احبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا مايو ٢٠٢٥
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه وفرح خاصة في فترة الخماسين المقدسة التي تمتد من عيد القيامة الذي احتفلنا به هذا العام يوم الأحد ٢٠ ابريل وحتى عيد حلول الروح القدس الذي سوف نحتفل به يوم الأحد ٨ يونية.
شهر مايو يقع بالكامل في فترة الخماسين المقدسة لذلك أود أن أكتب لكم في رسالة هذا الشهر عن أمرين هامين أتمنى أن نختبرهما في فترة الخماسين المقدسة في شهر مايو وهما:
١-فرح القيامة: يمتاز طقس الكنيسة في فترة الخماسين أن جميع صلوات الكنيسة حتى الجنازات تُصِلي بالطقس الفرايحي. حتى نتمتع بفرح القيامة من خلال طقس الكنيسة سواء بالألحان أو القراءات.
قيامة المسيح حولت حزن التلاميذ إلي فرح. كما يذكر لنا أنجيل يوحنا “ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب” يو٢٠: ١٩- ٢٠. تلميذي عمواس كانا يسيران وهما عابسين وفي حالة من اليأس حيث قالا عن الرب “ونحن كنا نرجو أنه المزمع أن يفدي إسرائيل ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك” لو٢٤: ٢١. لكن عندما عرفا الرب القائم من الأموات عند كسر الخبز تحول حزنهما إلي فرح وذهبا وأخبرا التلاميذ.
قيامة المسيح أعطت فرح لأنها أعطت رجاء، اليأس يسبب الخوف أما الرجاء فيسبب الفرح. لقد أدرك التلاميذ أن قيامة المسيح من الأموات هي انتصار على الموت وأنها فتحت باب الرجاء أمام البشرية – التي كانت تحت سلطان الموت والخطية والفساد -أن نحيا حياة البر والقداسة لننال الحياة الأبدية. كتب القديس بولس إلي أهل كورنثوس عن رجاؤنا في قيامة المسيح “لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيُحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه” ١كو١٥: ٢٢- ٢٣.
فرح القيامة يهبنا قوة في جهادنا الروحي لأننا نفرح بقيامة المسيح لأنه قام وأقامنا معه، أي وهبنا بقيامته القيامة من الأموات كما يقول القديس بولس “إن كان الأموات لا يقومون فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت!” ١كو١٥: ٣٢. إيماننا بالقيامة يجعلنا نجاهد في حياتنا الروحية حتى يكون لنا نصيب في الحياة الأبدية. الذين لا يؤمنون بالقيامة لا يجاهدون في حياتهم الروحية لأنهم يعتقدون أن حياتهم تنتهي بموتهم. عندما ينتقل أحد الأحباء ما الذي يعزينا ويهبنا سلامنا إلا إيماننا بالقيامة. إن المسيح حقاً صار باكورة الراقدين. الكنيسة دائماً تعزي أبنائها في انتقال أحبائهم بأن تدعوهم أن يتذكروا قيامة المسيح التي أعطتنا الرجاء بقيامة الأموات.
٢-التطلع نحو السمائيات: كتب القديس بولس إلي أهل كولوسي “فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح” كو٣: ١-٣.
تذكرنا الكنيسة في فترة الخماسين أن نتطلع إلى السمائيات ففي الأحد الثالث حيث تقدم لنا قصة السامرية ولقائها مع المسيح الذي حولها من امرأة خاطئة إلى امرأة كارزه وكيف أن المسيح نقل تفكيرها من التفكير في الماء الأرضي إلي التفكير في الماء الحي “كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد” يو٤: ١٣-١٤.
ليعطينا الرب القائم من الأموات أن نفرح بقيامته وقيامتنا معه ونتطلع دائما إلى السمائيات فنهتم بأخوتنا المحتاجين فلا نكون كالغني الذي لم يهتم بلعازر ففقد حياته الأبدية.
وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off