أحبائى محبى عمل الخير أكتوبر 2018
نعمه وسلام راجياً لكم خير و بركه
إلهنا الصالح محب البشر أعطانا وصايا لكي نحيا بها. الله أعطى آدم وصية أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر لكى يحميه من الموت فقد قال له “من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” تك2: 16- 17 فكما أن من علامة محبة الله لنا أنه أعطانا وصايا، فإن حفظنا للوصايا هى علامة محبتنا لله. فكما قال السيد المسيح “فإن كنتم تحبوننى فأحفظوا وصاياى” يو14: 15 واضاف قائلاً “الذي عنده وصاياى ويحفظها فهذا الذي يحبنى، والذي يحبنى يحبه أبى، وأنا أحبه، وأظهر له ذاتى” يو14: 21 حفظ الوصايا الألهية يجعل الأنسان يحيا حياة النقاوة والقداسة ونقاوة القلب تجعل الأنسان يعاين الله “طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعانون الله” مت5: 8 لذا وعد السيد المسيح الأنسان الذى يحفظ وصاياه أن يظهر له ذاته (يو14: 21).
+ حفظ الوصايا يتطلب حياة التدقيق. فالوصايا متكاملة ومترابطة فالأنسان مثلا ليحفظ وصية عدم الإدانة فإنه يحفظ وصية المحبة ومراجعة النفس وعدم الظن السئ بالآخرين وستر الخطايا وغيرها.
+ نحن لا نستطيع أن نحفظ الوصايا بقوتنا بل بعمل الروح القدس فينا لذا السيد المسيح فى حديثه مع تلاميذه عن حفظ الوصايا فى الأصحاح الرابع عشر من أنجيل القديس يوحنا تحدث أيضاً عن أرسال الروح القدس “إن كنتم تحبونى فأحفظوا وصاياى، وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد” يو14: 15- 16.
+ عندما نتهاون فى الأمور الصغيرة فأننا نقع فى الخطايا الكبيرة لذا يقول سفر نشيد الأناشيد “خذوا لنا الثعالب، الثعالب الصغار المفسدة للكروم” نش2: 15 البعض يتهاون فى أمور قد يعتبرها غير هامة مثلاً التدقيق فى الصوم الإنقطاعى أو التدقيق فى العطاء وخاصة الحد الأدنى وهو العشور أو فى تنفيذ ندر معين فى وقته وغيرها ويعتبر أن المهم هو قلب الأنسان ولكن الخبرة العملية فى الحياة الروحية تثبت أن معظم الخطايا الكبيرة تبدأ بتهاون فى أمر بسيط.
+ ولنأخذ عبرة من قصة سقوط داود النبي. داود كان ملكاً متزوجاً محباً لله نقى القلب، رجل صلاة حارب حروب الرب وأنتصر وهو قاهر جليات الجبار شهد الله لنقاوة قلبه. هذا الجبار العظيم زنى وقتل … كيف حدث هذا ولماذا حدث؟ نرجع إلى الأصحاح 11 من سفر صموئيل النبى الثانى الذي يذكر قصة سقوط الجبار العظيم داود لنتعلم ونتعظ.
خطية أو خطايا داود بدأت بتهاون قد يبدو بسيطاً. داود أرسل يواب وعبيده معه وجميع اسرائيل للحرب ضد أعداء الله أما هو فلم يخرج للحرب كما اعتاد أن يفعل ولكن مكث فى بيته. فماذا فعل داود وهو فى حالة إسترخاء وفراغ بينما الحرب قائمة، يقول سفر صموئيل الثانى “وكان فى وقت المساء أن داود قام عن سريره. وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جداً” صم11: 2. إسترخاء وتمشى على السطح ونظر وأشتهى فسقط فى الزنا ثم تخلص من زوج المرأة أوريا الحثى بقتله بيد الأعداء هذه الخطايا البشعة التى فعلها ملك نقى مثل داود سببها عدم التدقيق ثعالب صغيرة أفسدت كرم داود العظيم.
+ لذا يا أحبائى علينا أن نكون حريصين على حفظ الوصايا ونبدأ بالتخلص من الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم. فالزنا يبدأ بشهوة والقتل يبدأ بغضب فإن لم يعالج الأنسان شهوة القلب أو الشهوة من داخله فلن يستطيع أن يضبط نفسه من الزنا. وإن لم يعالج الأنسان مشاعر الغصب والكراهية فى داخل القلب فقد يسقط فى القتل سواء العقلى أو المعنوى أى بالتشهير بالشخص الذي يكره.
السيد المسيح في الموعظة على الجبل أهتم أن يعالج أسباب الخطية فحذر من النظرة الشهوانية والغضب الداخلي وأوصى بنقاوة القلب.
ليهبنا الله حياة التدقيق فى حفظ الوصايا وليبعد عنا الثعالب الصغير المفسدة للكروم وليبارك فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off