أغسطس 2016
أحبائى محبى عمل الخير
نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركة
يرتبط شهر أغسطس بالعذراء أم النور فيوم الأحد 7 أغسطس هذا العام يبدأ الصوم المبارك الذى يحمل أسم العذراء ونختم الصوم بأحد أعياد العذراء وهو عيد اعلان إصعاد جسدها إلى السماء ويوافق هذا العام يوم الأثنين 22 أغسطس. أما يوم السبت 13 أغسطس فنحتفل بعيد آخر للعذراء وهو عيد البشارة بميلادها.
العذراء أم النور هى كنز الفضائل. فنحن نتطلع إلى سيرتها الطاهرة ونتعلم الكثير. وأريد أن نتعلم من العذراء كيف نطلب من الله وكيف نعرض عليه إحتياجاتنا وإحتياجات الآخريين وخاصة فى خدمتنا للمحتاجين نواجه إحتياجات متعددة ونجد أنفسنا عاجزين عن توفير الأمكانيات اللازمة لمواجهة هذه الإحتياجات. نحن نحتاج دائماً لعمل الله معنا لذلك نريد أن نتعلم كيف نعرض الإحتياجات على الله.
فى قصة عرس قانا الجليل المذكورة فى الأصحاح الثانى من أنجيل القديس يوحنا شعرت العذراء أم النور بإحتياجات أصحاب الفرح والمدعوين ، يقول الكتاب المقدس “ولما فرغت الخمر قالت أم يسوع له “ليس لهم خمر” يو2: 3 القديسة العذراء مريم عرضت أمام المسيح الإحتياج ولم تعرض له الحل، كثيرون كانوا يطلبون ويحددون لله ما ينبغى عليه أن يفعل فيشعروا أن الله لم يستجيب لهم لأنه لم يحقق لهم ما يريدون.
القديس بولس الرسول كان لديه إحتياج وهو معاناته من الشوكة فى الجسد . طلب القديس بولس أن يرفع الله عنه هذه الشوكة “من جهة هذا تضرعت إلى الله ثلاث مرات أن يفارقنى” 2كو 12: 8 ولكن الله كان لديه حل اخر لمعاناة القديس بولس من الشوكة فى الجسد. فبدلاً من أن يرفع عنه الشوكة رفع عنه المعاناة من الشوكة فى الجسد، كيف حدث هذا؟ يقول القديس بولس “فقال لى تكفيك نعمتى لأن قوتى فى الضعف تكُمل. فبكل سرور أفتخر بالحرى فى ضعفاتى لكى تحل علىّ قوة المسيح. لذلك أسر بالضعفات والشتائم والضرورات والإضطهادات والضيقات لأجل المسيح. لأنى حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى” 2كو12: 9- 10. تحولت الشوكة فى الجسد إلى سبب فرح للقديس بولس ليس فقط من جهة هذه الشوكة التى كانت غالباً مرض جسدى ولكن أيضاً أعطته أن يشكر بعمق نعمة الله التى تعمل وتُكِمل فى الضعف وتساعد الانسان أن يحتمل الضيقات والإضطهادات لأنه يشعر بعمل الله ومساندته إياه.
لذلك علينا أن نفعل مثلما فعلت العذراء ونطرح أمام الله إحتياجاتنا وإحتياجات الآخرين ونترك له أن يحدد الحل المناسب. عندما عرضت العذراء أم النور إحتياجات الناس “ليس لهم خمر” على أبنها الحبيب كان رده “مالى ولك يا امرأة ؟ لم تأت ساعتى بعد” يو2: 4 فماذا كان رد فعل العذراء ؟ يقول الكتاب المقدس “قالت أمه للخدام “مهما قال لكم فأفعلوه” يو2: 5 العذراء أم النور تعلمنا أمرين هامين:
1-الثقة الكاملة فى الله. فهى كانت تثق أن أبنها قادر أن يحل المشكلة وأنه مهتم بحل مشكلة هؤلاء الناس وأنه لابد سوف يفعل شئ لمساعدتهم لذلك قالت بثقة كاملة للخدام مهما قال لكم فأفعلوه.
2-الصبر وإنتظار عمل الله. عندما قال السيد المسيح لم تأت ساعتى بعد لم تجادل العذراء مع أبنها وتلح عليه أن يتدخل بسرعة بل تركت له الوقت الذى يختاره لحل مشكلة هؤلاء الناس.
الله له حكمته فى إختيار الحل المناسب فى الوقت المناسب لذلك العذراء لم تطلب حلاً معيناً ولم تلح على وقت معين ولكنها بثقة كاملة قدمت إحتياج الناس ولكن تركت لأبنها الحبيب أن يختار الطريقة المناسبة والوقت المناسب لحل مشكلتهم. لنطرح إحتياجاتنا وإحتياجات الخدمة أمام الله ولنترك له الطريقة والوقت المناسب للإستجابة لهذه الإحتياجات.
الرب يستخدمكم جميعاً لسد إحتياجات المحتاجين ويبارك فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية. وبركة العذراء وشفاعتها تكون معنا جميعاً
الأنبا سرابيون
Off