October 2024 Arabic Newsletter Posted October 1, 2024 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                     رسالة سانتا فيرينا أكتوبر٢٠٢٤

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

عمل الخير هو عمل جليل به نتمثل بالهنا الصالح الذي كان يجول يصنع خيراً. السيد المسيح في العظة على الجبل دعانا إلى عمل الخير بصنع الصدقة وعلمنا كيف نصنع الصدقة بقوله “احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات. فمتي صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق، كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة لكي يمجدوا من الناس، الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم. أما أنت فمتي صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يري في الخفاء هو يجازيك علانية” مت٦: ١- ٤.

عمل الخير له أجر: السيد المسيح فرَّق بين الأجر الذي يناله صانع الخير من الناس والأجر الذي يناله من الله. فالذي يصنع الخير لكي ينظره الناس سوف ينال الأجر من الناس. والذي يصنع الخير في الخفاء فلا يراه إلا الله ينال الأجر من الله.

الأمر يعتمد على نية الإنسان وهدفه من صنع الخير. هل الهدف أن يراه الناس “احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم” مت٦: ١. تحذير السيد المسيح لنا ليس أن الصدقة لا تظهر أمام الناس بل أننا نصنع الصدقة أمام الناس لكي ينظرونا. لذلك قدم مثل المرائين الذين يصوتوا أمامهم بالبوق في المجامع والأزقة لكي ينظرهم الناس.

 كثير من اعمال الخير تظهر أمام الناس فمثلاً زيارة مريض أو زيارة مساجين أو مساعدة في مشروع أو توزيع عطايا علي المحتاجين في المناسبات وغيرها كلها أعمال خير يراها الناس لأنها لا يمكن أن تتم سراً ولكن ما هدف صانعي الخير هل خدمة هؤلاء المحتاجين أم التظاهر أمام الناس بعمل الخير. هناك فرق بين شخص يزور مريض في هدوء وآخر يزور مريض يصاحبه كاميرات القنوات الفضائية لتسجل الحدث ونشره فينال الشخص مديح الناس.

أخطر ما يواجه عمل الخير اليوم هو الدعاية لعمل الخير. فنجد حمله تبرعات لعمل الخير تتحول إلى مزاد من يدفع أكثر وتعلن أسماء المتبرعين وكم دفع كل منهما. حقاً قد تأتي هذه الوسيلة بأموال أكثر ولكن هؤلاء المتبرعون نالوا أجرهم من الناس أو هيئة خيرية تنشر اعمالها الجليلة في عمل الخير وتستغل صور الأطفال الفقراء لجلب مزيد من الأموال. أمثلة اخري كثيرة تمثل تطور ما كان يفعله المراؤون من التصويت بالبوق إلى التصويت بالإعلام والكاميرات وغيرها الوسيلة اختلفت الوسائل ولكن الجوهر واحد هو عمل الخير لكي ينظرهم الناس والحقيقة أنهم قد استوفوا أجرهم من الناس لذلك ليس لهم أجر عند الله. الناس تعطي الأجر في صورة مديح ومزيد من التبرعات. أما الأجر السمائي فقد ذكره السيد المسيح بقوله “ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني كنت غريباً فآويتموني عرياناً فكسوتموني مريضاً فزرتموني محبوساً فآتيتم إليّ” مت٢٥: ٣٤- ٣٦.

الذي يعطي يُعِطي: “أعطوا تعطوا، كيلاً جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً تعطون في أحضانكم. لأنه بنفس الكيل الذي تكيلون يكال لكم” لو٦: ٣٨. نلاحظ أن السيد المسيح يؤكد أن الذي يعطي سوف ينال سواء ينال من الناس أو من الله وإن ما يناله المعطي أكثر مما اعطي. لذلك قال “فإنكم تعطون كيلاً جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً”. حقاً بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم كيلا جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً فالذي يعطي ينال مئة ضعف. الذي يعطي هو في الحقيقة يأخذ لكن قد لا يأخذ في الحال.

عمل الخير يحتاج الي صبر ومثابرة القديس بولس يقول “فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل” غلا٦: ٩. إن كنا نعمل الخير لكي ننال الأجر من الله فالله سوف يكافئنا بالمكافأة الكبرى في يوم الدينونة بأن نكون ضمن الذين عن يمينه لنرث الملكوت المعد لنا منذ تأسيس العالم. عمل الخير يحتاج صبر ومثابرة. لأن عمل الخير تواجهه صعوبات ومحاربات لذلك قال القديس بولس “لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل” غلا٦: ٩.

عمل الخير يحتاج إلي إيمان وثقة: إن الله ينظر إلي أعمالنا التي نعملها في الخفاء وأنه يكافئنا في الأبدية “لكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه، لأنه يجب أن الذي يأتي إلي الله يؤمن بأنه موجود وإنه يجازي الذين يطلبونه” عب١١: ٦.

عمل الخير لابد أن يكون بفرح وبدون حزن أو اضطرار: إن كان الإنسان يعمل الخير لأجل الله فيجب عليه أن يعمله برغبته الحرة وليس مضطراً أو لأجل إرضاء أحد من الناس كما يقول القديس بولس “كل واحد كما ينوي بقلبه، ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله” ٢كو٩: ٧. قد يلجأ البعض إلى بعض الوسائل للضغط أو إحراج بعض الشخصيات لكي يتبرعوا لعمل الخير وقد تأتي هذه الوسيلة بنتيجة ولكنها نتيجة بشرية لأنها تضاد طريقة الله في تشجيع الناس لعمل الخير الله يريد أن يعمل الإنسان الخير بفرح واقتناع داخلي. هناك فرق بين تشجيع الناس على عمل الخير والضغط واحراج الناس لعمل الخير.

عمل الخير له مجالات متعددة والإنسان الحكيم هو الذي يسعي لعمل الخير في الخفاء متذكراً “فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له” يع٤: ١٧.

ليعطينا الله الغيرة المقدسة لعمل الخير حتى يكون لنا الأجر السمائي.

وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون