May 2016 Arabic Newsletter Posted May 16, 2016 by admin

Off

مايو 2016

 

أحبائي مُحبي عمل الخير.

 

اخرستوس آنستي.. آليسوس آنستي..

 

يُسعدني أن أهنئكم جميعًا بعيد القيامة المجيد.

 

عيد القيامة يحمل لنا رسالة تجديد. فالمسيح قام من الأموات ليصنع معنا عهدًا جديدًا. كما قال القديس بولس الرسول “اذَا إنْ كان أحدٌ في المسيح فهو خليقةٌ جديدةٌ : الأشياء العتيقةُ قدْ مضت، هو ذا الكلُ قدْ صار جديدًا” 2كو 5: 17. العهد الجديد هو عهد مُصالحة مع الله. “ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا خدمة المُصالحة، أي إن الله كان في المسيح مُصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المُصالحة. اذًا نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظُ بنا. نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله” كو 5: 18 – 20. السيد المسيح تحدث عن التجديد من خلال المثل الآتي “ليس أحد يضع رُقعةً من ثوْب جديد على ثوب عتيق، وإلاَّ فالجديد يشقه، والعتيق لا توافقه الرُقعةُ التي من الجديد. وليس أحدُ يجعل خمرًا جديدةً في زِقاق عتيقةٍ لئلاَّ تشقَّ الخمْرُ الجديدة الزقاق، فهي تُهرق والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرًا جديدةً في زقاق جديدة، فتُحْفَظ جميعًا” لو 5: 36 – 38. السيد المسيح بقيامته المجيدة أعطانا طبيعة جديدة وحياة جديدة ومفاهيم جديدة وأعطانا أن نبدأ حياة جديدة. ولنتأمل في خدمتنا خدمة المُحتاجين على ضوء القيامة المجيد الذي يُعطينا مفاهيم جديدة لخدمة المُحتاجين.

 

  • خدمة المُحتاجين هي خدمة غسل الأرجُلْ أي الانحناء والاتضاع للاهتمام بالآخرين لذلك أعطى لنا السيد المسيح ليلة آلامه بنفسه المثال بغسل أرجل تلاميذه وكنيستنا تُبْرِز لنا هذا المفهوم الجديد للخدمة من خلال صلاة اللقان يوم خميس العهد. فالسيد المسيح بعد أن غسل أرجل تلاميذه قال لهم “أتفهمون ما قَـدْ صنعتُ بكم. أنتم تدعونني مُعَلِّمًا وسَيِّدًا، وحسنًا تقولون، لأني أنا كذلك. فان كنتُ وأنا السيدُ والمُعَلِّمُ قد غسلْتُ أرجلكمْ، فأنتم يجب عليكُمْ أن يغسل بعضكم أرجُل بعض، لأني أعطيتكُم مثالًا، حتي كما صنعْتُ أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا” يو 13: 12 – 15.

 

  • خدمة المُحتاجين هي خدمة محبة وهي المقياس لمحاسبتنا في يوم الدينونة. السيد المسيح في أحاديثه في الهيكل قُبَيّل صلبه تحدث عن الدينونة الأخيرة وكشف لنا عن كيفية المحاسبة في يوم الدينونة فقال “ومتى جاء ابن الإنسان في مَجْدِه وجميع الملائكة القدِّيسين معه، فحينئذِ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيُميِّزُ بعضهم من بعضٍ كما يُميِّز الراعي الخِراف من الجِداء، فيُقيم الخِراف عن يمينه والجِداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه : تعالوا يا مُباركي أبي، رِثوا الملكوت المُعَدَّ لكم منذ تأسيس العالم. لأني جُعْتُ فأطعمتموني. عَطِشتُ فسقيتموني. كُنْتُ غريبًا فآويتموني. عُريانًا فكسوتموني. مريضًا فزُرتموني. محبُوسًا فأتَيتُمْ إليَّ” متى 25: 31 – 36.

واضح انها كلها أعمال رحمة تهتم بالجائع والعطشان والغريب والعُريان والمريض والمحبوس وكلها أعمال نابعة عن المحبة لأن الذي يصنع الرحمة بدون محبة في القلب لا يستفيد شيئًا فكما قال القديس بولس “وان أطعمْتُ كل أموالي، وإن سَلَّمْتُ جسدي حتى احترق، ولكن ليس لي محبَّة، فلا أنتفع شيئًا” 1كو 13: 3.

وصية المحبة هي الوصية الجديدة التي أعطاها لنا السيد المسيح وجعلها علامة التلمذة له “وصيةً جديدةً أنا أُعطيكُمْ : أن تُحبوا بعْضكُم بعضًا. بهذا يَعرفُ الجميع أنكُم تلاميذي : إنْ كان لكُم حُبٌ بعضًا لبعضِ” يو 13: 34 و35.

مقياس المحبة أن نُحب بعضنا بعض كما أحببنا المسيح.

خدمة المُحتاجين ينبغي أن تكون خدمة جديدة بمفهوم جديد هو مفهوم المحبة.

 

3-         السيد المسيح جعل خدمة المُحتاج هي خدمة مُوَجَهة له هو عندما قال “الحق أقول لكُمْ بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلْتُمْ” متى 25: 40.

في نور قيامة المسيح نرى خدمة المُحتاجين خدمة اتضاع وانحناء لغسل أرجل المُحتاجين وخدمة أساسها المحبة. محبة مقياسها محبة المسيح لنا وخدمة نرى المسيح في المُحتاج فلا ننشغل بشخصية المُحتاج وضعفاته فنتعَوَّقْ في خدمتنا بل نتطلع الى الهنا الحبيب  فنراها في كل انسان مُحتاج فنفرح ونتهلل أن نلتقي به في كل يوم نُقَدِم خدمة لانسان مُحتاج.

 

الرب يُبارك في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

 

وكل عام وأنتم بخير.

 

الأنبا سرابيون