December 2019 Arabic Newsletter Posted January 3, 2020 by admin

Off

احبائي محبي عمل الخير                                           ديسمبر ٢٠١٩

نعمه وسلام راجياً لكم كل خير وبركه

إذ نقترب من نهاية عام ٢٠١٩ نقدم الشكر لإلهنا الصالح الذي سترنا وأعاننا وحفظنا وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا وأتي بنا إلى هذه الساعة. كما نصلي أن يهبنا الله عاماً جديداً سعيداً مباركاً.

وأود أن أتناول معكم في هذه الرسالة موضوع سعادة الأنسان. كل أنسان يرغب ويسعي أن يحيا سعيداً ولكن ما هي السعادة؟ وكيف يحيا الأنسان سعيداً؟ البعض يعتقد أن السعادة في الغني. فالغني يعطي الأنسان أمكانيات أن يحقق رغباته ولكن ما حدود رغبات الأنسان وطموحاته؟ وهل حقاً كل أنسان غني سعيد؟ آخرون يعتقدون أن السعادة في الصحة فحقاً الأنسان السليم جسدياً ينجو من الألآم المرض وأتعابه ولكن نري كثيرين استخدموا صحتهم في أمور ضارة فلم يسعدوا. آخرون يروا السعادة في المركز والقوة وآخرون في الذكاء وآخرون في العلم والمعرفة. لكن هل حقاً جميع هؤلاء سعداء. فالذكاء قد يقود الأنسان للشر والعلم قد ينفخ والقوة قد تؤدي إلى الظلم.

سعادة الأنسان الحقيقية أن يعود إلى الصورة التي خلق الله عليها الأنسان. فالله المحب الصالح الذي يحب البشر خلق الأنسان لكي يحيا سعيداً. فالله لم يخلق الأنسان للشقاء والتعب فيذكر سفر التكوين “فخلق الله الأنسان على صورته على صورة الله خلقه. ذكراً وأنثي خلقهم وباركهم الله” تك١: ٢٧- ٢٨.

القديس أثناسيوس الرسولي يكتب في كتابه تجسد الكلمة عن خلق الأنسان:

“الله صالح بل هل بالحري مصدر الصلاح. الصالح لا يمكن أن يبخل بأي شيء وهو لا يحسد أحد حتى علي الوجود. ولذلك خلق كل الأشياء من العدم بكلمته يسوع ربنا، وبنوع خاص تحنن على جنس البشر. ولأنه رأي عدم قدرة الأنسان أن يبقي دائماً على الحالة التي خُلِق فيها، أعطاه نعمه إضافية، فلم يكتف بخلق البشر مثل باقي الكائنات غير العاقلة على الأرض، بل خلقهم على صورته وأعطاهم شركة في قوة كلمته حتي يستطيعوا بطريقة ما، ولهم بعض من ظل الكلمة وقد صاروا عقلاء أن يبقوا في سعادة ويحيوا الحياة الحقيقية حياة القديسين في الفردوس. (تجسد الكلمة الفصل الثالث رقم ٣)

إذن حياة السعادة أن يبقي الانسان على صورة الله متصلاً به ومتحداً به وهذه هي الحياة الحقيقة أن يكون الإنسان متصلاً بمصدر الحياة وهو الله أما الحياة بعيداً عن الله هي حياة العدم والفساد وهي الحياة في الظلام لأن الله نور.

الإنسان لم يرد أن يحيا مع الله وعصي الله فقد اتصاله بمصدر الحياة والسعادة ويضيف القديس أثناسيوس “فالله لم يكتف بأن يخلقنا من العدم ولكنه وهبنا أيضاً بنعمة الكلمة إمكانية أن نعيش حسب الله ولكن البشر حولوا وجوههم عن الأمور الأبدية وبمشورة الشيطان تحولوا إلي أعمال الفساد الطبيعي وصاروا هم أنفسهم السبب فيما حدث لهم من فساد الموت. لأنهم كانوا بالطبيعة فاسدين لكنهم بنعمة اشتراكهم في الكلمة كان يمكنهم أن يفلتوا من الفساد الطبيعي لو أنهم بقوا صالحين” (تجسد الكلمة الفصل الخامس رقم ١).

الانسان اما يتجه نحو الله وينظر إلى فوق فيحيا الحياة الحقيقية حياة السعادة أو يتجه إلى أسفل إلى نفسه فيحيا حياة الانانية والعدم والحزن. خطية آدم أنه فكر في نفسه ولم يفكر في الله. لقد خدعت الحية الانسان فبدلا من أن يتمسك بوصية الله التي أعطاها له ليحميه من معرفة الشر فكر في نفسه أو قبل فكرة الشيطان بانة بمعصية الله سوف يصير مثل الله عارفاً الخير والشر. هذا هو الاختبار الأساسي الذي يواجه الانسان كل يوم: هل ينظر إلى فوق كما قال القديس بولس “فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض” كولوسي٣: ١- ٢. ام ينظر الي أسفل الي نفسة؟

الانسان عندما يكون نظره إلى فوق فسوف يستخدم الغني ليكنز كنوزاً في السماء بمساعدة المحتاجين ويستخدم القوة لمساعدة الضعفاء ويستخدم العلم ليمجد الله ويستخدم الصحة في الخدمة والتعب لأجل خلاص الاخرين. فالسعادة الحقيقية هي في الالتصاق والاتحاد بمسيحنا الذي أحبنا ومات وقام لأجل خلاصنا. السعادة الحقيقية أن يكون لنا فكر المسيح ولا نحيا نحن بل المسيح يحيا فينا. وليبارك الرب في عطاياكم لدعم برامج سانتا فيرينا الخيرية.

الانبا سرابيون