أحبائي محبي عمل الخير نوفمبر ٢٠٢١
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدني أن أهنئكم ببدء صوم الميلاد الذي يبدأ يوم الخميس ٢٥ نوفمبر وينتهي باحتفالنا بعيد الميلاد المجيد يوم الجمعة ٧ يناير ٢٠٢٢. وفترة صوم الميلاد هي فترة استعداد لاستقبال مولود بيت لحم في قلوبنا لينير حياتنا ويقودنا في حياة القداسة والطهارة والبر.
وقد رتبت الكنيسة قراءات لآحاد صوم الميلاد وهي ستة آحاد. أربعة منها هي آحاد شهر كيهك وهي مرتبة من الإصحاح الأول من انجيل القديس لوقا البشير الأحد الأول من شهر كيهك عن البشارة بميلاد يوحنا المعمدان والأحد الثاني عن البشارة بميلاد المسيح والأحد الثالث عن زيارة العذراء أم النور لاليصابات وامتلاء يوحنا المعمدان من الروح القدس وهو جنين في بطن أمه والأحد الرابع عن ميلاد يوحنا المعمدان.
أما الأحد الأول من الصوم والأحد الثاني وهما يقعا في شهر هاتور فلهما قراءات خاصة. الأحد الأول من الصوم وهو الاحد الثالث من شهر هاتور عن شروط تبعية المسيح وهو موضوع تاملنا في هذه الرسالة. أما الأحد الثاني من الصوم وهو الأحد الرابع من شهر هاتور عن قصة الشاب الغني الذي لم يتبع المسيح بل مضي حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة (مر١٠: ١٧- ٣١).
لنتأمل معاً في انجيل الأحد الأول من صوم الميلاد وهو عن شروط التلمذة للمسيح (لو١٤: ٢٥- ٣٥).
وكانجموعكثيرةسائرينمعه،فالتفتوقاللهم(لو١٤: ٢٥).
أراد السيد المسيح أن يكشف للجموع أن السير معه في حد ذاته لا يكفي بل لابد أن يمتحن الإنسان نفسه لئلا يكون سعيه سعي باطل. كثيرون يدعون وقليلون ينتخبون. في مثل الملك الذي صنع عرس لأبنه أوضح السيد المسيح أن الدعوة لا تكفي فالبعض رفض الدعوة وآخرون قبلوا الدعوة وحضروا ولكن البعض لم يكن لابسا لباس العرس فطردوا خارجا. لذا ختم السيد المسيح المثل بقوله “لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون” مت٢٢: ١٤. وفي مثل رب البيت الذي خرج ليستأجر فعله لكرمه ختم السيد المسيح المثل بقوله “هكذا يكون الآخرون أولين والأولون آخرين لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون” مت ٢٠: ١٦. وفي ختام الموعظة على الجبل قال الرب يسوع “ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب! أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط! أذهبوا عني يا فاعلي الإثم” مت٧: ٢١- ٢٣.
كيف يمكن لأشخاص علموا باسم المسيح وصنعوا آيات ومعجزات وأخرجوا شياطين باسم المسيح ولا يكون لهم نصيب في ملكوت السماوات بل يقول لهم الرب الديان في يوم الدينونة أني لم أعرفكم قط أذهبوا عني يا فاعلي الإثم؟!! إنه أمر عجيب ومخيف أيضاً ويدعونا أن نراجع أنفسنا.
القديس بولس يشرح لنا الأمر بقوله عن نفسه لكي يجعلنا نفحص أنفسنا. “إن كنت أتكلم بالسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن. وإن كانت لي نبؤه وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبه فلست شيئاً” ١كو١٣: ١- ٢.
الشرط الأساسي لتبعية المسيح هو المحبة:
١-محبة الله أولاً وكل محبة للآخرين تكون من خلال محبة الله “إنكانأحديأتيورائيولايبغضأباهوأمهوامرأتهوأولادهوأخوتهوأخواتهحتىنفسهفلايقدريكونليتلميذاً” لو١٤: ٢٦.
٢-حمله الصليب واحتماله كل الألآم لأجل المسيح الذي صُلِب عنا وتألم لأجل خلاصنا “ومنلايحملصليبهويأتيورائيفلايقدرأنيكونليتلميذاً” لو١٤: ٢٧.
٣-ترك كل ارتباط بالعالم للارتباط بالمسيح “فكذلككلواحدمنكملايتركجميعأموالهلايقدرأنيكونليتلميذاً” لو١٤: ٣٣.
٤-الذي يتبع المسيح دون محبه وبذل وتضحية يكون مثل الملح الذي فسد “الملح جيد ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح؟ لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجاً من له أذنان للسمع فليسمع” لو١٤: ٣٤-٣٥.
ليهبنا الله الآذان التي تسمع وتعمل فتكون محبتنا لله من عمق قلوبنا ونحمل الصليب ونتبعه فيكون لنا نصيب في الميراث الأبدي. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off