أحبائي محبي عمل الخير يناير ٢٠٢٢
يسعدني أن أهنئكم جميعاً بعيد ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح وببداية عام جديد. الرب ينعم علينا ببركات الميلاد المجيد ويهبنا عاماً سعيداً مقدساً مباركاً.
احتفالنا بعيد الميلاد المجيد هو احتفال بسر التجسد الإلهي وهو سر الإخلاء الإلهي لأجل خلاصنا.
القديس بولس الرسول كتب لأهل فيليبي عن سر الإخلاء الإلهي “ليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً. الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلي نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس. وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعَّه الله أيضاً وأعطاه أسماً فوق أسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” فيليبي٢: ٥- ١١.
سر الإخلاء هو أن أبن الله الكلمة الذي هو واحد مع الآب في الجوهر قبل في ملء الزمان أن يتجسد ويتأنس من الروح القدس ومن مريم العذراء لأجل خلاصنا. قبل أن يكون إنساناً وهو الإله الحقيقي فهو كامل في لاهوته وكامل في ناسوته. نحن نسبح الله ونمجده لتجسده لأجل خلاصنا في مرد ثيؤطوكية يوم الخميس من تسبحة نصف الليل مسبحين قائلين
لم يزل إلهنا أتي وصارابن بشر
لكنه الإله الحقيقي أتي وخلصنا
لأجل خلاصنا أخلي الله الكلمة نفسه وقبل:
١-أن يكون فقيراً وهو الغني ومصدر الغني “فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح إنه من أجلكم أفتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره” ٢كو٨: ٩.
٢-أن يصير خطية وهو قدوس القديسين الذي بلا خطية وحده “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه” ٢كو٥: ٢١.
٣-أن يصير لعنه وهو مصدر كل بركة ليفدينا من لعنة الناموس “المسيح أفتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب “ملعون كل من عُلِق علي خشبة” غل٣: ١٣
٤-أن يسمح للشيطان أن يجربه وهو القدوس الذي تفزع منه الشياطين لكي يقودنا في طريق الانتصار على التجارب “لأنه فيما هو قد تألم مُجرباً يقدر أن يعين المجربين” عب٢: ١٨.
٥-أن يقدم لنا مثال الخدمة الحقيقية إذ أنحني وهو السيد والمعلم والرب وغسل أرجل تلاميذه “فلما كان قد غسل أرجلهم وأخذ ثيابه وأتكأ أيضاً، قال لهم “أتفهمون ما قد صنعت بكم؟ أنتم تدعونني معلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً” يو١٣: ١٢- ١٥ وقال أيضاً عن نفسه “إن أبن الإنسان لم يأت ليُخِدم بل ليخدم ويبذل نفسه فدية عن كثيرين” مر١٠: ٤٥.
أحبائي
إن احتفالنا الحقيقي بسر التجسد الذي هو سر الإخلاء يكون بأن نخلي أنفسنا ونتمثل بإلهنا الصالح في خدمة الآخرين. علينا أن ندرك أن العظمة الحقيقية في إنكار الذات والبذل في خدمة الآخرين. عندما تحاجج التلاميذ بعضهم مع بعض فيمن هو الأعظم؟ قادهم المسيح إلى طريق العظمة الحقيقية بقوله “إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل” مر٩: ٣٥.
الغني عاش حياة الترف “كان إنسان غني وكان يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفهاً” لو١٦: ١٩. لم يخرج الغني من دائرة الاهتمام بحياته ويلتفت إلى لعازر المسكين “وكان مسكين أسمه لعازر الذي طُرِح عند بابه مضروباً بالقروح ويشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغني” لو١٦: ٢٠- ٢١. مات الغني وذهب لمكان العذاب ولم تنفعه حياة الترف لأنها حياة مؤقته.
السامري الصالح قدم لنا مثال الخدمة في اهتمامه بالإنسان الذي “وقع بين لصوص فعروه وجرحوه ومضوا وتركوه بين حي وميت” لو١٠: ٣٠. رآه الكاهن فجاز مقابله ولم يفعل له شيئاً وكذلك اللاوي أما السامري فتمثل بالمسيح وأخلي نفسه من العداوة التي كانت بين اليهود والسامريين.
نصلي أن يهبنا الله أن نتمثل بإلهنا الصالح ونخدم بعضنا بعض باتضاع وإخلاء للذات وليبارك الرب في عطاياكم لدعم مشروعات سانتا فيرينا الخيرية وكل عام وأنتم بخير.
الأنبا سرابيون
Off