April 2024 Arabic Newsletter Posted May 23, 2024 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير                                         أبريل ٢٠٢٤

نعمه وسلام راجياً لكم خير وبركه

فترة الصوم الكبير فترة روحية نرفع قلوبنا لألهنا الصالح الذي صام عنا أربعين يوماً وأربعين ليلة أن يهبنا فترة صوم مبارك مقدس مقبول أمامه. نتذكر في فترة الصوم اخوتنا المحتاجين في كل مكان وخاصة في بلادنا الحبيبة مصر. الازمة الاقتصادية الحالية اثرت علي حياة كثير من العائلات المحتاجة. فالاحتياج الشهري لتغطية الاحتياجات الاساسية للأسرة ارتفع ارتفاعا كبيرا في الآونة الاخيرة. نشكر الله الذي يعمل في قلوب كثيرين من ابناء الكنيسة المحبين لعمل الخير لكي يساهموا في برامج سانت فيرينا خاصة برنامج تبني اسرة مسيحية محتاجة في مصر. ان العطايا السخية لمحبي عمل تمكن هيئة سانتا فيرينا الخيرية ان تقدم مساعدات شهرية منتظمة الي الاف من الاسرة المحتاجة في مصر.

انني أدعوكم جميعا لتقديم دعم اضافي بمناسبة قرب عيد القيامة المجيد لكي نستطيع ان نقدم لكل اسرة مساعدة اضافية بمناسبة عيد القيامة المجيد. ارتفاع اسعار اللحوم جعل بعض الكنائس لا تستطيع تقديم لحوم العيد للأسر المحتاجة خاصة ان كثير من هذه الاسر لأتأكل اللحوم الا في العيد. لذلك نريد ان نقدم مبادرة بمساهمة اضافية تمكن جميع الاسر ان تشترك في الاحتفال الروحي للعيد وايضا احتفال اغابي العيد. ارجو كل من يحركه قلبه للمساهمة في هذه المبادرة ان يكتب على تبرعه (اغابي العيد).

وأود أن أتأمل معكم في معجزتين صنعهما السيد المسيح ومذكورين في الأحد الخامس والأحد السادس من الصوم الكبير وهما أحد المخلع حيث شفى السيد المسيح المريض المشلول الذى كان له 38 سنة في مرضة ويحاول أن يحصل على الشفاء من بركة بيت حسدا ولم يستطع والمعجزة الثانية هي شفاء الشاب المولود أعمى. وتأملي يركز على جانب واحد مشترك في المعجزتين وهي الخدمة المتكاملة للإنسان المحتاج.

في معجزة شفاء مريض بيت حسدا واضح أن احتياجه هو الشفاء من مرضه الذى دفعه أن يأتى إلى بركة بيت حسدا ويضطجع مع المرضى الآخرين منتظراً نزول الملاك وتحريك الماء لينزل وينال الشفاء ولكنه فشل فى الحصول على الشفاء لأنه كما قال للسيد المسيح “يا سيد ليس لى انسان يلقيني فى البركة متى تحرك الماء. بل بينما أنا آت ينزل قدامى آخر” يو5: 7. السيد المسيح أجابه “قم أحمل سريرك وأمشى. فحالاً برئ الانسان وحمل سريره ومشى” يو5: 8- 9 عمل المسيح مع هذا الانسان المريض لم ينتهي بشفائه فهو حقاً نال الشفاء الجسدى ولكنه كان محتاجاً لشفاء آخر. لذلك أهتم المسيح أن يبحث عنه ويلتقي به مرة أخرى ويقول له “ها أنت قد برئت فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر” يو5: 14 هذا الانسان كان ظاهرياً محتاجاً فقط للشفاء الجسدى ولكن السيد المسيح الذى يعرف خفايا القلوب رأى أنه محتاج لشفاء أهم وهو شفاء النفس من الخطية لذلك التقى به وحذره من العودة إلى طريق الخطية لئلا يكون له أشر.

فى قصة شفاء المولود أعمى شفى السيد المسيح المولود أعمى وأعاد له بصره ولكن السيد المسيح رأى أن هذا الانسان يحتاج لما هو أهم من البصر الجسدى يحتاج إلى البصيرة الروحية وإلى الاستنارة الروحية. إلتقى به السيد المسيح مرة إخرى بعد شفائه وسأله “أتؤمن بأبن الله فأجابه ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هوهو فقال اؤمن يا سيد وسجد له” يو9: 35- 38.

إلهنا الصالح يعلمنا أن الانسان وحدة واحدة متكاملة واحتياجات الانسان مرتبطة بعضها ببعض. حقاً قد نقسم الاحتياجات إلى احتياجات روحية واقتصادية واجتماعية ونفسية ولكن الواقع يثبت لنا حقيقة هامة أن احتياجات الانسان مرتبطة بعضها ببعض. فالإنسان قد يتعب روحياً بسبب مشكلة اقتصادية أو اجتماعية. كما الضعف الروحى يؤثر على حياة الانسان الاجتماعية فى تعاملاته مع الآخرين وقد يؤثر على عمله أيضاً. إلهنا الصالح يعلمنا أن نخدم المحتاجين خدمة متكاملة. فحقاً هدف الكنيسة أن تحضر كل انسان كاملاً فى المسيح يسوع ولكن فى خدمتها لابد أن تهتم بالنواحى الروحية والاجتماعية والاقتصادية.

الكنيسة الأولى تقدم لنا نموذج للخدمة المتكاملة فعبرت عن حياة الشركة فى الإيمان بالشركة أيضاً فى الحياة اليومية لذلك ذكر لنا سفر الأعمال “إذ لم يكن فيهم أحد محتاجاً لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول وبيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل الرسل فكان يوزع على كل واحد كما يكون له إحتياج” أع 4: 3435- وسفر الأعمال يحدثنا عن خدمة الموائد التى أقام لها الرسل رتبة الدياكون ومن هنا صار أسم الدياكونية يعنى الخدمة المتكاملة التى تهتم باحتياجات الانسان ككل.

إلهنا الصالح يهبنا أن نهتم بخدمة المحتاجين خدمة متكاملة نهتم بجميع احتياجاتهم.

 الرب يبارك فى عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية التى تقدم خدمة متكاملة للمحتاجين.

الأنبا سرابيون