February 2024 Arabic Newsletter Posted May 23, 2024 by admin

Off

أحبائي محبى عمل الخير                                             فبراير ٢٠٢٤

نعمة وسلام راجياً لكم كل خير وبركة

 يسعدني أن أهنئكم وأتمنى لكم صوماً مباركاً خلال صوم يونان الذي يبدأ هذا العام يوم الاثنين ٢٦ فبراير ثم الصوم الكبير الذي يبدأ يوم الأثنين ١١ مارس.

 الصوم فترة روحية خاصة ومن أجمل الفضائل فى فترة الصوم فضيلة عمل الرحمة ومساعدة المحتاجين.

ونود ونحن نتذكر جميع المحتاجين والمتألمين ان نتذكر بوجه خاص معاناة اخوتنا في السودان نتيجة الحرب الجارية في السودان التي صارت حرب منسية من الاهتمام العالمي مقارنة بحروب اخري والمآسي في اماكن اخري من العالم تحظي باهتمام وسائل الإعلام. لذا علينا ان لا ننسي معاناة اخوتنا ابناء كنيستنا في السودان الذين هم ليسوا طرفا في الصراع لكن ضحايا مثل باقي الشعب السوداني لهذه الحرب الاهلية العبثية. كثيرون فقدوا حياتهم واخرون فقدوا ممتلكاتهم وغالبية المقتدرين تركوا السودان . الخدمات الكنسية] توقفت في اماكن كثيرة. الذين بقوا في السودان يعانوا من خطر الموت والمرض والجوع والعوز.

علينا ونحن ونتأمل معا في عمل الرحمة ان نتذكر كل انسان محتاج ونتذكر بوجه خاص أحباءنا ابناء كنيستنا في السودان.

الأساس الروحي لعمل الرحمة

السيد المسيح فى الموعظة على الجبل يحدثنا عن عمل الرحمة وتقديم الصدقة بالكلمات التالية “إحترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السموات. فمتى صنعت صدقة فلا تصوت قدامكم بالبوق كما يفعل المراؤون فى المجامع وفى الأزقة لكى يمجدوا من الناس. الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك، لكى تكون صدقتك فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية” مت 6: 1- 4.

علينا أن نلاحظ الآتى:

     “ليس كل عمل رحمة وتقديم صدقة مقبول أمام الله فالذى يقدم صدقة لينال شهرة أمام الناس ينال أجره من الناس. السيد المسيح ذكر فئة من فاعلي الخير سماهم بالمراؤون لأنهم يصنعوا الخير لكى يمجدوا من الناس” مت6: 2. علينا أن ننقى دوافعنا عندما نعمل عمل الرحمة. فى عصرنا الحديث البديل للبوق هو الإعلام سواء وسائل الإعلام مثل الصحافة والتليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي. فعندما يحدث حدث تهتم به وسائل الإعلام تسارع كثير من الهيئات والأفراد للمساعدة البعض منهم يهدف المساعدة والبعض يهدف الدعاية والبعض الأمرين معاً. ممكن تزور مريض فى هدوء وممكن تزور مريض مصاحب بوسائل الأعلام. ممكن تزور مريض بدون تصوير وممكن تزور مريض وتضع صورة زيارتك له على صفحتك على الفيس بوك أو أنستجرام أو غيرها.

ممكن أن تساعد طفل فقير بدون إعلان وممكن تساعد طفل فقير مع نشر صورته أو إظهارها لمحبيك وتخدع نفسك إنك تشجع الآخرين على التمثل بك ولكن عليك أن تفحص قلبك من الداخل. أخطر ما يهدد عمل الخير اليوم هو الخلط بين عمل الخير والدعاية واستغلال عمل الخير للمجد الشخصي.

 كثيرون يبحثون عن وضع اجتماعي لهم من خلال مساعدة الفقراء والمحتاجين لذلك نجد عندما يقع حدث تهتم به وسائل الإعلام يسرع الكثيرون للمساهمة ويخف الحماس عندما يخف الاهتمام الإعلامي.

     السيد المسيح تكلم عن الأجر عن عمل الخير وفرق بين نوعين من الأجر. الأجر من الآب السمائي وهذا محفوظ للذين يعملون عمل الخير فى الخفاء ولا يسعون أن ينالوا مديح الناس. الأجر من الناس وهذا يناله من يفعلون الخير لكى يمجدوا من الناس. هؤلاء لهم أجر ولكن ليس من الآب السمائى بل من الناس لأن هدفهم أن ينالوا المجد من الناس. كثيرون يستخدمون الفقراء وخاصة الأطفال كمادة إعلامية خصبة بها ينالوا مديح ومكسب مادي.

كثيرون يستخدمون وسائل الإعلام بنجاح للدعاية لعملهم الخيري كثيرون صاروا نماذج اجتماعية متميزة في العمل الخيرى. هؤلاء جميعاً نالوا أجرهم من الناس شهرة ومكانة اجتماعية وهيئات تجمع الملايين ولكن “ليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السموات” مت6 : 1 أن أردت مجداً من الناس فسوف تناله ولكنه مجد مؤقت ، مجد رخيص ولكن أن أردت المجد الأبدي فستحتاج لجهاد مع النفس وتحتاج لمراجعة لحياتك وتحتاج لعمل الخير فى الخفاء وهو الطريق الصعب ولكنه الطريق الأفضل.

لنحرص أن نعمل الخير للمجد الأبدي وليس المجد الفاني

وليبارك الرب فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية ويمنحكم المجد الأبدي وبركة الصوم المقدس تكون معنا جميعاً.

الأنبا سرابيون