August 2024 Arabic Newsletter Posted August 2, 2024 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                 رسالة سانتا فيرينا أغسطس ٢٠٢٤

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

يتبارك شهر أغسطس كل عام بوجود صوم العذراء الذي يبدأ هذا العام يوم الأربعاء ٧ أغسطس (أول مسري) وينتهي بعيد إصعاد جسدها الطاهر إلي السماء يوم الخميس ٢٢ أغسطس (١٦ مسري). هذا الصوم المبارك يحمل أسم العذراء أم النور ليس لأننا نصوم للعذراء لأن الصوم عبادة والعبادة تكون لله وحده ولكن لأنه ينتهي بأحد أعياد العذراء.

 أتمنى لكم جميعاً صوماً مباركاً مثمراً مقبولاً ونود في هذا الصوم أن نتطلع إلى العذراء كنز الفضائل لنتعلم منها.

من فضائل العذراء الكثيرة فضيلة الطاعة.

عندما حمل لها الملاك البشري المفرحة “ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع” لو١: ٣١ اطاعت العذراء وقالت “هو ذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك” لو١: ٣٨ طاعة العذراء هي بداية سر التجسد الإلهي. لقد اطاعت العذراء رغم أنه لم يحدث أن حبلت عذراء وولدت.

العذراء قبلت الرسالة لأنها من الله ولأنها لأجل خلاص البشر لأن يسوع يعني المخلص.

طاعة العذراء أدت إلى خلاص الجنس البشري بتجسد أبن الله الكلمة وولادته منها وموته على الصليب وقيامته المجيدة. معصية حواء أدت إلى هلاك الجنس البشري بوراثة خطية آدم فصارت البشرية كلها تحت حكم الموت والفساد والخطية. لذلك نسبح في ثيؤطوكية الخميس القطعة الثانية قائلين:

فخر جميع العذارى          وهي والدة الإله

من أجلها أيضاً               نقضت اللعنة الأولي

التي جاءت على جنسنا     من قبل المخالفة

التي وقعت فيها المرأة     لما أكلت من ثمرة الشجرة

من أجل حواء              اغلق باب الفردوس

ومن قبل مريم العذراء     فُتح لنا مرة اخري

حواء الاولي الذي أسمها يعني أم كل حي (تك٣: ٢٠) صارت بالمعصية أم كل ميت. العذراء مريم بطاعتها صارت أم جميع الأحياء كما تلقبها الكنيسة في ثيؤطوكية الثلاثاء القطعة الثالثة:

السلام للقديسة     أم جميع الأحياء

نطلب إليك         أن تشفعي فينا

نود أن نطرح هذا السؤال لماذا عصت حواء ولماذا أطاعت العذراء؟

إجابة هذا السؤال تساعدنا أن نتجنب المعصية ونتعلم الطاعة. الشيطان عندما أراد أن يسقط آدم وحواء في معصية الله والأكل من الشجرة التي قال الله لآدم “من جميع شجر الجنة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم أن تأكل منها موتاً تموت” تك٢: ١٦، ١٧ لم يغوي الشيطان عن طريق الحية حواء بالأكل من الشجرة عن طريق الحديث عن ثمرة الشجرة ومنافعها لها ولكنه وجه سهامه إلى الوصية نفسها لماذا اعُطِيت الوصية؟

حسب كلام الله أن الوصية بعدم الأكل من الشجرة هدفها حماية الإنسان من الموت الأبدي الذي هو الانفصال عن الله “لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” لم يقل الله لآدم يوم تأكل من الشجرة سوف أميتك ولكن المعصية والأكل من الشجرة سوف يؤدي إلى موتك لأن التعدي على وصية الله يؤدي إلي موت “لأن أجرة الخطية هي موت” رو٦: ٢٣ الشيطان خدع حواء بأن هدف الوصية ليس لحمياتهما من الموت بل حرمتهما من أن يكونا مثل الله “لن تموتا! بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر” تك ٤:٣-٥ حواء وبعدها آدم قبلا فكر الشيطان وسقطا في المعصية. لقد تغير فكرهما من جهة الله من الله المحب الذي يريد حمايتهما إلى الإله الذي يريد حرمانهما أن يكونا مثله.

العذراء أطاعت لأنها وثقت في الله المحب الذي يريد خلاص البشرية. لذلك قالت بكل خضوع وطاعة “ها أنا أمة الرب ليكن كقولك“.

نحن نطيع وصايا الله عندما نثق أن الله هو محب البشر وأنه يهبنا الوصايا لخيرنا وليست الوصايا تحد حريتنا بل العكس طاعة وصايا الله تهبنا الحرية الحقيقية.

 ليهبنا الهنا الصالح أن نتمثل بالعذراء في الطاعة الكاملة لألهنا الذي أحبنا وبذل ذاته لأجلنا

 وليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون