أحبائي محبي عمل الخير ابريل ٢٠٢٠
اخرستوس آنستي آليسوس آنيستي
المسيح قام حقاً قام
نحتفل يوم ١٩ ابريل بعيد القيامة المجيد ويستمر احتفالنا بالقيامة المجيدة طوال فترة الخماسين.
يسعدني أن اهنئكم جميعاً بعيد القيامة المجيد طالباً من الهنا الحي أن يهبنا بهجة وقوة قيامته لكي نحيا حياة مقدسة طاهرة نقية.
كنيستنا المجيدة تقودنا بطقسها الجميل خلال أسبوع الالآم لنتابع آلام المسيح المحيية يوم بيوم ثم ساعة بساعة لنتابع الصلب والقيامة المجيدة.
ويعتبر طقس ليلة سبت الفرح طقساً بديعاً ينقلنا تدريجياً إلي كمال طقس القيامة المبهج. وفي بداية طقس ليلة سبت الفرح يصلي المزمور ١٥١ الذي يمجد فيه داود النبي الله قائلاً “أنا الصغير في اخوتي والحدث في بيت أبي، كنت راعياً غنم أبي. يداي صنعتا الأرغن وأصابعي الفت المزمار الليلويا. من هو الذي يخبر سيدي، هو الرب الذي يستجيب لجميع الذين يصرخون إليه. وهو أرسل ملاكه ورفعني من غنم أبي، ومسحني بدهن مسحته الليلويا. اخوتي حسان وهم أكبر مني، والرب لم يسر بهم. خرجت للقاء الفلسطيني فلعنني بأوثانه الليلويا. فأستليت سيفه الذي بيده ونزعت رأسه عنه ونزعت العار عن بني إسرائيل”.
١-الكنيسة تريد أن تذكرنا بعمل المسيح الخلاصي لأجلنا. كما نتذكر داود وعمل الله العجيب معه نتذكر مع القديس بولس عمل المسيح الخلاصي “فانه بالجهد يموت أحد لأجل بار. ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت. ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” رو٥: ٧- ٨.
٢-الكنيسة تذكرنا أن الله اختارنا لحياة جديدة كما اختار داود ووهبه نعم كثيرة. فالقديس بولس الرسول يوصينا قائلاً “إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته ولا تقدموا اعضائكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بر لله. فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة” رو٦: ١٢- ١٤.
٣-الكنيسة ترسم لنا طريق الانتصار على الشيطان من خلال قصة انتصار داود علي جليات. ولنتأمل في قصة انتصار داود علي جليات الذي يمثل الشيطان والتي ذكرت في سفر صموئيل الأول اصحاح ١٧.
١-جليات كان رجل حرب وكان حسب مقايس الناس شخص جبار يثير الرعب في نفوس الناس. فكما يذكر الكتاب المقدس “وقال الفلسطيني أنا عيرت صفوف إسرائيل هذا اليوم. أعطوني رجلاً فنتحارب معاً. ولما سمع شاول وجميع إسرائيل كلام الفلسطيني هذا ارتاعوا وخافوا جداً” ١صمو١٧: ١٠- ١١.
هكذا كانت البشرية تحت عبودية الشيطان والموت. الشيطان كان قتالاً للناس منذ البدء وعجز البشر أن يحيوا حياة البر والقداسة. فكما يذكر القديس بولس الرسول “كما هو مكتوب أنه ليس بار ولا واحد. ليس من يفهم. ليس من يطلب الله الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد” رو٣: ١٠- ١٢.
الجميع كانوا في حالة خوف من ابليس الذي كان له سلطان الموت كما كان شاول وجميع بني إسرائيل في حالة خوف من جليات الذي كان له قوة وسلطان أن يقتلهم. ولكن كما جاء داود وهو واحد من بني إسرائيل هكذا جاء المسيح وقد أخذ طبيعتنا البشرية وصار واحداً منا وأنتصر على ابليس وحررنا من سلطان الخوف والموت “فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذللك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية” عبر٢: ١٤- ١٥.
٢– داود تقدم بإيمان وثقة في قوة الله وليس في قوته الشخصية فنحن أمام الشيطان ضعفاء ولكن الشيطان ضعيف وعدو مهزوم إن تقدمنا لمحاربته اعتماداً علي نعمة المسيح وقوته وليس اعتماداً على ذراعنا البشري. داود اعتمد على خبرته السابقة في عمل الله معه في قتل الأسد والدب (١صمو١٧: ٣٣- ٣٧) حقاً كان داود غلاماً راعيا للغنم وليس رجل حرب مثل جليات ولكنه كانت له خبرة اخري غير خبرة الحروب وهي خبرة عمل الله وقوته. داود فشل أن يمشي بعدة الحرب متقلداً سيف شاول وخوذة من نحاس علي راس داود والبسه درعاً وتقلد داود سيف شاول وعزم أن يمشي فلم يستطيع. لذا نزع ثياب الحرب ولبس ثياب الراعي وأخذ عصاه وليس سيفاً وأنتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له ومقلاعه بيده وتقدم لمحاربة جليات لقد سخر منة جليات ولعن الفلسطيني داود بآلهته. فقال داود لجليات بقوة وإيمان وثقة “أنت تأتي إلى بسيف وبرمح وبترس وأنا آتي إليك باسم رب الجنود إله صفوف إسرائيل الذي عيرتهم هذا اليوم يحبسك الرب في يدي فأقتلك وأقطع رأسك” ١صمو١٧: ٤٥- ٤٦. فالحرب هي للرب “الفرس معد ليوم الحرب أما النصرة فمن عند الرب” أم٢١: ٣١.
القديس بولس أوضح لنا سيطرة الشر على الانسان قائلاً “ولكني أري ناموساً آخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي. ويحي أنا الانسان الشقي! من ينقذني من جسد هذا الموت؟” رو٧: ٢٣- ٢٤. ثم أوضح لنا سر النصرة قائلاً “لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقتني من ناموس الخطية والموت” رو٨: ٢.
٣– جليات كان يبدو من الخارج قوياً لا يقدر أحد أن يغلبه ولكن داود ضربه في نقطة ضعفه “وضرب الفلسطيني في جبهته فانغرز الحجر في جبهته وسقط على وجهه إلى الأرض” ١صمو١٧: ٤٩. نقطة ضعف الشيطان هي في أفكاره التي هي أفكار كبرياء ووعود كاذبة. والذي يغلب الشيطان هو فكر الاتضاع والثقة في الله. لقد غلب المسيح الشيطان بالاتضاع “لكنه أخلي نفسه آخذاً صورة عبداً صائراً في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” فيليبي٢: ٧- ٨.
لنفرح بانتصار المسيح على الشيطان بموته المحي وقيامته المجيدة ونحيا حياة جديدة متمثلين بمسيحنا القوي ومتسلحين بنعمته في مواجهة حروب الشيطان وأفكاره الشريرة.
نصلي أن يهبنا الهنا فرح وقوة قيامته وليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية لإسعاد المحتاجين والمتعبين. وكل عام وأنتم بخير.
الأنبا سرابيون
Off