أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا أغسطس ٢٠٢٣
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدني أن أهنئكم جميعاً ببدء صوم العذراء الذي يبدأ هذا العام يوم الاثنين ٧ أغسطس وينتهي باحتفالنا بعيد العذراء يوم الثلاثاء ٢٢ أغسطس. كما هو معروف أن تسمية الصوم باسم العذراء والدة الإله ليس معناه أننا نصوم للعذراء لكن الصوم هو عباده والعبادة لا تُقِدم إلا لله لذا نحن نصوم لإلهنا الصالح وليس للعذراء.
تسمية الصوم باسم العذراء ترجع إلى سببين:
١- الصوم ينتهي بعيد إظهار جسدها الطاهر في السماء للتلاميذ بعد نياحتها وإصعاد جسدها إلى السماء.
٢-أن نتمثل بالعذراء في حياتنا الروحية ونطلب شفاعتها عنا.
العذراء أم النور والدة الإله لها كرامة عظيمة ونحن نكرمها تحقيقاً لما ذكرته العذراء بالوحي الإلهي في تسبحتها “فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني” لو ١: ٤٨ سبب التكريم ذكرته العذراء أيضاً في نفس التسبحة “لأن القدير صنع بي عظائم وأسمه قدوس” لو١: ٤٩.
اللهالقديرصنععظائمكثيرةلقديسيهعبرالأجيالولكنماصنعهبالعذراءهوأمرمتميزلمينالهأحدمنالبشروهومابشربهالملاكالعذراءوقبلته “لاتخافييامريملأنكقدوجدتنعمهعنداللهوهاأنتستحبلينوتلدينأبناًوتسميهيسوع” لو١: ٣٠ “فقالتمريمهوذاأناأمةالربليكنليكقولك” لو١: ٣٨.
نحن نكرم العذراء لسببين أساسيين:
١-اختيار الله لها أن تكون أماً له ويتجسد منها لأجل خلاصنا.
٢-أنها وجدت نعمه عند الله لسبب قداستها وطهارتها واتضاعها حتى نسميها كنز الفضائل.
لذلك أريد أن أتأمل معكم في بعض القطع من التسبحة خاصة الثيئوتوكيات وبوجه الخصوص ثيئوتوكية يوم الأحد التي فيها نكرم العذراء. وأود أن أوجه اهتمامكم لأهمية التسبحة ونصوصها التي مثل باقي النصوص الليتورجيا ا تعبر عن إيماننا لأننا نصلي بما نؤمن به وأن نهتم بالتسبحة والحانها الجميلة ونهتم بالأكثر بالمعاني اللاهوتية في النصوص الليتورجيا.
نحن نؤمن أن المسيح وحده هو الطريق إذ قال “أنا هو الطريق والحق والحياة” يو١٤: ٦ لذا عندما نصلي في التسبحة “مجدك يا مريم أرفع من السماء… وأنت أكرم من الأرض وسكانها
لأنك أنت بالحقيقة… الطريق الحقيقي المؤدي إلي السماوات
(ثيئوتوكية الأحد القطعة الثانية عشرة)
لا نعني بهذا أن هناك طريقان حاشا. لكن تلقب العذراء بالطريق لأن أبن الله الكلمة تجسد منها لأنه لم يكن ممكناً أن يتم الخلاص بدون التجسد. المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص. ولأن الخلاص يتم بالصليب ولم يكن ممكناً أن يتم الموت على الصليب بدون أن يأخذ أبن الله جسداً بشرياً بنفس عاقلة قابلة للموت وهذا تم من خلال العذراء لذلك نالت العذراء مجداً أرفع من السماء وتكريم من جميع سكان الأرض وصارت سبب فرح للبشرية كلها وفرح جميع الأنبياء. لذلك نسبح في القطعة الثامنة من ثيئوتوكية الأحد:
السلام لك يا مريم خلاص أبينا آدم
السلام لك يا مريم تهليل حواء السلام لك يا مريم فرح الأجيال
السلام لك يا مريم فرح هابيل البار السلام لك يا مريم خلاص نوح
السلام لك يا مريم نعمة إبراهيم السلام لك يا مريم خلاص اسحق القديس
نطلب شفاعة العذراء أشفعي فينا أمام مخلصنا لكي يثبتنا في الإيمان المستقيم
وينعم لنا بمغفرة خطايانا لنفوز برحمة شفاعتك (القطعة العاشرة)
نصلي أن يهبنا الله صوماً مباركاً وعيداً سعيداً بشفاعة العذراء أم النور.
ليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off