أحبائي محبي عمل الخير مايو٢٠٢٠
اخرستوس آنستي آليسوس آنستي
المسيح قام حقاً قام
نبتهج وتتهلل قلوبنا بالاحتفال بعيد قيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح طوال فترة الخماسين المقدسة
قيامة المسيح انتصار على الموت “بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية”
قيامة المسيح انتصار على الخطية. فالمسيح تألم ومات على الصليب وقام “ليبطل الخطية بذبيحة نفسه” عب٩: ٢٦
قيامة المسيح انتصار على العداوة ومصالحة للإنسان مع الله “أي أن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم” ٢كو٥: ١٩
قيامة المسيح انتصار على الأشياء العتيقة وبداية حياة جديدة “إذا كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت، هو ذا الكل قد صار جديداً” ٢كو٥: ١٧
أحبائي
أتي احتفالنا بعيد القيامة هذا العام في ظروف مختلفة وبطريقة مختلفة عن كل عام. يأتي نحتفل والعالم كله يعاني من انتشار وباء الفيروس كوفيد ١٩ المعروف بفيروس كورونا وما سببه من خسائر في الأرواح بالآلاف في العالم كله مع تأثيرات اقتصادية وصحية واجتماعية عديدة وما تبعه من قواعد مشددة للوقاية من الإصابة ومنع انتشاره ومنها منع التجمعات. هذا أدي إلى أننا نحتفل بعيد القيامة هذا العام بطريقة مختلفة. نحتفل ونفرح بقيامة مخلصنا ونحن في بيوتنا وليس في كنائسنا كما أعتدنا كل عام.
لذا دعنا نتذكر تلاميذ المسيح الأطهار وكيف وأين فرحوا بقيامة المسيح؟
لقد أخبر المسيح تلاميذه عن صلبه وقيامته وطلب منهم أن يذهبوا إلى الجليل ليلتقي بهم بعد القيامة، فقبيل صلبه فكما يذكر القديس متي “حينئذ قال لهم يسوع: “كلكم تشكون فيَّ في هذه الليلة لأنه مكتوب: أني أضرب الراعي فتتبد خراف الرعية. ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل” مت٢٦: ٣١- ٣٢. وبعد القيامة عندما التقي المسيح بمريم المجدلية ومريم الأخرى فقال لهما يسوع “لا تخافا أذهبا قولا لأخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني” مت٢٨: ١٠. في البداية لم يذهب التلاميذ إلى الجليل بل كما يذكر القديس لوقا أن تلميذي عمواس بعد أن التقيا بالمسيح “فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووجدا الأحد عشر مجتمعين” لو٢٤: ٣٣. وقد كشف القديس يوحنا سبب عدم ذهابهم إلى الجليل “ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود” يو٢٠: ١٩. التلاميذ لم يستطيعوا أن يذهبوا للقاء المسيح القائم من الأموات في الجليل ولكنهم بقوا في العلية في أورشليم والأبواب مغلقة بسبب الخوف. فماذا فعل مسيحنا المحب؟ “جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم “سلام لكم” ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب” يو٢٠: ١٩- ٢٠.
نحن هذا العام غير قادرين أن نذهب للكنيسة لنلتقي مسيحنا الحي القائم من الأموات ونفرح معه ومعاً بقيامته المجيدة لسبب الخوف من انتشار هذا الوباء.
لكننا بإيمان ويقين نثق أن المسيح المحب يأتي إلينا في بيوتنا ليقول لكل أسرة مجتمعة معاً “سلام لكم” ويظهر لنا قوة قيامته المجيدة فنفرح جميعاً إذ نري الرب القوي الجبار القادر على كل شيء معنا في كل حين وفي كل مكان. وكما ظهر للتلاميذ في أماكن متعددة لمدة أربعين يوماً يهبنا أن نحتفل بقيامته المقدسة طوال الخماسين المقدسة في كنائسنا وبيوتنا وفي كل مكان.
أحبائي
قيامة المسيح تهبنا رجاء أنه مهما طال الظلام فالنور سوف يشرق كما أشرق علينا بنور قيامته المجيدة. لنتذكر المرأة الشونمية وإيمانها القوي التي عندما سمح الله بموت أبنها وذهبت بإيمان إلى اليشع النبي وعندما سئلت “اسلام لك؟ اسلام لزوجك؟ اسلام للولد؟ فقالت سلام” ٢مل٤: ٢٦. قالت سلام للولد رغم أنه كان ميتاً وكانت نفسها مرة وحزينة ولكنها كانت تري ما لم يُرِي. كانت تري بعين الإيمان أبنها حياً كما قيل عن موسي النبي “بالإيمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لأنه تشدد وكأنه يري من لا يري” عب١١: ٢٧. لقد ذكر القديس بولس هذه المرأة ضمن ابطال الإيمان قائلاً “أخذت نساء أمواتهن بقيامة” عب١١: ٣٥.
ليهبنا مسيحنا الحي المحب بقوة قيامته المجيدة أن نتشدد في هذه الأيام لكي نري تلك الأحداث المؤلمة من خلال الله فنفرح لأننا نري يده الحانية وهي تحول الشر إلي خير والحزن إلي فرح والمرض إلى شفاء والموت إلي حياة.
نصلي لأجل سلام العالم ولأجل سلامة كل واحد منكم وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية
الأنبا سرابيون
Off