أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا ديسمبر ٢٠٢٣
نعمه وسلام راجياَ لكم كل خير وبركه
ونحن نقترب من نهاية العام نراجع حياتنا لنستعد لبدء عام جديد بالتوبة الصادقة والرجاء في عام جديد مبارك. عندما نراجع حياتنا ونتابع أحداث العالم تقف دائماً أمامنا مشكلة وجود الشر والأشرار وأحياناً نجاحهم.
+هذه المشكلة عبر عنها داود النبي بالروح القدس في مزمور ٧٣ “أما أنا فكادت تزل قدماي لولا قليل لزلقت خطواتي لأني غرت من المتكبرين إذ رأيت سلامة الأشرار. لأنه ليست في موتهم شدائد وجسمهم سمين. ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون لذلك تقلدوا الكبرياء لبسوا كثوب ظلمهم” مز٧٣: ٢- ٦. ثم يضيف داود النبي “حقاً لقد زكيت قلبي باطلا وغسلت بالنقاوة يدي. وكنت مصاباً اليوم كله وتأدبت كل صباح” مز٧٣: ١٣- ١٤.
قارن داود بين حال الأشرار وحاله كإنسان يحيا حياة النقاوة ولكنه يدرك آخرتهم عندما يدخل إلى مقادس الرب فيقول “حتى دخلت مقادس الله وانتبهت إلى آخرتهم. حقاً في مزالق جعلتهم، أسقطتهم إلى البوار” مز٧٣: ١٧- ١٨. لذلك يعبر عن أهمية الحياة مع الله حتى لو خسر كل شيء بقوله “من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض قد فني لحمي وقلبي. صخرة قلبي ونصيبي الله إلي الدهر” مز٧٣: ٢٥- ٢٦ ويختم المزمور بقوله “أما أنا فالاقتراب إلي الله حسن لي جعلت بالسيد الرب ملجأي لأخبر بكل صنائعك” ٧٣: ٢٨.
+ارميا النبي أيضاً تساءل عن هذا الأمر بقوله “أبر أنت يا رب من أن أخاصمك. لكن أكلمك من جهة أحكامك لماذا تنجح طريق الأشرار؟ اطمأن كل الغادرين غدراً” ارميا١٢: ١.
+لذلك أنا أتأمل معكم في مثل زوان الحقل الذي قاله السيد المسيح وفسره التلاميذ ليساعدنا على فهم مشكلة وجود الشر والأشرار في العالم يمكن الرجوع لنص المثل في انجيل القديس متي ١٣: ٢٤- ٣٠ وتفسير السيد المسيح للمثل مت١٣: ٣٦- ٤٣.
١-انسان زرع زرعاً جيداً في حقله مت١٣: ٢٤: قال السيد المسيح أن الزارع الزرع الجيد هو أبن الانسان واحقل هو العالم والزرع الجيد هو بنو الملكوت مت١٣: ٣٧- ٣٨. الله خلق العالم حسناً وخلق الانسان على صورته ومثاله. الله صانع الخيرات فجميع خليقته جيدة وطاهرة. الله هو مصدر كل خير.
٢-فيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانا وسط الحنطة ومضي مت١٣: ٢٥: فسر السيد المسيح ذلك بقوله “الزوان هو بنو الشرير والعدو الذي زرعه هو ابليس مت١٣: ٣٨- ٣٩. مصدر الشر هو ابليس الذي نجح في زرع الشر نتيجة تغافل البشر. ابليس خدع آدم وحواء فسقطا وعصيا وصية الله فدخل الموت إلى العالم ومعه الخطية والفساد وصار كثير من البشر أشراراً.
٣-دعوهما ينميان كلاهما معاً إلي الحصاد: قال السيد المسيح إن وقت الحصاد هو انقضاء العالم. الله سمح أن يبقي الشر وينمو إلى وقت انقضاء العالم لذلك وُجِد الشر والاشرار في كل جيل وسوف يبقي الشر وينمو حتى انقضاء العالم.
٤-فكما يُجمع الزوان ويحرق بالنار، هكذا يكون في انقضاء هذا العالم مت١٣: ٤٠: الشر له نهاية والاشرار مصيرهم النار الأبدية الله عادل وإن سمح للأشرار أن ينجحوا في العالم لكن اخرتهم العقاب الأبدي. لذا علينا ألا نحسد الأشرار بل نصلي لأجل أن يرشدهم الله إلي طريق الحق كذلك علينا أن نكون حريصين ألا نخدع بحيل الشيطان فنتحول إلى زوان.
نصلي أن يرفع الله عن العالم كل شر ويحفظنا من الشر وحيل الشرير ويقود الأشرار إلى طريق التوبة.
ليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off