أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا يوليو ٢٠٢٢
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
نحتفل يوم الثلاثاء ١٢ يوليو بعيد الرسل وهو تذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس. الآباء الرسل هم شهود العيان الذين عاشوا مع السيد المسيح وأوصاهم “فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام وإلى انتهاء الدهر” مت٢٨: ١٩- ٢٠.
بعد حلول الروح القدس انطلق الآباء الرسل ليكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. وجاءنا القديس مرقس الرسول يحمل بشارة الخلاص إلى بلادنا الحبيبة مصر وأسس كنيسة الإسكندرية التي انتشرت في العالم كله تحمل نور الإنجيل ونكون نوراً للعالم وملحاً للأرض. نحن ننظر إلى آباءنا الرسل كمعلمين لنا نستلهم من التقليد الرسولي دروساً تساعدنا في مواجهة التحديات التي نواجها.
في هذه الأيام يواجه العالم كله تحدي كبير هو الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تفاقمت بسبب وباء كورونا ثم أعقبه الحرب الروسية الأوكرانية. لا توجد دولة في العالم لا تعاني من آثار هذه الأزمة الاقتصادية. العالم شهد كثير من الحروب والمجاعات عبر تاريخه الطويل وأريد في هذه الرسالة أن نتعلم من آباءنا الرسل كيف واجهوا المجاعة التي حدثت في أيامهم.
يذكر سفر أعمال الرسل “وفي تلك الأيام انحدر أنبياء من أورشليم إلى أنطاكية وقام واحد منهم أسمه أغابوس أشار بالروح أن جوعاً عظيماً كان عتيداً أن يصير على جميع المسكونة – الذي صار أيضاً في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذ حسبما تيسر لكل منهم أن يرسل كل واحد شيئاً خدمة إلى الإخوة الساكنين في اليهودية. ففعلوا ذلك مرسلين إلى المشايخ بيد برنابا وشاول” أع١١: ٢٧- ٣٠.
كلوديوس قيصر تولي الملك عام ٤١ وأستمر حكمه فترة ١٤ سنة لأنه مات وعمره ٥٤ سنة وحدثت أثناء حكمه مجاعات كثيرة منها التي أشار إليها سفر الأعمال. عانى المؤمنون في اليهودية من المجاعة بالإضافة إلى الاضطهاد الشديد من اليهود خاصة بعد استشهاد القديس إستفانوس كما ذكر سفر الأعمال “وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم علي الكنيسة في أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ماعدا الرسل” أع٨: ١. لقد رتب الآباء الرسل خدمة المحتاجين التي أسماها القديس بولس “الجمع لأجل القديسين” ١كو١٦.
لقد وضع القديس بولس نظاماً لهذه الخدمة ذكرها في رسالته إلى أهل كرونثوس “أما من جهة الجمع لأجل القديسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا أفعلوا أنتم أيضاً. في كل أول أسبوع ليضع كل واحد منكم عنده خازناً ما تيسر حتى إذا جئت لا يكون جمع حينئذ. ومتي حضرت فالذين تستحسنوهم أرسلهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم. وإن كان يستحق أن أذهب أنا أيضاً فسيذهبون معي” ١كو١٦: ١- ٤.
في رسالته إلى أهل رومية يقول القديس بولس “ولكن الآن أنا ذاهب إلى أورشليم لأخدم القديسين لأن أهل مكدونية وأخائية استحسنوا أن يصنعوا توزيعاً لفقراء القديسين الذين في أورشليم. استحسنوا ذلك وإنهم لهم مديونون! لأنه إن كان الأمم قد اشتركوا في روحياتهم يجب عليهم أن يخدموهم في الجسديات أيضاً” روميه١٥: ٢٥– ٢٧.
نتعلم من الآباء الرسل أن نهتم بعضنا ببعض فنحن أعضاء في الجسد الواحد أي في جسد المسيح “بل تهتم الأعضاء اهتماما واحداً بعضها لبعض. فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه. وإن كان عضو واحد يكرم فجميع الأعضاء تفرح معه. وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً” ١كو١٢: ٢٥- ٢٧.
الآباء الرسل يدعون كل واحد منا أن يهتم بالآخر لكي نحقق ما حققه الآباء الرسل “ولم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله له، بل كان عندهم كل شيء مشتركاً” أع٤: ٣٢ “إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج” أع٤: ٣٤-٣٥
كنيسة الرسل لم تكن كنيسة غنية مالياً ولكنها كانت غنية في المحبة وكان المال يوضع عند أرجل الرسل أي كان المال خادماً وليس سيداً.
ليهبنا الله أن نساعد بعضنا بعضاً حتى نجتاز هذه الأزمة بسلام وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off