December 2018 Arabic Newsletter Posted December 7, 2018 by admin

Off

أحبائى محبى عمل الخير                                          ديسمبر 2018

نعمه لكم وسلام راجيا لكم كل خير وبركه

 

يسعدني أن أهنئكم ببدء شهر كيهك المبارك. وشهر كيهك هو شهر الإستعداد لاستقبال مولود بيت لحم. شهر كيهك هو شهر التسبيح والسهرات الكيهكية المباركة. وأحاد شهر كيهك تقدم لنا قصة الميلاد من البشارة بميلاد يوحنا المعمدان فى الأحد الأول والبشارة بميلاد مخلص العالم فى الأحد الثانى ثم الزيارة المباركة للعذراء أم النور لنسيبتها اليصابات التى كانت حبلى بيوحنا المعمدان الذى إمتلئ من الروح القدس وهو فى بطن أمه أثناء هذه الزيارة المباركة. لذا فإن هذه الزيارة المباركة هى موضوع أنجيل الأحد الثالث. ثم فى الأحد الرابع أنجيل ميلاد يوحنا المعمدان ويلاحظ أن القديس يوحنا المعمدان يذكر فى أناجيل الأحاد الأربعة. فالأحد الأول البشارة بميلاده والأحد الثانى يذكر الملاك للعذراء أم النور أن اليصابات حبلى بأبن فى شيخوختها والأحد الثالث إمتلاء يوحنا المعمدان من الروح القدس وهو فى بطن أمه والأحد الرابع يدور الأنجيل عن ميلاد يوحنا المعمدان وتسميته بأسم يوحنا لذا أريد أن أتأمل معكم فى خدمة يوحنا المعمدان.

يوحنا المعمدان كان له هدف محدد لخدمته حدده له الملاك فى البشارة لميلاده لأبيه زكريا بقوله “ويرد كثيرين من بنى اسرائيل إلى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح إيليا ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكى يهئ للرب شعباً مستعداً” لو1: 16- 17 كما تنبأ إشعياء عن خدمته بقوله “صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب أصنعوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقاً سهلة ويبصر كل بشر خلاص الله” لو3: 4- 6.

إعداد طريق الرب يكون بدعوة الناس للتوبة لذا كانت رسالة يوحنا المعمدان أساسها الدعوة للتوبة وكانت معموديته هى معمودية التوبة. مفهوم التوبة الذى نادى به يوحنا المعمدان هو التوبة العملية. التوبة التى يصاحبها تغير حقيقى فى سلوك الانسان وليس مجرد كلام أو مشاعر لذا كان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه “يا أولاد الأفاعى من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتى ؟ فأصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون فى أنفسكم لنا إبراهيم أباً لأنى أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم” لو3: 7- 8.

العطاء للمحتاجين هو علامة من علامات التوبة والتغير. الانسان المرتبط بالعالم يريد أن يكنز لنفسه كنوزاً على الأرض ولا يقنع بما عنده أما الانسان الروحانى فيكتفى بما يكفيه ويعطى ما يزيد عن حاجته إلى الآخرين. لذا القديس يوحنا المعمدان وضع هذا المبدأ فى عبارات واضحة. فيقول الكتاب المقدس “وسأله الجموع قائلين فماذا نفعل ؟ فأجاب وقال لهم “من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا” لو3: 10- 11.

العطاء لابد أن يكون من مال حلال ليس فيه ظلم لذلك عندما جاء عشارون ليعتمدوا منه وسألوا يوحنا المعمدان يا معلم ماذا نفعل؟ لم يقل لهم أن يعطوا ولكن قال لهم لا تظلموا لأن خطية العشارين كانت أن يجمعوا من الناس ضرائب أكثر مما هو مقرر لذا قال لهم يوحنا المعمدان بصراحة ووضوح “لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم” لو3: 13.

يوحنا المعمدان قاد الجنود الذين كانوا يخيفون الناس بقوتهم وسلطتهم إلى القوة الحقيقية بعدم الظلم وإستغلال النفوذ والقناعة فعندما سأله جنود وماذا نفعل ؟ “فقال لهم لا تظلموا أحداً ولا تشوا بأحد وأكتفوا بعلائفكم” لو3.

القديس يوحنا المعمدان لم يخش هيرودس الملك ووبخه على أنه أخذ إمرأة أخيه فيلبس قائلاً له “لا يحل أن تكون لك” مت14: 4 ودفع حياته ثمناً لأمانته فى خدمته إذ أمر هيرودس بقطع رأس يوحنا المعمدان” مت14: 10.

ليتنا نتمثل بالقديس يوحنا المعمدان فى أمانته فى خدمته ومحبته للمحتاجين ودفاعه عن المظلومين. وليبارك الرب فى عطاياكم لدعم برامج مؤسسة سانتا فيرينا الخيرية.

الأنبا سرابيون