أحبائي محبي عمل الخير يونية ٢٠٢٢
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
نحتفل يوم الأحد ١٢ يونية بعيد حلول الروح القدس ثم نبدأ صوم الرسل. أتمنى لكم جميعاً عيداً مباركاً راجياً أن يهبنا الله جميعاً ثمر الروح القدس في حياتنا لنحيا حياة القداسة سالكين في الروح “أسلكوا في الروح فلا تكملوا شهوة الجسد” غلا٥: ١٦.
الروح القدس الذي نلناه بعد المعمودية في سر الميرون المقدس يقودنا في حياة القداسة ويجعلنا نعيش بالروح القدس الساكن فينا “إن كنا نعيش بالروح فلنسلك أيضاً بحسب الروح ولا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضاً” غلا٥: ٢٥- ٢٦. يذكرنا القديس بولس الرسول “وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول آناه لطف صلاح إيمان وداعة تعفف” غلا٥: ٢٢.
المحبة الأخوية هي علامة حياة القداسة:
حياة القداسة هي السلوك في النور وحياة الخطية هي السلوك في الظلمة. القديس يوحنا الحبيب يكتب لنا عن الوصية القديمة الجديدة وصية المحبة فيقول “أيها الأخوة لست أكتب إليكم وصية جديدة، بل وصية قديمة كانت عندكم منذ البدء. الوصية القديمة هي الكلمة التي سمعتموها من البدء، أيضاً وصية جديدة أكتب إليكم، ما هو حق فيه وفيكم، أن الظلمة قد مضت، والنور الحقيقي الآن يضئ. من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه، فهو إلى الآن في الظلمة. من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة. وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة يسلك، ولا يعلم أين يمضي، لأن الظلمة أعمت عينيه” ١يو٢: ٧- ١١.
القديس يوحنا الحبيب يعلمنا أن محبة الأخوة هي انتقال من الموت إلى الحياة “نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة. من لا يحب أخاه يبق في الموت. كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه” ١يو٣: ١٤- ١٥.
من أين نتعلم المحبة الحقيقية؟
قديماَ كانت وصية المحبة أن تحب قريبك وتبغض عدوك. السيد المسيح واضع ناموس الافضال ورب الشريعة ومكملها نقل الوصية القديمة إلي كمال وصية المحبة في العظة على الجبل بقوله “سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات” مت٥: ٤٣- ٤٥. السيد المسيح أعطي لنا المثال أن يبذل حياته لأجلنا ونحن بعد خطاه وفي عداوة مع الله “لكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا” رو٥: ٨.
القديس يوحنا الحبيب يدعونا أن نتمثل بمحبة المسيح لنا “بهذا قد عرفنا المحبة، أن ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة” ١يو٣: ١٦.
كيف نضع نفوسنا لأجل الأخوة؟
القديس يوحنا الحبيب يجيب على هذا السؤال بقوله “وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه؟ يا أولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق” ١يو٣: ١٧- ١٨.
طابيثا كمثال عملي للمحبة بالعمل والحق:
يقدم لنا سفر أعمال الرسل قديسة عظيمة شهد الكتاب المقدس لقداستها “وكان في يافا تلميذة أسمها طابيثا، الذي ترجمته غزالة. هذه كانت ممتلئة أعمالاً صالحة واحسانات كانت تعملها” أع٩: ٣٦. لم تكن طابيثا فقط تعمل أعمالاً بل كانت ممتلئة أعمالاً صالحة. عندما ماتت وجاء القديس بطرس إليها في يافا وصعد إلى العلية حيث كانت طابيثا راقدة “فوقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثياباً مما كانت تعمل غزالة وهي معهن” أع٩: ٣٩. أقامها القديس بطرس من الموت.
وكما كانت طابيثا شاهدة للمسيح بأعمالها الصالحة شهدت له في موتها وقيامتها وكانت سبب لإيمان كثيرين “فصار ذلك معلوماً في يافا كلها فامن كثيرون بالرب” أع٩: ٤٢.
المحبة الصادقة العملية هي أقوي وسيلة للكرازة المؤثرة والمثمرة.
ليهبنا إلهنا الصالح أن نتمثل بالقديسة طابيثا التي كانت ممتلئة أعمالاً صالحة لنشهد لمحبته لنا ونحب بعضنا بعضاً محبة حقيقية صادقة وعملية. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off