فبراير 2016
أحبائى محبى عمل الخير
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدنى أن أهنئكم بصوم يونان الذى يسبق بداية الصوم الكبير بأسبوعين. وأثناء صوم يونان نتذكر قصة يونان وتوبته وقصة أهل نينوى وتوبتهم والبحارة وإيمانهم بالله وتقديمهم ذبيحة “فخاف الرجال من الرب خوفاً عظيماً وذبحوا للرب ونذروا نذوراً” يونان 1: 16.
سفر يونان يقدم لنا لمحة عميقة عن محبة الله للبشر وإهتمامه بكل أحد. أهتم الله بأهل نينوى الذين كانوا من الأمم أى لا يعبدون الله وكانوا يعيشون حياة بعيدة عن الله. الله يهتم بكل أحد حتى بغير المؤمنين به. أرسل الله يونان نبى الله إلى أهل نينوى “صار قول الرب إلى يونان أبن أمتاى قائلاً قم أذهب إلى المدينة العظيمة وناد عليها لأنه صعد شرهم أمامى” يونان 1: 1 لم يطيع يونان أمر الله فبدلاً من أن يذهب إلى نينوى هرب إلى ترشيش. لم يتركه الله ولم يترك الله أهل نينوى فبعد إنقاذ يونان من بطن الحوت يقول الكتاب المقدس “ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية قائلاً قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد لها المناداة التى أنا مكلمك بها” يونان 3: 1. أهتم الله أن يحدد ليونان الرسالة التى ينقلها إلى أهل نينوى وهى “بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى” وأيضاً أهتم الله أن يصل يونان بسرعة إلى نينوى “فقام يونان وذهب إلى نينوى بحسب قول الرب. أما نينوى فكانت مدينة عظيمة على مسيرة ثلاثة أيام. فأبتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد” يونان 3: 3-4. نلاحظ أن الله فى إهتمامه بأهل نينوى لم يكتف بأن يأمر يونان بل ساعده فيما يقوله وكيف يصل بسرعة إلى المدينة. نادى يونان بهلاك المدينة ولكن أهل المدينة آمنوا بالله وقدموا توبه عظيمة قوية وصادقة من كبيرهم إلى صغيرهم “فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ، ندم الله على الشر الذى تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه” يونان 3: 10.
الله لا يتغير ولكن الذين تغيروا هم أهل نينوى فرحمهم الله رحمة عظيمة. حزن يونان بدلاً أن يفرح بتوبة أهل نينوى فعلمه الله درساً من خلال اليقطينة. درس يظهر محبة الله وإهتمامه بكل أحد. فقال الله ليونان “هل أغتظت بالصواب من أجل اليقطينة؟” . فقال “أغتظت بالصواب حتى الموت “فقال الرب “أنت شفقت على اليقطينة التى لم تتعب فيها ولا ربيتها. التى بنت ليله كانت وبنت ليله هلكت أفلا أشفق أنا على أهل نينوى المدينة العظيمة التى يوجد فيها أكثر من أثنتى عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة” يونان 4: 9-11. الله اهتم بأهل نينوى لأنهم خليقة الله وأهتم أيضاً بالحيوانات لأنه إله رحوم وشفوق طويل الآناة كثير الرحمة.
أهتم الله بيونان وأعد له حوتاً أنقذه من الموت وقبل توبته عندما صلى فى جوف الحوت وعندما لم يفرح بتوبة أهل نينوى لأنهم من الأمميين وكان يعتقد أن رحمة الله لليهود فقط لم يتركه الله بل علمه من خلال اليقطينة أنه إله كل أحد ويهتم بكل أحد ليخلصه. لنتعلم من سفر يونان أن نتمثل بالله الذى يهتم بكل أحد :
1-لنهتم بالمحتاجين والمتألمين سواء الذين نعرفهم أو الذين لا نعرفهم سواء كانوا قريبين منا أو بعيدين عنا.
2-لنثابر فى عمل الخير لأن عدو الخير يضع كثير من العقبات فى طريق عمل الخير. الله ثابر مع يونان حتى ذهب إلى
نينوى وثابر مع يونان حتى تاب وتعلم أن الرحمة هى للجميع.
3-لنصحح الأخطاء التى تحدث فى عمل الخير ولا نفشل فى عمل الخير. الله صحح أخطاء يونان النبى.
4-لنثق أن الله قادر أن يحول جميع الأشياء للخير فعصيان يونان صار سبباً فى إيمان وخلاص البحارة. وشر أهل نينوى
تحول إلى توبه عظيمة نتعلم منها فى أيامنا هذه.
لنواظب على عمل الخير مهتمين بكل أنسان محتاج مثابرين فى تقديم الرحمة والمساعدة مهما كانت الصعوبات ومهما كانت الأخطاء واثقين أن إلهنا قادر أن يحول كل الأشياء للخير. وليبارك الرب فى عطاياكم لدعم برامج مؤسسة سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off