يوليو 2017
أحبائى محبى عمل الخير
نعمة وسلام راجياً لكم صوماً مباركاً وعيد رسل مبهجاً
ونحن نحتفل فى هذا الشهر بعيد الرسل وهو عيد إستشهاد القديسين بطرس وبولس الرسولين نتذكر شهداء الكنيسة عبر الأجيال وخاصةً فى عصرنا الحديث . لقد تكلل كل من القديس بطرس والقديس بولس بأكليل الإستشهاد . ففى عهد نيرون قبض على الرسولين وقطع رأس القديس بولس أما القديس بطرس فقد إستشهد مصلوباً منكس الرأس.
البعض يتساءل لماذا أرتبط الإستشهاد بالمسيحية ؟ ولماذا تعيش الكنيسة وأبنائها فى إضطهاد مستمر قد تتخلله فترات سلام ولكنها قصيرة وتظهر فيها أنواع جديدة من الإضطهاد. لماذا لا يحمى الله أبنائه والمؤمنين به من إضطهاد الأشرار ؟ أسئلة كثيرة خاصةً مع متابعتنا لأحداث الإستشهاد الحديثة مثل حادث البطرسية والكنيسة المرقسية بالأسكندرية وكنيسة مارجرجس فى طنطا ثم الحادث الإرهابى فى المنيا . لم يعد الإستشهاد بالنسبة لنا تاريخ نقرأ عنه فى كتب تاريخ الكنيسة أو نسمعه فى الكنيسة عند قراءة السنكسار ولكنها أحداث حيه نعاصرها وندرك تفاصيلها ، نتألم مع المتألمين ونتعزى بثبات الشهداء على إيمانهم وتعزية أسرهم رغم ألم الفراق وقسوة الأحداث ولكن دائماً يبقى السؤال لماذا ؟
إذا راجعنا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه قبل صلبه نجد الآتى:
1-إن الإضطهاد ليس حدث مفاجئ بل هو متوقع. فى قصة إستشهاد بيشوى أحد شهداء أتوبيس المنيا يذكر أحد شهود العيان أنه سأل الإرهابين لماذا تقتلوننا ؟ فقال له الإرهابى لأنكم كفرة فرد الشهيد بيشوى لسنا كفرة بل مسيحيون فأطلق عليه الإرهابى الرصاص الذى أودى بحياته. لماذا؟ الإجابة لأننا مسيحيون ولكن لماذا يكره الأشرار المسيحين رغم أن المسيحى يتعلم أن يحب الجميع حتى الأعداء ؟ السيد المسيح يقدم لنا الإجابة “لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم ، بل أنا أخترتكم من العالم لذلك يبغضكم العالم” يو15: 19. لذا نرى فى حوادث الإستشهاد أن أنكار الإيمان مثل التبخير للأوثان فى العصر الرومانى أو قول الشهادتين فى العصر الإسلامى يجعل الانسان من خاصة العالم لذلك يحبه العالم ولا يقتله أما إذا أصر أن لا يكون من العالم بل يتمسك بإختيار المسيح له لذا يبغضه العالم .
2-أن نتمثل بالمسيح . لقد قدم المسيح الخير للجميع فكان يجول يصنع خيراً فماذا قدم له العالم ؟ قدم له الصليب “فإن كان العالم يبضغكم فأعلموا أنه قد أبغضنى قبلكم” يو15: 18 “أذكروا الكلام الذى قلته لكم . ليس عبد أعظم من سيده إن كانوا قد إضطهدونى فسيضطهدونكم وإن كانوا قد حفظوا كلامى فسيحفظون كلامكم . لكنهم إنما يفعلون بكم هذا كله من أجل أسمى” يو15: 20- 21. كتب أحد المؤرخين عن شهداء العصر الرومانى فقال أنهم كانوا مواطنين صالحين يخدمون الأمبراطورية بإخلاص ويتحلون بالفضائل مثل المحبة والأمانة والود ولكنهم إضطهدوا فقط لأجل الأسم أى لأجل أسم المسيح. لم يكن هناك خطأ من جانبهم يستحق العقاب ولكن خطيتهم أمام العالم أنهم مسيحيون . أليس هذا ما نسمعه اليوم عندما يتكلم شخص عن أنسان مسيحى يمتدح فيه صفات عديدة ثم يستدرك قائلاً “ولكن لا مؤاخذة مسيحى”.
لذا القديس بطرس يقول “فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو متداخلاً فى أمور غيره ولكن إن كان كمسيحى ، فلا يخجل بل يمجد الله من هذا القبيل” 1بط 4: 15- 19. لنفرح بأخوتنا الشهداء ولنفرح بحمل الصليب لأجل المسيح ولا نتعجب من بغضة العالم لنا فكما يقول القديس بولس “أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التى بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب ، بل كما أشتركتم فى الآم المسيح أفرحوا لكى تفرحوا فى إستعلان مجده أيضاً مبتهجين” 1بط 4: 12-13
الرب يهبنا الفرح والسلام الدائم ويعزى أسر الشهداء والمعترفين ويهب المعترفين الذين أصيبوا فى الأحداث الطائفية الشفاء العاجل والتام والرب يبارك فى عطاياكم السخية لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية ومساعدتها لأسر الشهداء والمعترفين.
الأنبا سرابيون
Off