أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا يونية ٢٠٢٤
اخرستوس آنستي آليسوس آنستي
المسيح قام حقاً قام
يسعدني أن أتمنى لكم فترة خماسين مباركة مبهجة نحتفل فيها يوميا بقيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. ويوم الأحد ٢٣ يونية هذا العام نحتفل بعيد حلول الروح القدس لينتقل احتفالنا بالقيامة إلى يوم الأحد وخاصة أن كنيستنا رتبت أن يكون انجيل باكر الاحد دائماً عن القيامة حتى بداية شهر كيهك. كما أن صلاة باكر بالأجبية التي بها نبدأ اليوم تذكرنا أيضاً بالقيامة المجيدة.
أود في هذه الرسالة أن أتأمل معكم في بعض جوانب القيامة المجيدة.
١-القيامة فرح: نحن نحتفل بالقيامة بالطقس الفرايحي طوال فترة الخماسين حتى في الجنازات. الهنا ومخلصنا يسوع المسيح أعلن بقيامته الانتصار على الموت وأنعم علينا بالتحرر من عبودية الموت والخطية والفساد ووهب لنا الحياة الأبدية. فكما نسبح في لحن القيامة “بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية”. كما أن أحداث الكنيسة تظهر لنا كيف تحول حزن وخوف التلاميذ وهم في العلية والأبواب مغلقة، إلى فرح عظيم عندما ظهر لهم الرب يسوع “جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم “سلام لكم” ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب” يو٢٠: ١٩- ٢٠. تلميذي عمواس كانا في حزن شديد ولكن عندما التقي بهما الرب يسوع وعرفاه عند كسر الخبز تحول حزنهما إلي فرح وعادا إلى أورشليم ليخبرا التلاميذ. أيضاً مريم المجدلية كانت عند القبر تبكي معتقدة أن جسد الرب قد سُرِق ولكن عندما قال لها “يا مريم” وعرفته عادت بفرح تخبر التلاميذ.
٢-القيامة إيمان: التلاميذ لم يصدقوا القيامة. فالقديس لوقا يصف لنا بالتفصيل الظهور الأول للمسيح لتلاميذه بعد القيامة “وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم “سلام لكم” فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً. فقال لهم “ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم؟ أنظروا يديِّ ورجليَّ أنى أنا هو! جسوني وأنظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي” وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبين قال لهم “أعندكم ههنا طعاما؟ فناولوه جزء من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل فأخذ وأكل قدامهم” لو٢٤: ٣٦- ٤٣.
توما الرسول لم يكن معهم لذلك طلب أن ينال ما ناله التلاميذ ليتأكد من القيامة لذلك قال لأخوته “إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن” يو٢٠: ٢٥. لذا ظهر الرب يسوع مرة أخري للتلاميذ بعد ثمانية أيام وتوما معهم وقال لتوما “هات أصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. فأجاب توما وقال له ربي وإلهي. قال له يسوع “لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبي للذين آمنوا ولم يروا” يو٢٠: ٢٧- ٢٩. لقد قدم الرب يسوع لتلاميذه الدليل المادي لقيامته لأنهم سوف يصيرون شهوداً للقيامة وسوف يواجهون اضطهادا شديداً بسبب شهادتهم لقيامة المسيح. أما نحن فلنا الطوبى أن نؤمن دون الحاجة أن نري. الإيمان بالقيامة هو حجر الزاوية للإيمان المسيحي.
٣-القيامة تعزية: الكنيسة تعزي أبنائها في انتقال احبائهم بالقيامة سواء في طقس الجنازة أو الثالث أو تذكار الأربعين وتعتمد الكنيسة في ذلك على الاصحاح الخامس عشر من رسالة القديس بولس الرسول الأولي إلى أهل كورنثوس والذي نسميه اصحاح القيامة. وأيضاً ما أرسله لتعزية أهل تسالونيكي في رسالته الأولي “ثم لا أريد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين، لكيلا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله أيضاً معه” تس١ ٤:١٣- ١ .
٤-القيامة تطلع إلي السماء: القديس بولس أرسل إلي أهل كو “فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. أهتموا بما فوق لا بما على الأرض” كو٣: ١- ٢.
القيامة تجعلنا نفكر في السماء ونكنز لنا كنوزاً في السماء بمساعدة أخوتنا المحتاجين المتألمين فيكون لنا نصيب مع الذين عن يمين الرب في يوم الدينونة ونرث معهم ملكوت السماوات.
وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off