صعد يوسف مع القديسة مريم من الجليل إلى بيت لحم ليكتتب وهناك تمت أيام العذراء لتلد “فولدت أبنها البكر وقمطته وأضجعته فى المذود إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل مت2: 7. وعندما أراد هيرودس أهلاك الصبى بعد زيارة المجوس ظهر ملاك الرب ليوسف فى حُلم قائلاً “قم خذ الصبى وأمه ليلاً وأهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك” مت2: 13. فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاً وأنصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس” مت2: 15. وبعد وفاة هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلاً “قم وخذ الصبى وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل” مت2: 20 فجاء وسكن فى الناصرة.
القديسة العذراء فرحت بميلاد المسيح وكانت تتابع أحداث الميلاد بقلب متيقظ فرح وقيل عنها “وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها” لو2: 19.
ميلاد المسيح فرَّح السمائيين والأرضيين لأن بتجسد الله الكلمة بدأ عمل الخلاص الذى تممه المسيح على خشبة الصليب. فأبن الله بتجسده وصلبه وقيامته حرر الجنس البشرى من عبودية إبليس وعبودية الموت ووهب الجنس البشرى الرجاء فى حياة مقدسة وأبدية سعيدة مبهجة. ميلاد المسيح صالح الأرضيين مع السمائيين وصالحنا مع الله وفتح باب الفردوس لنا ووهبنا أن نكون أبناء الله.
لنفرح بميلاد مسيحنا الحبيب ولندخل البهجة والفرح فى نفوس أخوتنا خاصة المحتاجين والمتألمين الذين يجدوا عزاهم وفرحهم فى ميلاد المسيح. لنكرز بسلام المسيح للجميع ونشرك كل نفس معنا فى بهجة ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. ليبارك الرب فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا وليملئ قلوبكم بالفرح السمائى وبسلام المسيح الذى هو فوق كل عقل.
كل عام وأنتم بخير
الأنبا سرابيون
Off