احبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا نوفمبر ٢٠٢٣
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدني أن أهنئكم جميعاً ببدء صوم الميلاد المجيد الذي يبدأ هذا العام يوم الأحد ٢٦ نوفمبر الموافق ١٦ هاتور. أتمنى لكم جميعاً صوماً مباركاً مثمراً ثماراً روحية تفرح قلب إلهنا الصالح الذي تجسد لأجل خلاصنا.
ويلاحظ لأن العام القبطي ١٧٤٠ سنة كبيسة لذلك فإن هناك فرق في التاريخ الميلادي المقابل للتاريخ القبطي. اعتدنا أن نحتفل بعيد الميلاد المجيد يوم ٢٩ كيهك الموافق ٧ يناير ولكن هذا العام يوم ٢٩ كيهك يوافق ٨ يناير لذلك رتبت الكنيسة أن نحتفل بعيد الميلاد يومي ٢٨، ٢٩ كيهك أي ٧، ٨ يناير.
وصوم الميلاد يبدأ ١٦ هاتور كالمعتاد ولكنه يوافق هذا العام يوم ٢٦ نوفمبر لذلك مدة صوم الميلاد هذا العام سوف تكون ٤٢ يوماً بدلاً من ٤٣ يوماً وهذا الأمر يتكرر كل أربعة سنوات أن نحتفل بعيد الميلاد في يومين يوم اساسي وهو ٢٩ كيهك ويوم إضافي هو ٢٨ كيهك ويقل صوم الميلاد يوماً واحداً. الرب يهبنا أن نصوم صوماً مثمراً فالمهم في الصوم أن يكون بالنسبة لكل واحد منا فترة للنمو الروحي وأن يكون هناك تغيير حقيقي في الحياة.
لقد رتبت الكنيسة قبل بدء صوم الميلاد أن تقدم لنا مثل الزارع والزرع والأرض في أحادين متتالين في شهر نوفمبر هما الأحد الأول من هاتور (١٢ نوفمبر) والأحد الثاني من هاتور (١٩نوفمبر). الكنيسة خصصت أوشيه خاصة للمياة وأهوية السماء وثمار الأرض تتغير حسب موسم الزراعة في مصر فمن ١٠ بابه إلى ١٠ طوبه (٢١أكتوبر- ١٩ يناير) نصلي لأجل الزروع والعشب ونبات الحقل. نصلي أن يبارك المسيح الزروع والعشب ونبات الحقل لتنمو وتكثر إلى أن تكمل بثمرة عظيمة.
مثل الزارع والزرع والأرض: الأحد الأول من هاتور الذي يوافق ١٢ نوفمبر انجيل القداس من انجيل لو٨: ٤- ١٥ والأحد الثاني من شهر هاتور الموافق ١٩ نوفمبر انجيل القداس من انجيل متي ١٣: ١- ٩. هذا المثل الذي قدمه الرب يسوع المسيح يذكر أن الزارع خرج ليزرع فسقط البعض على الطريق وسقط آخر على أرض محجرة وآخر على أرض بها شوك وآخر على الأرض الجيدة.
لقد فسر السيد المسيح المثل بقوله “الزرع هو كلام الله والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي أبليس وينزع الكلمة من قلوبهم لئلا يؤمنوا فيخلصوا والذين على الصخر هم الذين متي سمعوا يقبلون الكلمة بفرح وهؤلاء ليس لهم أصل فيؤمنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدون والذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولذاتها ولا ينتجون ثمراً. والذي في الأرض الجيدة هم الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد وصالح ويثمرون بالصبر” لو٨: ١١- ١٥.
نلاحظ في هذا المثل:
١-إن الأرض الجيدة هي الأرض المثمرة وليست فقط التي ينبت فيها الزرع فالأرض المحجرة والأرض التي بها شوك أنبتت ولكن لم تثمر. الأرض المحجرة لم تثمر لأن النبات لم يكن له أصل فجف مثل الذين يؤمنون ولكن لأنهم لم يدخلوا إلى عمق الإيمان فلا يصمدون أمام التجارب فيرتدون. الشوك خنق النبات كما أن هموم الحياة وغناها ولذاتها تمنع الإنسان المنشغل بها أن يكون مثمراً.
٢-المؤمن لكي يكون مثمراً يحتاج أن يحفظ الكلمة داخله أن يدخل إلى أعماق نفسه ولا يكون إيمانه إيمان انفعالي خارجي. ويحتاج أن يكون داخله جيد وصالح لأن نقاوة القلب تجعل الإنسان مثمراً فكما قال السيد المسيح “الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر. فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه (لو٦: ٤٥).
المؤمن لكي يكون مثمراً يحتاج أيضاً إلى الصبر فالحياة الروحية تحتاج إلي جهاد ومثابرة “الذي يصبر إلى المنتهي فهذا يخلص” مت٢٤: ١٣.
ليهبنا الله أن يكون صومنا صوماً مثمراً بالأعمال الصالحة وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off