August 2019 Arabic Newsletter Posted August 26, 2019 by admin

Off

أحبائي محبي عمل الخير

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

نتمتع في شهر أغسطس بصوم العذراء وعيدها المبارك وخلال هذه الفترة المباركة نتذكر أمنا العذراء أم النور ونطلب شفاعتها لأجلنا ونتعلم من حياتها. وأود أن نتطلع إلى العذراء أم النور لنتعلم منها كيف واجهت الألم ونطلب أن تشفع فينا أن يرفع الرب عنا الألم وأتعاب هذا العالم.

حياة العذراء لم تخلو من الألم. لقد عانت الم اليتم في سنوات طفولتها بعد انتقال والديها. عانت الم الشك في عيون يوسف البار عندما بدأت أعراض الحمل تظهر عليها. عانت ألم التعب الجسدي في رحلة الهروب إلي أرض مصر. عانت الاتهامات الظالمة من اليهود وعانت أن تري أبنها الحبيب معلقاً علي خشبة الصليب. هذا الألم تنبأ عنه سمعان الشيخ عندما التقي بها وحمل طفلها الإلهي على ذراعيه عندما قال لها “وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيفاً. لتعلن أفكار من قلوب كثيرة”. لو٢: ٣٥ لقد جاز السيف في نفسها ولكنها احتملت بإيمان وثقة في عمل المسيح الخلاصي لأجل فداء البشرية. ولقد عبرت العذراء في صلاتها التي احتفظ بها التقليد الكنسي في صلاة الساعة التاسعة في القطعة السادسة عندما نصلي قائلين “عندما نظرت الوالدة الحمل والراعي على الصليب معلقاً، قالت وهي باكية: أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه، من أجل الكل، يا أبني وإلهي”.

أحبائي

الألم جزء من حياتنا فمن منا لم يختبر الألم في حياته؟

ويمكننا أن نقسم الألم إلى أربعة أنواع:

١-الألم الجسدي: وذلك عندما يمرض الجسم أو يجرح أو يكسرعظم من  عظمه. ويجاهد الطب والأطباء لتخفيف الألآم الجسدية. كما يهتم كل فرد بسلامة جسده وصحته حتى يتفادى الألم الجسدي.

 السيد المسيح صنع عديد من المعجزات لشفاء المرضى ورفع الآمهم الجسدية.

٢-الألم المادي: وهذا يحدث عندما تعجز الإمكانيات المادية أن تسدد الاحتياجات الجسدية للإنسان. فيشعر الانسان بالجوع في حالة عدم وجود طعام كافي أو العطش لعدم وجود ماء. أو ألم التشرد لعدم وجود مسكن. ونود أن نفرق بين ما يحتاجه الانسان وبين ما يريده الانسان. قد نريد شيء لكنه ليس احتياج حقيقي لكن محبة في أمور العالم مثلاً شخص يسكن في مكان مناسب ولكنه يريد مسكن أفضل أسوة بغيره .رغبات الانسان وشهواته تجعله في ألم مستمر وعدم وجود قناعه داخلية. المال ضروري لحياة الانسان ولكن محبة المال والقنية قد تسبب الآم مادية كثيرة للإنسان.

القديس بولس الرسول يعلمنا “وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة، لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء.  فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك”١تيمو٦:٦- ٩.

٣-الألم الاجتماعي: وهو نتيجة الصراعات والصدمات التي تحدث في المجتمع سواء المقصود بالمجتمع هو الأسرة أو مجتمع الكنيسة أو مجتمع العمل أو الجيران. أي الألآم نتيجة التعاملات مع الآخرين الانسان يحتاج أن يتعامل مع الآخرين كما هم وليس كما يريدهم أن يكونوا .والتعامل مع الآخرين يحتاج إلى محبة واتضاع وطول آناه وصبر واحتمال فكما يقول القديس بولس “فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا فليرض كل واحد قريبه للخير للبنيان لأن المسيح أيضاً لم يرض نفسه كما هو مكتوب: “تعييرات معيريك وقعت عليَّ” رو١٥: ١- ٣.

٤-الألم الروحي: وهو أخطر الألآم لأنه بسبب الخطية وعدم التوبة فالمسيح جاء ليحررنا من سلطان الخطية “كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية …. فإن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون أحراراً” يو٨: ٣٤، ٣٦.

ليرفع الرب عنا كل ألم وليستخدمنا في تخفيف الآم الآخرين بعمل الخير. وشفاعة العذراء أم النور تسندنا ومثال حياتها ينير لنا الطريق في برية هذا العالم. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا التي تسعي لتخفيف الآم الكثيرين.

الأنبا سرابيون