أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا نوفمبر ٢٠٢٤
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
يسعدني أن أهنئكم جميعاً ببدء صوم الميلاد الذي يبدأ هذا العام يوم الاثنين ٢٥ نوفمبر متمنياً لكم صوماً مباركاً مقبولاً.
في سفر اشعياء حدد الرب مواصفات الصوم المقبول وذلك رداً عن تساؤل الشعب “لماذا صمنا ولم تنظر، ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟” اشعياء ٥٨: ٣ اجابهم الرب “أما انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر. لستم تصوم كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء” اشعياء ٥٨: ٤.
الصوم له جانبه النسكي من امتناع عن الطعام والمطانيات ولبس المسوح وهو جانب هام ولكنه لا يكفي ليكون الصوم مقبولا. فالصوم المقبول يصاحب الجانب النسكي عمل الخير والتوبة وتغير سلوك الإنسان نحو الله ونحو الآخرين. وقد أوضح الله ذلك للشعب “أمثل هذا يكون صوم اختاره؟ يوما يذلل الإنسان فيه نفسه، يحني كالأسلة رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً. هل تسمي هذا صوماً ويوما مقبولاً للرب؟ ” الإجابة لا ليس لأن التذلل أمام الله خطأ أهل نينوي تذللوا أمام الله بعد ما سمعوا مناداة يونان بهلاك المدينة “فآمن أهل نينوي بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم إلى صغيريهم وبلغ الأمر ملك نينوي فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطي بمسح وجلس على الرماد. ونودي في نينوي عن أمر الملك وعظمائه: “لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئاً. لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلي الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك” يونان٣: ٥-٩.
نلاحظ أن صوم أهل نينوي شمل جانبين: الجانب النسكي وهو الصوم ولبس المسوح والجلوس على الرماد والجانب السلوكي وهو التوبة والرجوع عن طرقهم الرديئة ورفع الظلم. لذلك قبل الله صومهم لأنه كان صوماً مصحوباً بتوبة وعمل الخير من رفع الظلم “فلما رأي الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله علي الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه” يونان ٣: ١٠.
الصوم المقبول هو الصوم الذي يشمل الجانب النسكي والجانب العملي السلوكي “اليس هذا صوماً اختاره: حل قيود الشر. فك عُقِد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير. اليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك؟ إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضي عن لحمك.” اشعياء ٥٨: ٦- ٧.
في يوم الدينونة يجلس الملك المسيح على كرسيه ليدين المسكونة بالعدل فيقول للذين عن يمينه “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريباً فآويتموني. عرياناً فكسوتموني. مريضاً فزرتموني. محبوساً فأتيتم إليَّ.” مت٢٥: ٣٤-٣٦.
عمل الخير ليس فقط يجعل صومنا مقبولاً بل يجعل حياتنا كلها مقبولة أمام الله في يوم الدينونة.
عمل الخير لا نقدمه للمحتاج بل نقدمه للمسيح الذي دعا المحتاجين أخوته الأصاغر.
عمل الخير له مجالات متعددة ذكر بعضها السيد المسيح مثل اطعام الجائع والاهتمام بالعطشان والعريان والقريب وزيارة المريض والمحبوس وإيواء القريب وهي أمثلة وليس حصر لفئات المحتاجين.
علينا أن نسعى لعمل الخير خاصة في فترة الصوم المبارك ليكون صومنا صوم مقبول.
١-الاهتمام بالجائع والعطشان والعريان يعني الاهتمام بالأسر المحتاجة التي لا تستطيع أن تغطي احتياجاتها الأساسية وتحتاج لمساعدة شهرية. يمكنك أن تساعد عدد من هذه الأسر من خلال برنامج تبني اسرة حيث تساهم بمبلغ شهري يخصص لأسرة معينة محتاجة نظراً لظروف خاصة مثل انتقال عائل الأسرة أو مرضه فلا تملك دخلاً شهرياً يغطي احتياجاتها الأساسية ويمكنك أن تتبني أسرة أو أكثر من الأسر المحتاجة في مصر. يساعد برنامج تبني أسرة الاف الأسر المحتاجة في مصر بفضل نعمة الله التي تعمل في قلوب مئات من المحبين الذين يتبنون هذه الأسر بدفع تبرعات شهرية منتظمة.
٢-الاهتمام بالمرضي. يمكنك أن تهتم بالمرضي من خلال زيارتهم. المريض يحتاج لمن يزوره ويسأل عنه والسيد المسيح قال “كنت مريضاً فزرتموني” حسناً أن يزور الإنسان المرضي من أقاربه ومعارفه وأحسن أن يزور الإنسان مرضي لا نرتبط بهم صلة قرابة جسدية ولكنه يزورهم ويهتم بهم لأنه يري المسيح في كل مريض فيزور المسيح.
كما أن المرضي يحتاجون لمساعدات سواء المرضي هنا في أمريكا أو المرضي في مصر كما تنظم خدمة الدياكونية خدمة المرضي مع الكنائس في داخل الإيبارشية.
٣-الاهتمام بالمساجين السيد المسيح قال “محبوساً فأتيتم إليَّ” السجين سواء ظالماً أو مظلوماً يحتاج لرعاية روحية ويحتاج لمن يزوره ويسأل عنه لذلك تنظم خدمة الدياكونية الاهتمام بالمساجين في السجون داخل منطقة الإيبارشية. أما في مصر فالكنيسة لها خدمة فعالة داخل السجون لذلك تهتم سانتا فيرينا بمساعدة أسر المسجونين.
إن مجالات عمل الخير كثيرة جداً ولذا عليك أيها القارئ الكريم أن تسعي لعمل الخير وتختار المجال الذي يناسبك ليكون لك المكافأة السمائية.
وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off