أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا يناير ٢٠٢٣
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدني أن أهنئكم جميعاً بعيد الميلاد المجيد الذي نحتفل به يوم السبت ٧ يناير الموافق ٢٩ كيهك. أتمنى لكم جميعاً عيداً سعيداً مباركاً متمتعين دائماً بنعمة إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي تجسد وبذل ذاته لأجل خلاصنا.
تجسد أبن الله الكلمة هو علامة الحب العظيم لألهنا لنا “هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكيلا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” يو٣: ١٦.
لقد بشر الملاك الرعاة قائلاً “لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب: أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب” لو٢: ١٠-١١ مجيء أبن الله الكلمة لعالمنا وتجسده وموته علي الصليب كشف لنا محبة الله لنا.
القديس يوحنا في رسالته الاولي يكتب “لأن الله محبة” ١يو٤: ٨
الإنسان سقط تحت حكم الموت والخطية والفساد وصرنا أمواتاً بالخطايا لذا جاء المسيح كفارة لخطايانا لكي يبطل الخطية بذبيحة نفسه ويهبنا أن نحيا به “في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله بل أنه هو أحبنا وأرسل أبنه كفارة لخطايانا” ١يو٤: ١٠. الله يحبنا لأنه إله صالح صانع الخيرات ومحب للبشر. محبة الله محبة ثابته لا تتغير لذا مهما ابتعدنا عن الله فالله في محبته العميقة لنا يقبلنا إن عدنا تائبين. الخطية تفصلنا عن الله لأن الخطية هي موت كما قال الآب عن أبنه في مثل الأبن الضال “لأن أبني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد” لو١٥: ٢٤.
+الثبات في المحبة والثبات في الله:
محبة الله لنا تجذبنا إليه وتجعلنا نحبه “نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً” ١يو٤: ١٠
“الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه” ١يو٤: ١٦
كيف ان الثبات في المحبة هو الثبات في الله؟
القديس يوحنا يكتب “ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه” ١يو٣: ٢٤. عندما سُئِل السيد المسيح عن الوصية الأولي والعظمي أجاب “تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولي والعظمي والثانية مثلها “تحب قريبك كنفسك بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء” مت٢٢: ٣٧- ٤٠.
في الموعظة على الجبل أكمل الرب وصية محبة القريب لتحقيق كمال المحبة بمحبة الأعداء فقال “سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم” مت٥: ٤٣- ٤٤.
ثم أوضح السيد المسيح السبب في إعطاء هذه الوصية “لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فإنه يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين ويمطر علي الأبرار والظالمين” مت٥: ٤٥. ثم ختم بقوله “تكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل” مت٥: ٤٨.
وصية المحبة هي وصية الكمال.
وصية المحبة هي وصية البنوة لله.
وصية المحبة هي علاقة التلمذة لمسيحنا المحب.
السيد المسيح قال لتلاميذه “بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حُب بعضاً لبعض” يو١٣: ٣٥.
محبة الله ومحبة الأخوة:
القديس يوحنا يكتب “بهذا قد عرفنا المحبة: أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة” ١يو٣: ١٦. كما اننا أدركنا محبة الله لنا ببذله ذاته لأجلنا تشتعل قلوبنا بمحبته وأيضاً بمحبة الأخوة ونحبهم محبة عملية كما أن الله أحبنا محبة عملية “أما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاؤه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه، يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” ١يو٣: ١٧- ١٨.
لنحتفل بعيد الميلاد المجيد بأن نعبر عن محبتنا العملية لله بحفظ وصاياه ومحبة الأخوة محبة باذلة.
وليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off