أحبائي محبي عمل الخير أكتوبر ٢٠٢٢
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
نحتفل يوم الأربعاء ٥ أكتوبر بعيد استشهاد القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية. الكتيبة الطيبية كانت من مدينة طيبة (الأقصر) بمصر وكانت مكونة من ٦٦٠٠ جندي وكان القديس موريس قائد الكتيبة وجميع جنود الكتيبة مسيحيين. تم نقل الكتيبة من مصر إلي الحدود الغربية للإمبراطورية الرومانية لمعاونة الإمبراطور مكسميانوس في مواجهة القبائل التي كانت تهاجم الإمبراطورية من جهة الغرب. تمركز جنود الكتيبة على الحدود الغربية للإمبراطورية في جنوب المانيا شمالاً إلي شمال إيطاليا ثم جنوباً مروراً بسويسرا حيث مقر قيادة الكتيبة. رفض القديس موريس تقديم الذبائح للأوثان وأعلن إيمانه وإيمان أفراد الكتيبة المسيحي. وعندما خاف الإمبراطور أن يكون القديس موريس يقود تمرد عسكري ضده ألقى القديس موريس وجنوده سلاحهم. أمر الإمبراطور بقتل عشر أفراد من الكتيبة لعل الباقون يخافون ولكن القديس موريس أعلن تمسكهم بالإيمان المسيحي وظل يشجع جنوده على التمسك بالإيمان رغم استمرار الإمبراطور في قتل أفراد الكتيبة حتى تم استشهاد جميع أفراد الكتيبة وفي مقدمتهم قائدهم القديس موريس. أرتوت أرض سويسرا وألمانيا وإيطاليا بدماء هؤلاء الشهداء الأبطال لتكون بذار لأنتشار الإيمان المسيحي في ربوع تلك البلاد.
أننا ونحن نحتفل بعيد القديس موريس وجنوده الأبطال نتعلم منهم الآتي:
١-التمسك بالإيمان: قصص الشهداء قصص مشجعة لنا في التمسك بالإيمان حتى النفس الأخير. أعظم شهادة يقدمها المسيحي هي شهادة الدم. لذا تضع الكنيسة آباءنا وأمهاتنا الشهداء في مرتبة عظيمة. وشهادة الدم قد تتم حرفياً كما في حال الشهداء الذين سفكوا دمائهم لتمسكهم بإيمانهم المسيحي وقد تكون من خلال الجهاد الروحي ضد الخطية. فكما يذكر القديس بولس الرسول “إننا من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح” رو٨: ٣٦. نوضح أن المقصود ليس الاستشهاد بقطع الرأس أو غيره ذلك الذي لا يمكن أن يكون كل النهار ولكن المقصود هو الجهاد الروحي المستمر ضد الخطية خاصة إن القديس بولس في رسالته للعبرانيين يكتب مذكراً “لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية” عب١٢: ٤.
٢-الايمان المسيحي لا يحتاج لسلاح للدفاع عنة: القديس موريس وأفراد الكتيبة الطيبية كان عددهم كبيراً جداً أكثر من ٦٦٠٠ وكان معهم سلاح وكانوا مشهورين بالمهارة في القتال واستخدموا سلاحهم في الدفاع عن الإمبراطورية. ولكن عندما واجهوا الإمبراطور الوثني لم يستخدموا سلاحهم للدفاع عن إيمانهم المسيحي بل أنهم سلموا طواعية سلاحهم. لأنهم كانوا يؤمنون أن إيمانهم المسيحي إيمان قوي إيمان إلهي لا يحتاج لسلاح بشري للدفاع عنه. فالإمبراطورية مهما كانت عظمتها هي إمبراطورية أرضية تحتاج لمن يدافع عنها بالسلاح أما الإيمان المسيحي فالذي يدافع عنه هو الله وليس الإنسان. أما الإنسان المسيحي فعليه التمسك بالإيمان لأجل خلاص نفسه. السيد المسيح رفض أن السيف يُسِتخدم للدفاع عنه. فعندما أراد بطرس الرسول أن يدافع عن المسيح باستخدام السيف “فقال له يسوع: رد سيفك إلي مكانه لأن كل الذين يأخذون بالسيف يهلكون! أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلي أبي فيقدم لي أكثر من أثني عشر جيشاً من الملائكة؟” مت٢٦: ٥٢-٥٣.
الله قادر أن يهلك كل أعداء الإيمان لكنه يتمهل لكي يعطي فرصة للتوبة ويعطي لنا الفرصة أن نثابر في المحافظة ونتمسك بالإيمان لكي يكون لنا اكليل المجد فعلينا ألا نخاف من الاضطهاد وعلينا ألا نقلق على مستقبل الكنيسة أو مستقبل الإيمان المسيحي أمام التحديات العديدة. واجبنا أن نحافظ على الإيمان وأن نصبر حتى المنتهي أما مستقبل الكنيسة والإيمان فهو في يد رب الكنيسة وحامي الإيمان. القديس موريس والكتيبة الطيبية كانوا مخلصين للإمبراطور وللإمبراطورية ولكن عندما تعارض اخلاصهم للإمبراطور مع اخلاصهم لله كان الاختيار واختاروا بدون تردد “ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس” أع٥: ٢٩.
ليهبنا الله أن نتمثل بالقديس موريس وجنوده الأبطال طالبين شفاعتهم لأجلنا أن نكمل جهادنا بسلام.
وليبارك الله في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off