يناير 2017
أحبائى محبى عمل الخير
يسعدنى أن أهنئكم جميعاً بعيد ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح
بميلاد المسيح تحققت النبوات بميلاد عمانوئيل فاشعياء النبى تنبأ “ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه : ها العذراء تحبل وتلد أبنا وتدعو أسمه عمانوئيل” اشعياء 7: 14 وتحقق قول الملاك للعذراء مريم “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى أبن الله” لو1: 45 ميلاد المسيح هو تحقيق لاشتياقات البشرية التى عبر عنها داود النبى قائلاً “يا رب طأطأ السموات وأنزل” مز144: 5
ميلاد المسيح هو ميلاد مخلصنا فأبن الله تجسد وأخذ طبيعة بشرية كاملة من طبيعتنا بلا خطية كى يموت عنا ولأجلنا ويخلصنا من خطايانا. القديس بولس يشرح محبة الله العظيمة لنا “فإنه بالجهد يموت أحد لأجل بار ربما لأجل الصالح يجسر أحد أيضاً أن يموت ولكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” رو5: 7- 8 “لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات فى الوقت المعين لأجل الفجار” رو5: 6
السيد المسيح بتجسده وموته عنا يقدم لنا المثل الاعلي فى العطاء.
1-إن أعظم عطاء هو عطاء النفس فهو بذل ذاته لأجلنا. الله تحنن علينا إذ رأى الأنسان العاقل قد صار تحت حكم الموت والفساد وصار يحيا فى ظلام الشر ويتزايد فى حياة الشر. لذا أراد الله أن ينقذ الانسان ولذا تجسد ومات عن الانسان فكما نصلى فى صلاة القسمة “ولما كان الموت فى طريق خلاصنا أشتهى أن يجوز فيه حباً بنا وهكذا أرتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا” السيد المسيح قال “ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحباءه” يو15: 13.
2-أعظم عطاء هو العطاء النابع من الحب “هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” يو3: 16
3-أعظم عطاء هو العطاء الذى يعطى حياة للآخرين . الله أعطانا الكثير ولكن أعظم عطية أعطاها لنا هى الحياة الأبدية “فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ فى الظلمة والظلمة لم تدركه” يو1: 4- 5
كنا تحت حكم الموت بسبب خطايانا “من أجل ذلك كأنما بانسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس إذ اخطأ الجميع” رو5: 12. المسيح بذل ذاته على الصليب ليهبنا حياة أبدية “لأنه كما فى آدم يموت الجميع هكذا أيضاً فى المسيح سيحيا الجميع” 1كو7: 22 “لأنه كما بمعصية الانسان الواحد جُعِل الكثيرون خطاة، هكذا أيضاً باطاعة الواحد سيجُعل الكثيرون أبراراً” رو5: 14
أحبائى
أمام عطاء المسيح من خلال تجسده وموته وقيامته نسجد لله على عطيته التى لا يعبر عنها ونتعلم كيف نعطى.
نتعلم أن نعطى بمحبة فنحب المحتاجين ولا ندينهم على ضعفاتهم بل نتحنن عليهم فكما نصلى فى ثيؤتوكية الأثنين ونسبح الله قائلين “لأنه غُلب من تحننه وأرسل لنا ذراعه العالية” القطعة 5: 3
نتعلم أنه مهما أعطينا من أموال أو ممتلكات فهى لا تساوى شئ أمام بذل النفس لأجل الآخرين. علينا أن لا نكتفى بإرسال تبرعات للمحتاجين بل نذهب إليهم ونزورهم ونخدمهم ونبذل الوقت والجهد لأجل مساعدتهم.
نتعلم أن نعطى لكى ننقذ نفوس من الهلاك الأبدى فكثيرا ما أدت الإحتياجات المادية والضيقات إلى أن تترك نفوس الإيمان وتهلك.
الرب يعطينا أن نتعلم من إلهنا العطاء الحقيقى وليبارك الرب فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية وكل عام وانتم بخير.
الأنبا سرابيون
Off