احبائي محبي عمل الخير                                      رسالة سانتا فيرينا يناير ٢٠٢٠

يسعدني أن أهنئكم جميعاً ببدء عام جديد وبعيد الميلاد المجيد

بداية عام جديد هي بداية جديدة تعلمنا الكنيسة في صلاة باكر في بداية كل يوم جديد أن نصلي قائلين “أحفظنا ولنبدأ بدءاً حسناً”. نشكر الله الذي حفظنا في العام الماضي وأتي بنا إلى عام جديد وبداية جديدة في حياتنا لذا نبدأ العام الجديد بتوبة صادقة وعزم قلب أن تكون حياتنا حياة مباركة مقدسة. حياتنا هي هبة من الله وخاصة الحياة الجديدة في المسيح فكما يقول القديس بولس الرسول “لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله” ١كو٦: ٢٠ وايضاً “وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام” ٢كو٥: ١٥. العام الجديد يذكرنا بالحياة الجديدة في المسيح يسوع مخلصنا. فكما يقول القديس بولس “إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديداً” ٢كو٥: ١٧.

إن كان احتفالنا بالعام الجديد هو احتفال ببداية جديدة على مستوي كل انسان منا ،فان احتفالنا بعيد الميلاد المجيد هو احتفال ببداية جديدة للبشرية كلها. قبل ميلاد المسيح كانت البشرية كلها تحت حكم الموت والخطية. لذا نصلي في القداس الإلهي الباسيلي صلاة الصلح “والموت الذي دخل إلي العالم بحسد ابليس هدمته بالظهور المحي الذي لابنك الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح”.

فالموت دخل الي العالم بسبب خطية آدم الذي حسده الشيطان واغواه لعصيان الله وكسر الوصية. فالقديس بولس يقول “من اجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع” رو٥: ١٢. الموت هو الانفصال عن الله الذي هو مصدر الحياة والبر والقداسة فصار الانسان بعيداً عن حياة القداسة والبر وتشوهت الصورة وفسدت الطبيعة البشرية وصار الانسان تحت حكم الدينونة وتحت غضب الله. كما يقول القديس بولس “لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وأثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم” رو١: ١٨ “الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد” رو٣: ١٢. لماذا عجز الجميع عن فعل الصلاح؟ لأن الموت أي الانفصال عن الله ملك عليهم جميعاً “لكن قد ملك الموت من آدم إلي موسي وذلك على الذين لم يخطئوا على شبه تعدي آدم الذي هو مثال الآتي” رو٥: ١٤. لكننا نشكر الهنا الصالح الذي افتقدنا برحمته وأتي إلى عالمنا وأخذ طبيعتنا البشرية لأجل خلاصنا. لذا يقول القديس بولس “فاذاً كما بخطية واحدة صار الحكم إلي جميع الناس للدينونة هكذا ببر الواحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة.

 لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاه هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً” رو٥: ١٩. حتى كما ملكت الخطية في الموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح” رو٥: ٢١. عندما جاء الملاك ليبشر الرعاة قال لهم “لا تخافوا. ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” لو٢: ١٠- ١١ وتحققت نبوة اشعياء “الشعب الجالس في الظلمة أبصر نوراً عظيماً والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور” مت٤: ١٦.

أحبائي…لنفرح بالعام الجديد ولنفرح بميلاد إلهنا الصالح ولنبدأ بدءاً حسناً متذكرين قول القديس بولس “اما الآن إذ أعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية” رو٦: ٢٢.

ليهبنا الله حياة مقدسة مباركة وليهبنا روح العطاء والبذل لأجل كل إنسان محتاج ومتألم وليبارك الرب في حياتكم جميعاً ويهبكم حياة مقدسة. وليبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

كل عام وجميعكم بخير وسلام.

الأنبا سرابيون