أحبائي محبى عمل الخير أغسطس 2018
نعمه وسلام لكم جميعاً راجياً لكم كل خير وبركه
نتبارك خلال شهر أغسطس بصوم السيدة العذراء وعيدها. والعذراء أم النور هي كنز الفضائل الذى نتعلم منه الكثير. فى مجال خدمة المحتاجين نتأمل في فضيلة محبة عمل الخير فى الخفاء ونأخذ مثال لذلك في خدمة العذراء لأليصابات فى حملها وهى متقدمة فى العمر.
لقد عرفت العذراء أم النور أن اليصابات حامل وهي امرأة متقدمة فى الأيام من رئيس الملائكة جبرائيل “وهوذا اليصابات نسيبتك هى أيضاً حُبلى بأبن فى شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً لأنه ليس شئ غير ممكن لدى الله” لو1: 36- 37.
القديسة مريم لم تعرف ذلك من اليصابات لأنة كما يقول الكتاب المقدس “وبعد تلك الأيام حبلت اليصابات امراته وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة “هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلىّ لينزع عارى بين الناس” لو1: 24- 25.
بعد أن خضعت العذراء للرسالة الألهية التى وصلت لها وقالت للملاك “هوذا أنا أَمة الرب ليكن لى كقولك” لو1: 38 . يقول الكتاب المقدس “فقامت مريم فى تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات” لو1: 39- 40 .
زيارة العذراء مريم لاليصابات كانت زيارة مثمرة مفرحه :
1-حل الروح القدس على يوحنا المعمدان وهو فى بطن أمه تحقيقاً لقول الملاك لأبيه زكريا “ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس” لو1: 15.
2-امتلئت اليصابات من الروح القدس “فلما سمعت اليصابات سلام مريم أرتكض الجنين فى بطنها وأمتلأت اليصابات من الروح القدس” لو1: 41.
3-العذراء أم النور التى حل عليها الروح القدس كقول الملاك فى بشارته لها “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى أبن الله” لو1: 35. سبحت الله بالتسبحة الجميلة التى تبدأ “تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى” لو1: 46- 47.
4-مَكثت مريم عند اليصابات مدة ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى بيتها (لو1: 56). زيارة العذراء لاليصابات كانت زيارة مباركة مثمرة ولكنها تمت فى هدوء وخفاء . فالعذراء لم تقل للملاك أنها سوف تزور اليصابات عندما علمت أنها حامل . العذراء أقامت مع اليصابات ثلاثة أشهر لم يعلم بها أحد هناك ثم أنها غادرت فى هدوء لم نسمع أنها أشتركت فى أحتفال الناس بميلاد يوحنا المعمدان أو تسميته فى اليوم الثامن .
الانسان الذى يحب أن يعمل الخير لا يهتم بالدعاية لعمل الخير أو أثارة أنتباه الناس لذلك.
أكثر شئ يضر عمل الخير هو الدعاية لعمل الخير . هناك فرق بين التعريف بعمل الخير كما عرفنا عن عمل الخير الذى صنعته العذراء لنستفيد روحياً ونتشجع لعمل الخير وبين الدعاية لعمل الخير التى تركز على الشخص فاعل الخير ومديحه وليس لعمل الخير نفسه. كما أنه هناك فرق بين التعريف بعمل الخير لتشجيع الناس على عمل الخير والدعاية لعمل الخير كوسيلة لجمع الأموال .
ليتنا نتعلم من أمنا العذراء أن نصنع الخير فى هدوء كما علمنا إلهنا الصالح “وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك فى الخفاء فأبوك الذى يرى فى الخفاء فأبوك الذى يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية” مت6: 3- 4. الرب يبارك تقدماتكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off