July 2025 Arabic Newsletter Posted June 27, 2025 by admin

Off

احبائي محبي عمل الخير                      رسالة سانتا فيرينا يوليو٢٠٢٥

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

يسعدني أن أهنئكم جميعاً بعيد الآباء الرسل الذي نحتفل به يوم السبت ١٢ يوليو وهو عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس. يأتي عيد الرسل في ختام صوم الرسل لنعيش فترة روحية نتذكر آبائنا الرسل الذين كرزوا بالإيمان المسيحي للعالم كله. ونحن دائماً نتطلع لخدمة الآباء الرسل كنموذج نتمثل به في حياتنا وخدمتنا.

من الأمور البارزة في خدمة الآباء الرسل الاهتمام بالفقراء المحتاجين.

خدمة المحتاجين أو كما يسميها القديس بولس خدمة القديسين (رو١٥: ٢٥) لم تكن مجرد عمل رحمة وإحسان يُقِدم للمحتاجين ولكن علاقة أساسية ودليل قاطع أن جميع المؤمنين هم أعضاء في جسد المسيح الواحد إن تألم عضو فجميع الأعضاء تتألم معه (١كو١٢: ٢٦). سفر أعمال الرسل يقدم لنا نموذج الكنيسة الواحدة التي كل عضو يهتم بباقي الأعضاء الضعيفة والمحتاجة “وجميع الذين آمنوا كانوا معاً، وكان عندهم كل شيء مشتركاً، والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع وكما يكون لكل واحد احتياج” اع ٢: ٤٤- ٤٥. “إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً، لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل أحد كما يكون له احتياج.” (أع ٤: ٣٤- ٣٥).

الآباء الرسل اعتبروا خدمة المحتاجين دليل علي المحبة العملية. المؤمنون مرتبطون برباط المحبة لأن السيد المسيح وضع المحبة علامة للتلمذة “بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضاً لبعض” يو١٣: ٣٥. عَّلم الآباء الرسل أن المحبة الحقيقية ليست مجرد كلام بل بالعمل والحق “أما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق احشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه؟ يا اولادي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق” ١يو٣: ١٧- ١٨.

الآباء الرسل اعتبروا الاهتمام بالمحتاجين دليل علي الإيمان العملي- الإيمان العامل بالمحبة. القديس يعقوب يوصينا “ما المنفعة يا أخوتي إن قال أحد أن له إيماناً ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟ إن أخ أو أخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم “أمضيا بسلام استدفئا وأشبعا لكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة؟ هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته” يع ٢: ١٤- ١٧.

الآباء الرسل اعتبروا خدمة المحتاجين خدمة روحية تحتاج من الذين يقوموا بهذه الخدمة أن يكونوا مملوئين من الروح القدس. الآباء الرسل أقاموا سبعة شمامسة لخدمة المحتاجين من الأرامل عندما حدث تذمر من اليونانيين على العبرانيين أن أراملهم كن يغفل عنهن في الخدمة اليومية. لقد وضع الآباء الرسل شروط لمن يزكي لهذه الخدمة “فانتخبوا أيها الأخوة سبعة رجال منكم، مشهوداً لهم ومملوئين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة” أع ٦: ٣.

الخدمة في نظر الآباء الرسل لا تُقسِم إلى خدمة روحية وخدمة اجتماعية وخدمة اقتصادية بل الخدمة هي خدمة الإنسان ككل في الاهتمام بجميع احتياجات الإنسان بطريقة روحية وحكمة ليست حكمة هذا العالم بل الحكمة التي يهبها الله للإنسان بعمل روحه القدوس الذي هو روح الحكمة.

القديس بولس الرسول صعد إلى أورشليم والتقي بالآباء الرسل القديسين يعقوب وبطرس ويوحنا وأعطوه يمين الشركة لخدمة الأمم وذكروا بالذات الفقراء كجزء أساسي في الخدمة “أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان غير أن نذكر الفقراء وهذا عينه كنت اعتنيت أن أفعله” غلا ٢: ٩- ١٠.

خدمة المحتاجين لم تكن قاصرة على الآباء الرسل بل رسالة لكل المؤمنين وسفر الأعمال يقدم لنا مثال طابيثا الذي وصفها “هذه كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها” أع ٩: ٣٦. لذلك عندما مرضت وماتت ذهب القديس بطرس لإقامتها ويذكر سفر الأعمال “فلما وصل (بطرس) صعدوا به إلى العلية فوقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثياباً مما كانت تعمل غزالة (طابيثا) وهي معهن” أع ٩: ٣٩.

نصلي أن يهبنا الله بشفاعة أباءنا الرسل أن نهتم بأخوتنا المحتاجين ونكون جميعاً مملوئين بأعمال صالحة وإحسانات نقدمها لكل محتاج.

 الرب يبارك عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون