أحبائي محبي عمل الخير رسالة سانتا فيرينا يونيو ٢٠٢٥
نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه
نحتفل يوم الأحد ٨ يونيو بعيد حلول الروح القدس الذي يأتي في نهاية فترة الخامسين المقدسة لذلك يسمي ايضاً بعيد البنتقسطي أو عيد الخمسين ويسمي ايضاً بعيد العنصرة. ويبدأ صوم الرسل يوم الاثنين ٩ يونيو ويستمر حتى احتفالنا بعيد الرسل يوم السبت ١٢ يوليو وهو عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس.
السيد المسيح بعد قيامته المجيدة ظل مع التلاميذ مدة أربعين يوماً كما يذكر سفر الأعمال “الذي أراهم أيضاً نفسه حياً ببراهين كثيرة، بعد ما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله” أع ١: ٣. فترة الأربعين يوم كانت فترة هامة للتلاميذ لكي يفهموا النبوات وتعتبر الأساس للقراءة المسيحية للعهد القديم. كما يذكر انجيل لوقا “حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب وقال لهم “هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأً من أورشليم” لو٢٤: ٤٥- ٤٧. العمل الفدائي للخلاص الذي قدمه المسيح لخلاص البشرية بصلبه وقيامته المجيدة كان تحقيقاً للنبوات وأنه ينبغي أن يكرز باسمه بالخلاص الذي تم لجميع الأمم.
كلف السيد المسيح تلاميذه بالكرازة باسمه وعمله الخلاصي لجميع الأمم. أولاً أعطاهم القوة للقيام بهذه المهمة وهي إرسال الروح القدس ثم حدد لهم مكان الكرازة “لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض” أع١: ٨.
بعد صعود المسيح مكث التلاميذ في أورشليم حتى حل الروح القدس عليهم وعلى كل المؤمنين يوم الخمسين. لذلك يعتبر يوم الخمسين هو يوم ميلاد الكنيسة. منح الروح القدس التلاميذ موهبة التكلم بالسنة وأعطي فاعلية لعظة القديس بطرس “فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقال لبطرس ولباقي الرسل “ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة” أع ٢: ٣٧. فقال لهم بطرس “توبوا وليعتمد كل واحد منكم علي أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس” أع ٢: ٣٨. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس” أع ٢: ٤١. إنها بداية قوية مبهجة وخاصةً أن الروح القدس أعطي التلاميذ صنع الآيات والعجائب “وصار خوف في كل نفس وكانت عجائب وآيات كثيرة تجري على أيدي الرسل” أع ٢: ٤٣. ويقدم لنا سفر الأعمال وصفاً لنمو الكنائس “وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبني وتسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر” أع ٩: ٣١.
كما يصف لنا سفر الأعمال عمل الروح القدس في نمو الكنيسة، يذكر أيضاً المقاومة التي واجهت الكنيسة الأولي من اليهود خاصة طائفة الصدوقيين الذين لم يكونوا يؤمنون بالقيامة لذلك قاوموا بشدة شهادة التلاميذ لقيامة المسيح وهددوهم وجلدوهم وحبسوهم ولكنهم بقوة الروح القدس كانوا يؤدون الشهادة لقيامة المسيح “وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمه عظيمة كانت على جميعهم” أع ٤: ٣٣.
كما يخبرنا سفر الأعمال عن التذمر الذي حدث من اليونانيين على العبرانيين أن أراملهم كن يغفلن عنهم في الخدمة اليومية أع ٦: ١ وكيف واجه التلاميذ هذا التذمر بحكمة الروح القدس فأقاموا الشماسة السبعة. كما يذكر لنا كذب حنانيا وسفيرة على الروح القدس من جهة بيع الحقل وكيف عاقبهما الرب.
إن صوم الرسل فرصة طيبة أن نقرأ بإمعان سفر أعمال الرسل. لنفرح بعمل الروح القدس في الكنيسة الأولي ونتعلم كيف نكون شهود أمناء ونتعلم الاهتمام بخدمة المحتاجين التي كانت خدمة بارزة في حياة الكنيسة الأولي “إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً” أع ٤: ٣٤.
وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.
الأنبا سرابيون
Off