أحبائى محبى عمل الخير مارس 2016
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدنى أن أهنئكم ببدء الصوم الكبير. وفترة الصوم الكبير هى فترة روحية خاصة سماها آباء الكنيسة بربيع الحياة الروحية. والصوم مرتبط بعمل الصدقة والرحمة على المساكين. سفر اشعياء يصف لنا الصوم المقبول أمام الله بالآتى “أليس هذا صوماً أختاره: حل قيود الشر. فك عُقِد النير وإطلاق المسجونين أحرار وقطع كل نير. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك؟ إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك” أشعيا 58: 6- 7. الصوم المقبول هو صوم ممزوج بعمل الرحمة وعمل الرحمة يشمل أمور كثيرة كما يذكرها لنا اشعياء النبى :
1-الدفاع عن المظلومين وإنصافهم: الظلم عمل شر والمظالم دخلت إلى حياة الأنسان بعد أن فسدت طبيعته فصارالأنسان يظلم أخيه الأنسان. الأنسان المظلوم مقيد بقيود الشر وعليه نير يحمله نتيجة الظلم الواقع عليه وكثير من المظلومين تسحقهم قيود الشر ونير الظلم لذلك أبناء الله عليهم أن يدافعوا عن المظلومين ولا يظلموا أحد ولكى يكون صومهم مقبول أمام الله عليهم حل قيود الشر وفك عُقَد النير وإطلاق المسجونين أحرار وقطع كل نير.
أننا نرى مظالم كثيرة فى العالم اليوم ويحتاج المظلومين إلى من يدافع عنهم ويرفع صوتهم عالياً ويقف أمام الظالمين الطغاة لقد دافع السيد المسيح عن المظلومين وإهتم بالفئات المهملة من الشعب ووقف أمام الظالمين ووبخ ظلمهم. كذلك القديس يوحنا المعمدان دعا إلى توبة مثمرة وقال للعشارين “لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم” لو3: 14 وقال للجنود “لا تظلموا أحداً، ولا تشوا بأحد وأكتفوا بعلائفكم” لو3: 14
كما يوجد خطاباً شخصية يوجد خطاباً مجتمعية فالمجتمع الظالم الذى لا يحقق العدالة الأجتماعية لأبناء الشعب يظلم ويطحن الفقراء الذين يولودون فقراء ولا يسمح لهم المجتمع الظالم بالخروج من دائرة الفقر لذ وُجِد المصلحون الذين نادوا بالعدالة الأجتماعية وتذويب الفوارق بين الطبقات وتحقيق تكافؤ الفرص أمام جميع أفراد الشعب. كما يوجد المجتمع الذى يظلم فئات معينة بسبب الدين أو الجنس فلا يحقق العدالة الأجتماعية.
السيد المسيح وضع مبدأ المسئولية الأجتماعية نحو الآخرين خاصة فى مثل الغنى ولعازر. فالغنى لم يهتم بليعازر الفقير المريض وصار عدم إهتمامه هو نوع من الظلم نحو هذا الفقير المريض. الفقراء والمحتاجين لا يكفيهم المساعدة العاجلة ولكن يحتاجون لتحقيق العدل ورفع المظالم عنهم. لذلك فان فترة الصوم هى فترة نشاط للدفاع عن المظلومين والمطالبة بحقوق المطحونين والمضطهدين.
2-الصوم فترة لعمل الرحمة : “أن تكسر للجائع خبزك” وفترة لإضافة الغرباء “أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك” وفى عصرنا هذا نجد مشكلة اللاجئين الذين يهربون من بلادهم بسبب الإضطهاد والحروب وقد تقبلهم بعض البلاد وترفضهم بلاد إخرى ونحن نشاهد كثير من العائلات تترك بلادنا مصر وتأتى تطلب مستقبل أفضل فعلينا أن نهتم إهتماماً خاصاً بالقادمين الجدد ونفتح لهم قلوبنا وبيوتنا وكنائسنا. ونتذكر وصية الكتاب المقدس “لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف اناس ملائكة وهم لا يدرون” عب13: 2. لذلك فأننى أدعوكم جميعاً فى فترة الصوم المبارك أن نهتم إهتماماً خاصاً بأخوتنا القادمين الجدد فنساعدهم فى بدء حياتهم الجديدة ونشجعهم أن يثابروا ويجاهدوا حتى تستقر أمورهم فى المجتمع الجديد. كثيرون يأتون يبحثون عن فرص عمل أو سكن مناسب ومدارس مناسبة لأبنائهم فعلينا أن لا نبخل عليهم بخبرتنا وإمكانياتنا ولتكن فترة الصوم فترة لعمل الخير ونشعر جميعاً أننا أعضاء فى الجسد الواحد “فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه” 1كو12: 26 “مشتركين فى إحتياجات القديسيين عاكفين على إضافة الغرباء” رو12: 13 وليبارك الله فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off