أحبائى محبى عمل الخير يناير 2018
يسعدنى أن أهنئكم جميعاً بالعام الجديد وبعيد الميلاد المجيد جعله الرب عاماً مباركاً ومتعنا جميعاً بأفراح الميلاد العجيب الذى لمخلصنا الصالح . وشهر يناير شهر فيه الكثير من الأعياد السيدية فنفرح فيه بعيد الميلاد المجيد ثم عيد الختان ثم عيد الغطاس ثم عيد عرس قانا الجليل. نفرح فى هذه الأعياد بمخلصنا الصالح الذى جاء لخلاص نفوسنا.
فى ربنا يسوع المسيح تحققت نبوءة اشعياء التى قرأها الرب يسوع فى المجمع فى الناصرة وهى “روح الرب علىَّ ، لأنه مسحنى لأبشر المساكين أرسلنى لأشفى المنكسرى القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة” لو4: 18- 19 (اشعياء 61: 1، 2) وقال الرب بعد قراءته للحاضرين “إنه اليوم قد تم هذا المكتوب فى مسامعكم” لو4: 21.
أريد أن أتأمل معكم فيما كتبة اشعياء عن رسالة المسيح “أرسلنى لأشفى المنكسرى القلوب” جاء المسيح لخلاص البشرية التى كسرت الخطية قلبها. فحقاً قيل عن البشرية “الشعب الجالس فى الظلمة أبصر نوراً عظيماً ، والجالسون فى كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور” مت4: 16 وحقاً نصلى فى ثيئوتوكية الأثنين “آدم بينما هو حزين سر الرب أن يرده إلى رئاسته . أشرق جسدياً من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا”.
فى خدمة السيد المسيح كان يشفى منكسرى القلوب. ونتأمل فى كيف شفى المسيح قلب أرملة نايين التى فقدت زوجها ثم فقدت أبنها الوحيد الشاب . هذه المرأة المنكسرة القلب كانت تسير خلف نعش أبنها الوحيد لتدفنه وتدفن معه كل آمالها فى الحياة ولم تكن تعرف الرب يسوع . لم تكن تفكر أن هناك رجاء . كان قلبها المنكسر يغطى على تفكيرها . يقول الكتاب المقدس “فلما رآها الرب تحنن عليها” لو7: 13 . الله ينظر لالآمنا وأحزاننا ، ينظر إلى ضيقاتنا ويتحنن علينا حتى لو غطى الحزن قلوبنا وكنا غير قادرين أو غير راغبين أن نرفع الأمور إليه بسبب إنكسار القلب . فالقلب المنكسر والمنسحق لا يرذلة الله” مز50: 17.
فى هذه الأيام وكثرة حوادث الأرهاب والإعتداء على المسيحين فى مصر نذكر الطفلة نسمة وائل التى كانت مع والدتها الشهيدة نرمين صادق وشاهدت الأرهابى يطلق الرصاص على والدتها التى سقطت فى دمائها ثم أنتقلت فى المستشفى . وهنا نتخيل قلب نسمة الصغيرة التى عمرها 13 سنة المنكسر أمام هذا الحادث الإجرامى الرهيب . حقاً حولها جمع كثير من أسرتها وأقاربها والأحباء لتعزينها ولكن من يستطيع أن يعزيها إلا الذى عزى الأرملة التى فقدت أبنها الوحيد . نطلب إليك يا إلهنا الصالح أن تنظر إلى نسمة وكل قلب منكسر وتتحنن على شعبك وترفع عنا هذه الألآم .
تقدم الرب يسوع إلى أرملة نايين وقال لها “لا تبكى” كيف لا تبكى ؟ وإن كانت التى فقدت زوجها ثم أبنها الوحيد لا تبكى فمن إذن يبكى ؟ حقاً هذا بالمقاييس البشرية لكن مع إلهنا الصالح فهو يمسح كل دمعه من عيون منكسرى القلوب
نطلب إليك يا إلهنا الصالح أن تقول لنسمة وكل منكسرى القلوب “لا تبكى” كما نقول فى مديح القيامة “لماذا الطيب والنحيب والبكاء تمزجنها مع بعض يا تلميذات الرب . قال الملاك اللامع عند القبر للنسوة حاملات الطيب . أنظرن أنتن وأعلمن أنه قد نهض المخلص وقام من الأموات” . حقاً أننا لا نبكى لأن مسيحنا حى، مسيحنا قوى ،مسيحنا قادر أن يقضى على الأشرار وينصف المظلومين.
ثم تقدم الرب ولمس النعش فوقف الحاملون فقال “أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وأبتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه” لو4: 14-15. نطلب إليك يا إلهنا الصالح أن تفتح عينى نسمة لترى أمها الشهيدة نيرمين حية لأنك بالموت دست الموت والذين فى القبور أنعمت عليهم بالحياة الأبدية لقد وعدت ووعدك صادق عند إقامة لعازر “أنا هو القيامة والحياة . من آمن بى ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بى فلن يموت إلى الأبد” يو11: 15- 26.
ثقى يا نسمة أن ماما نرمين حية مع نفوس الذين رآهم يوحنا الحبيب تحت المذبح “فأعطوا كل واحد ثياباً بيضا وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً حتى يكمل العبيد رفقاءهم وأخوتهم أيضاً العتيدون أن يقتلوا مثلهم” رؤ6: 11. لنعمل مع ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع فى شفاء منكسرى القلوب بمعاونتهم على مواجهة ظروف الحياة بدعم برامج مؤسسة سانتا فيرينا الخيرية التى تسعى لمساعدة منكسرى القلوب والرب يبارك عطاياكم لمجد أسمه القدوس.
الأنبا سرابيون
Off