أحبائى محبى عمل الخير مارس 2018
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
أتمنى لكم جميعاً فترة صوم مبارك مقبول ومثمر بنعمة إلهنا الصالح الذى صام عنا أربعين يوماً وأربعين ليلة . فى فترة الصوم المقدس وبالتحديد فى الأحد الخامس من الصوم تقدم لنا الكنيسة قصة شفاء مريض بيت حسدا المذكورة فى الأصحاح الخامس من أنجيل معلمنا يوحنا . فى هذه القصة نجد شخص مريض بالشلل لا يقدر على المشى وله فى هذا المرض ثمان وثلاثين سنة . كان موجوداً فى الهيكل عند بركة بيت حسدا التى كان لها قوة شفاء إلهية لذا تجمع حولها كثير من المرضى عمى وعرج وعسم آملين الشفاء من هذه البركة الذى قال الكتاب المقدس عن قوتها للشفاء “لأن ملاكاً كان ينزل أحياناً فى البركة ويحرك الماء فمن نزل أولاً بعد تحريك الماء كان يبرأ من أى مرض أعتراه” يو5: 4 المريض المشلول كان يعجز أن ينافس مع باقى المرضى فى النزول إلى الماء أولاً لذا ظل هذا المريض مريضاً لمدة 38 سنة بدون فائدة من حضوره وتواجده بجوار البركه . مشكلة هذا المريض لم تكن مرضه فقط ولكن بالأكثر تخلى الناس عنه . ولقد عبر بمرارة قلب عن هذه المشكلة فى إجابته عندما سأله السيد المسيح “أتريد أن تبرأ” أجابه المريض يا سيد ليس لى أنسان يلقينى فى البركة متى تحرك الماء بل بينما أنا آت ينزل قدامى آخر” يو5: 6، 7 .
السيد المسيح فى محبته أهتم بهذا المريض الذى لم يكن له أحد يذكره وقال له “قم أحمل سريرك وأمشى فحالاً برئ الأنسان وحمل سريره ومشى” يو5: 8، 9 . لنقارن قصة هذا المفلوج بمفلوج آخر شفاه السيد المسيح وذكر قصته القديس مرقس فى الأصحاح الثانى من أنجيله . هذا المفلوج الذى شفاه السيد المسيح فى كفرناحوم كان له من يذكره ويهتم به . فقد حمله أربعة رجال أجتهدوا أن يصلوا به للسيد المسيح الذى كان فى بيت أجتمع فيه عدد كبير من الناس حتى لم يعد البيت يسع ولا ما حول الباب” مرقس 2: 7 . هؤلاء الرجال الأربعة لم يمنعهم هذا الزحام من التفكير فى وسيلة أخرى للوصول للسيد المسيح فيقول الكتاب المقدس “وإذ لم يقدروا أن يقتربوا إليه بسبب الجمع ، كشفوا السقف حيث كان . وبعد ما نقبوه دلوا السرير الذى كان المفلوج مضطجعاً عليه . فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج “يا بنى مغفورة لك خطاياك” مر2: 3- 5 ولقد أكد السيد المسيح سلطانه بمغفرة الخطايا بشفائه للمفلوج إذ قال “ولكن لكى تعلموا أن لأبن الأنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج “لك أقول قم وأحمل سريرك وأذهب إلى بيتك” فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين “ما رأينا مثل هذا قط” مر12: 10- 12 .
هناك محتاجون يهتم بهم محبي الخير ويسعون لسد احتياجاتهم وهناك محتاجون لا يهتم بهم أحد وليس لهم أحد يذكرهم . السيد المسيح أهتم بالجميع بالمفلوج الذى حمله الأربعة بإيمان قوى و شفاه والمفلوج الذى لم يهتم به أحد أهتم هو به وذهب إليه وشفاه أيضاً . السيد المسيح يعلمنا أن نهتم بالكل ونعمل الخير للجميع . الله جعل فى نفوس الكثيرين حب الخير مثل هؤلاء الأربعة الذين لأجل إيمانهم شفى الله المريض. لكن هناك محتاجون لا يعلم بهم أحد لوجودهم فى أماكن بعيده أو لأنهم من الأسر المستورة التى لا تريد أن يعرف الناس عن إحتياجاتهم . كما توجد فئات مهملة أما لتعقد مشاكلهم فلم يجد أحد القوة أو الرغبة فى الدخول فى مثل هذه الأمور المعقدة أو لطول المدة فأحياناً الناس تتحمس للمساعدة ولكن مع طول المدة يقل الحماس وتفتر الرغبة فى المساعدة . فمثلاً فى حالات الإستشهاد نجد حماس شديد من الناس فى البداية لمساعدة أسر الشهداء ولكن مع كثرة الحوادث يفتر الحماس ونجد حالياً أسر للشهداء محتاجين ولا يشعر أحد باحتياجاتهم أو يشعر البعض ولكن لا يوجد الحماس للمساعدة لكثرة الحالات وطول المدة . فاسر الشهداء تجتاج لرعاية مستمرة .
الرب يهبنا أن نتعلم أن نهتم بكل أحد خاصة المنسيين والمهملين والذين ليس لهم أحد يذكرهم . الرب يبارك فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off